الحرب والحلم بعيون أطفال اليمن  !؟

استطلاع خاص // وكالة الصحافة اليمنية//

من  الطبيعي أن نستمر في المعاناة ، وطبيعي أيضاً أن نسعى لمحاولة الاستمرار في الحياة  والحلم مهما كانت الظروف والمعاناة والملابسات المحيطة بحياتنا، أطفال اليمن السليب، فالحياة لا تكاد تغادر من عيونهم البريئة، والابتسامة على الرغم من مرارتها فهي تنير وجوههم العابسة، وقلوبهم تخفق للحياة دون ملل، بعضهم يكافح من واقعة الذي يحيا تفاصيله الدقيقة بمأساته.

 وآخرون يهربون بحياتهم إلى بؤرة اللا واقع يودون لو كانوا كغيرهم من أطفال الدنيا تشرق وجوههم بالابتسامة النابعة من قلوبهم الآمنة بلا خوف أو قلق من أزيز طائرات أو هدير دبابات عدوان  تحلق جواً وأرضاً لتغتال طفولتهم وحياتهم وأحلامهم البسيطة.

“وكالة الصحافة اليمنية” تتلمس وهج الطفولة في الوجوه اليمنية البريئة المثقلة بأحزان لا يعلم حقيقتها إلا من يحيا تفاصيلها، ننقلها كما تحدثوا بها بكثير من الألم و الأمل في تحقيقها أو جزء منها عبر أيام عمرهم الآتية، استمعوا لهمسات قلوبهم النابضة بالمعاناة والحياة والأمل.

لا أحلم بأكثر من حقي في الحياة

“إسماعيل ” الشقيق الكبير  بين أشقائها الثلاثة ، رقيق القلب، لا يتجاوز عمره  عشرة أعوام  ما زال يحلق كفراشة الربيع الندية يبحث عن زهر البنفسج والياسمين لتلعق رحيقه عسلاً وشهداً وتضفيه أملاً وفرحاً على تفاصيل حياة أشقائه الثلاثة ، عرفت المعاناة لديه بأنه ليس هروباً من الواقع بل نقطة التقاء بين الواقع المرير والحلم ، استغربت حديثه فراح يبتسم قليلاً: هذه فلسفتي.. فالحياة لدي لا تستقيم ولا تحلو دون محاولة ومعاناة  ، ليس الأحلام التي لا تغادر جدار غرفة نومي وإنما تلك التي أرنو إلى تحقيقها وجعلها واقعاً ملموساً،  أحلامي أقرب إلى أن تكون طموحاً لا يثنيني عن الوصول إليها شيء إلا قدرة الله تعالي ما عدا ذلك فأستطيع تجاوزه.

كلماته بدت تحمل معاني كبيرة فاقت حدود عقلية طفل في العاشرة من ربيع عمره الوردي، لكنه تابع :”لا أحلم بأكثر من حقي في حياة كريمة كأي من أطفال العالم بلا خوف أو قلق ولا عدوان ولا حصار ، فقط أحيا طفولتي بصخبها وهدوءها، بعفويتها، حلمي أن أعبر حدود الزمن إلى العالم الآخر أكتشف خفايا أسرار الكون والإنسان أن أكتشف حقيقة الأمراض الخبيثة التي تقضي على أجساد أحبائنا دون سابق إنذار “.

التربية الوطنية

سارة وإن عكست حالة الفقد التي تحياها فإن أحلامها بسيطة يمكن تحقيقها بمزيد من الصبر والعطاء  ليس منها فقط وإنما من قبل كل من يحيطون بها، أما “رشا ” ذات الأعوام الثمانية فأحلامها ومعاناتها مختلفة نابعة من كتب التربية الوطنية  التي تدرسها في مقررات المرحلة  الابتدائية، قالت أسمع كثيراً عن مملكة سبأ وحمير، وعن معين وقتبان واسمع أيضا واقرأ عن مساجد  اليمن، واسمع أيضا عن المجازر بصعدة وصنعاء والحديدة، لكني لم أراهم يوما إلا صوراً مختلطة بالأشلاء عبر شاشات التلفاز أثناء مشاهدتي، حلمي أن يحرر اليمن من الاحتلال والعدوان وتتابع: سينتهي العدوان والحرب وسننتصر ويتحقق حلمي واحلام أطفال اليمن.