المصدر الأول لاخبار اليمن

“ماتياس فون”: مشاركة الغرب المباشرة في حرب اليمن فشل أخلاقي يجب إنهاؤه!

صنعاء/ ترجمة خاصة/ وكالة الصحافة اليمنية//

دخلت الحرب على اليمن عامها الرابع، ليعلق الكاتب الالماني “ماتياس فون” عن هذه الحرب بجمل تعبيرية هي الاقوى بين كتاباته عن هذه الحرب.. “الغرب يتحمل المسؤولية ايضاً”، ويصف “ماتياس فون ” الكارثة الانسانية في اليمن، بأصعب وأكبر كارثة إنسانية في العالم…

يقول الكاتب الألماني: “تحدث كوارث إنسانية عقب تسونامي أو عواصف قوية أو كوارث طبيعية أخرى، لكن هناك كوارث إنسانية سببها البشر، وهذه الأخيرة تكون صعبة التحمّل على غرار أصعب وأكبر كارثة إنسانية في العالم حلت باليمن”.

 

ويسرد “ماتياس” الأحداث في الحرب على اليمن: “قبل ثلاث سنوات تدخلت السعودية عسكريا في النزاع الداخلي اليمني- كأول استعراض قوة في السياسة الخارجية لولي العهد الحالي محمد بن سلمان. وبعد حوالي 1000 يوم من بدء الحرب وقع حوالي 17.000 هجوم جوي ثلثها على أهداف مدنية”.

وأضاف الكاتب الالماني: ” البلد الأفقر في العالم العربي قبل هذا التدخل أصبح اليوم مدمرا. ويحتاج ثلاثة أرباع السكان إلى المساعدة للبقاء، أي 22 مليون شخص ما يزيد على نصفهم من الأطفال.. مضيفاً: ” وقتلت الهجمات الجوية نحو 10.000 شخص بشكل مباشر، إلا أن الجوع والأمراض مثل أكبر وباء للكوليرا في العالم تتسبب في موت عدد أكبر من اليمنيين”.

 

اللاعب الأقوى

ويقول الكاتب “ماتياس فون”: “ليست السعودية المسؤول الوحيد عن الكارثة اليمنية، لكنها تبقى اللاعب الأقوى. وحتى لو أن الحوثيين الخصوم الأساسيين للتحالف الذي تقوده السعودية يتحملون بعض المسؤولية، إلا أنه لا يمكن تبرير سلسلة حملة القصف السعودية بأي شيء. وهذا ينطبق في المقام الأول على الحصار السعودي المفروض على الموانئ في البحر الأحمر. ففي بلاد مجبرة على استيراد 90 في المائة من مواد غذائها والأدوية والمنتجات الطبية وكذلك الجزء الأكبر من الوقود، يُعتبر ذلك عقوبة جماعية مفروضة على كافة السكان المدنيين في البلاد”.

 وتابع الكاتب الألماني: “وكملاحظة جانبية يجب القول بأن ذلك يحصل دون تحقيق هدف الحصار، ألا وهو منع تهريب الأسلحة والذخيرة. وقد اتهم خبراء في الأمم المتحدة العربية السعودية في يناير باستغلال الجوع كسلاح في هذه الحرب ـ وهذه جريمة حرب واضحة”.\

 

شماعة ايران

ويشير “ما تياس فون” أنه ومع شكوى العربية السعودية والغرب من مسألة الدعم الإيراني للحوثيين. ولكن في الوقت الذي تُواجه فيه إيران العقوبات، تمكن محمد بن سلمان الأسبوع الماضي من التفاوض مع دونالد ترامب على صادرات أسلحة إضافية. حتى ألمانيا تبيع أسلحة لتحالف الحرب التي تقودها السعودية، في السنة الماضية باعت بقيمة نحو 1.3 مليار يورو.

وقال “فون”: “في الأسبوع الماضي تمت الموافقة على تسليم ثمان سفن دوريات ألمانية للعربية السعودية. وهذه المشاركة المباشرة في النزاع هي إعلان فشل أخلاقي يجب إنهاؤه”.. أضف إلى ذلك أن السعودية لم تحقق أيا من أهداف حربها. فالبلاد اليوم أقل أمنا مما كانت عليه قبل ثلاث سنوات. وعوض درء التأثير الإيراني، سيتم دفع الحوثيين إلى أحضان طهران.. والمستفيد من الحرب هم بالأخص القاعدة والفرع المحلي  لما يُسمى تنظيم “داعش”.

 

كسب الرهان

وقال الكاتب الألماني: “لا يمكن لأي من أطراف النزاع كسب هذه الحرب. ومن غير المعروف هل ستبقى اليمن كبلاد متماسكة أو أن تتقسم إلى أجزاء، لذلك من الضروري الآن ممارسة الضغط على أطراف النزاع وفي مقدمتهم السعودية، لأن الوقت يضغط.. وكأول إجراء لا بد من رفع الحصار كليا عن الموانئ والمطارات. ويجب ضمان إيصال المؤن للناس وحصول منظمات الإغاثة مجددا على إمكانية العمل”.

وتابع القول: “من جانب الحوثيين تصدر إشارات الاستعداد للتفاوض. ويوجد مبعوث أممي جديد خاص بالنزاع اليمني. وهذه الفرصة يتوجب على الرياض استغلالها ـ حتى ولو أنه من الصعب على السعوديين قبول مشاركة الحوثيين في إحلال نظام ما بعد الحرب”.

أخيراً يقول الكاتب الألماني “ما تياس فون”: “لكي تدب الحركة في المسار السياسي اليمني الذي يراوح مكانه، لابد من وضعه على أجندة المجتمع الدولي الذي فضّل للأسف غض النظر عنه حتى الآن”.

قد يعجبك ايضا