تقرير خاص/ محمد روحاني / وكالة الصحافة اليمنية //
مقابل الاخفاقات والتراجع الكبير للتحالف على كل الاصعدة العسكرية والسياسية والاقتصادية تقترب صنعاء أكثر فاكثر من “النصر” الذي بدت بشائره اليوم تلوح في الافق .
ففي الصعيد العسكري تحصد صنعاء الانتصار تلو الاخر وبشكل دراماتيكي ، فبعد ان كانت قوات التحالف على ابواب العاصمة صنعاء قبل عام واحد تقف اليوم قوات صنعاء على بعد عشرة كيلو متر من مدينة مارب بعد اعلانها اليوم السيطرة على مديرية صرواح بالكامل في ظل مؤشرات تؤكد ان المدينة مرشحة للسقوط في القريب العاجل خصوصاً مع الانهيارات الكبيرة في صفوف التحالف المدافعة عن المدينة .
انتصارات مارب تترافق مع هزائم نكراء لقوى التحالف في جبهات الساحل الغربي وتعز ، والذي حاول التحالف اشعالها خلال الايام الماضية ، ووقف عاجزاً عن احراز أي تقدم يذكر يغطي بها على الهزائم التي يتلقاها في محافظة مأرب هذا داخلياً .
أما خارجياً تكثف صنعاء من ضرباتها في العمق السعودي مستهدفة المنشأت العسكرية والحيوية ، التي أصبحت مكشوفة أمام سلاح الجو الذي يستهدفها بشكل متكرر في إطار عمليات توزان الردع التي اعلنت عنها صنعاء ، في ظل عجز واضح من قبل النظام السعودي في حماية هذه المنشئات ، باعتراف النظام السعودي نفسه .
ومن الواضح ان صنعاء ماضية في عملياتها الهجومية على العمق السعودي التي كان أخرها عملية استهداف مطارات جيزان وأبها وقاعدة خميس مشيط اليوم بثلاث طائرات مسيرة نوع قاصف 2k ، مادام التحالف مصمم على استمرار حربه على اليمن وهو ما ورد في أكثر من تصريح على لسان ناطق القوات المسلحة العميد يحيى سريع الذي اعلن ان ايقاف عمليات استهداف العمق السعودي مشروط بإيقاف التحالف عملياته على الداخل اليمني ، وهو ما يضع السعودية التي تقود حرب التحالف في اليمن امام خيارين الاول الاستمرار في الحرب ودفع ثمن باهض لهذه الحرب لينتهي بهه المطاف في انهيار اقتصادي ، أو إيقاف الحرب والحفاظ على اقتصادها الذي أصبح يعاني الويلات بسبب مغامرات محمد بن سلمان في المنطقة .. ومنها الحرب الجارية في اليمن ، ومن المرجح ان السعودية ستخضع لشروط صنعاء عاجلاً أم آجلاً .
أما على الصعيد السياسي ، بعد ان كانت معظم دول العالم تؤيد التحالف في بداية حربه على اليمن نرى تحول واضح لموقف كثير من هذه الدول التي أصبحت تنادي بضرورة ايقاف الحرب في اليمن ، والانخراط في مفاوضات سياسية للوصول الى حل شامل في اليمن .
اضف الى ذلك قامت عدد من الدول بفتح قنوات تواصل مع صنعاء وان كان هذا التعامل لم يصل الى مستوى التمثيل الدبلوماسي والاعتراف رسمياً بشرعية صنعاء ، الا ان هذه التعامل يحسب انتصاراً كبيراً لصنعاء التي كانت تعيش عزلة سياسية حاول التحالف فرضها على اليمن منذ الايام الاولى لحربه على اليمن ، وهناك أنباء تقول ان بعض الدول تدرس إعادة ارسال سفرائها الى صنعاء ،وهو ما سيعني الاعتراف بشرعية صنعاء ، وسقوط الشرعية التي استخدمها التحالف كغطاء له في حربه على اليمن .
من جهة أخرى ترتفع الاصوات المطالبة بمحاكمة النظام السعودي والاماراتي بسبب الجرائم التي ارتكبت في اليمن والتي ترقى الى جرائم حرب وإبادة جماعية بشهادة الكثير من المنظمات الدولية والانسانية التي وثقت هذه الجرائم على مدى ستة أعوام ، وهو ما يضع النظامين السعودي والاماراتي اليوم في مازق كبير .
اما على الصعيد الاقتصادي فقد فشل التحالف فشلاً ذريعاً في الورقة الاقتصادية التي استخدمها كسلاح لتحقيق الاهداف التي عجز عن تحقيقها عسكرياً في اليمن ، فبعد أكثر من خمسة أعوام من الحصار الاقتصادي استطاعت صنعاء فيها الصمود ، نجد اليوم صنعاء ترسم سياسيات اقتصادية وتشجع الصناعات المحلية والانتاج المحلي خصوصاً فيما يخص الغذاء والدواء للتغلب على الحصار الاقتصادي المفروض عليها والخروج من عبأة الارتهان للخارج ، وبالتأكيد فان نجاحات صنعاء في هذا المجال لن تكون أقل من النجاحات التي تحققها في المجال العسكري .
نستطيع القول ان بشائر النصر اليماني اليوم تلوح في الافق ،وكل الدلائل والمعطيات على الواقع تؤكد ذلك ..