المصدر الأول لاخبار اليمن

الغناء والرقص لا يكفي ..واشنطن تغرق أمير “البقرة الحلوب “في بحر التناقضات

تحليل خاص: وكالة الصحافة اليمنية

تحمل واشنطن كل التناقضات في تعاملها مع ولي العهد السعودي ، فهي تغريه بتقديم كل العون بيد ، وتلوح بإمكانية تغير كل شيء باليد الاخرى، يستقبله البيت الابيض  بحفاوة ، ويستقبله الكونجرس في اليوم التالي بكل  برود، وفي وسط بحر من الموج المتلاطم  يقف الامير السعودي  حائراً زائغ العينين ، فالأمريكيون يدفعونه لخوض حروب هستيرية باليد اليمنى ، ويجرونه مثل بقرة حلوب إلى الحضيرة الامريكية باليد اليسرى .

في حين لا يبدي محمد بن سلمان اي تحفظات لرفد الخزينة الامريكية بكل ما تحتاجه من اموال ، إلا ان ذلك لم يمنع الامريكيين من ارسال بعض الاشارات السلبية  الرامية إلى التحرش بجيوب مملكة النفط قبل الاستيلاء على كل تحتويه ، ولكي يحدث ذلك على واشنطن أن تبتكر سيناريو لمسرحية درامية ليس الغرض منها اقناع الامير السعودي بل الغرض هو اقناع العالم بان ما تحصل عليه واشنطن من اموال البقرة الحلوب يتم بناء على قناعة تامة من السعوديين ، وليس على اساس تبعية سعودية كاملة لواشنطن.

زيارة بن سلمان للولايات المتحدة كانت زيارة (دراماتيكية) بكل ما تحمله الكلمة من معنى، فمنذ هبوط طائرة ولي العهد حتى مغادرتها ، شنت الصحافة الامريكية حملت انتقاد واسعة وغير ودودة مع الضيف الثري ، بالتزامن مع ذلك اخذت شركات العلاقات العامة الامريكية  تطمئن الضيف السعودي بأن ما يرد في الصحف مجرد (كلام جرائد) وان تلك الشركات ستعمل كل ما في وسعها لضمان عدم تغيير موقف المؤسسات الامريكية الرسمية من السعودية.

يريد بن سلمان ان يتباهى بمجموعة الاجراءات الانفتاح التي اتخذها في بلاده، معتقداً ان السماح بالغناء والرقص هي حقوق الانسان التي سترضي الغرب ، وتحد من حملة الانتقادات التي تتعرض لها المملكة من قبل المنظمات الحقوقية  الغربية ، لكن هناك دائما ما يعكر صفو النشوة السعودية، فالمنظمات الحقوقية لاتزال تطالب بالمزيد ، وتعتبر كل ما يحدث في المملكة انتهاك لحقوق الانسان ، وبينما تحدث البيان الصادر من البيت الابيض عن اجتماع بن سلمان وترمب عن ضرورة حل الازمة الانسانية في اليمن، تناسى البيان ان ازمة اليمن الانسانية هي نتيجة هجمة بربرية لم تراعي ابسط متطلبات القانون الدولي .

وقبل ان يصل بن سلمان إلى المملكة  تبعته الصحافة الامريكية بعنوان ( واشنطن تعين بن سلمان عميلاً رسمياً)، وما يلوح في الافق ان حرب استنزاف الاموال سيستمر الى ما لانهاية ، فالبيت الابيض قادر على تسليط الصحافة والمنظمات الحقوقية على المملكة المتهالكة ، ولا يوجد في واشنطن من يريد الاكتفاء من اموال البقرة الحلوب ، حتى وإن كانت ملطخة بدم الضحايا الابرياء في اليمن.

قد يعجبك ايضا