تقرير// عمرو عبدالحميد // وكالة الصحافة اليمنية //
الثاني من ديسمبر يوم فتنوي، تجاوزه الشعب اليمني بعناية إلهية، بعد دعوة الرئيس الأسبق علي عبدالله صالح عفاش، لقتل اليمنيين بعضهم بعضا، كحل للتحالف الذي فشل عسكرياً من احتلال عاصمة اليمن صنعاء.
قيادة “عفاش” لفتنة ديسمبر 2017م، لم تكن محض صدفة بقدر ما كانت خطة متفق عليها وسبقها خطوات وتنسيق بين التحالف و”عفاش” وهو ما اثبتته الوثائق التي عُثر عليها في قصوره، بعد فشل المؤامرة وغروب شمس الثاني من ديسمبر بسلام صنعته أيدي أحرار اليمن.
ما قبل الفتنة عملت الدائرة الإعلامية لـ عفاش على شيطنة أنصار الله المكون الأساسي في التصدي لغزو التحالف، بأساليب مختلفة وتحت عناوين متعددة، بهدف عزل أنصار الله عن الحاضنة الشعبية، وهو ما لم ينجح لا سيما مع انحياز شرفاء القبائل لمصلحة الوطن.
أكثر من ثلاثة عقود مكث “عفاش” فوق كرسي الرئاسة عمل خلالها على توطيد علاقاته بالقوى الإقليمية، خصوصاً السعودية والولايات المتحدة الامريكية، على حساب إغراق اليمن الأرض والإنسان بالفقر والدماء.
يُعد عفاش صاحب ثاني أطول فترة حكم من بين الحكام العرب بعد توليه الحكم في 17 يوليو 1978 حتى الإطاحة به بثورة شبابية في الـ 27 من فبراير 2012، إلا أنه لم يحقق للشعب اليمني سوى المآسي، فبدأ حكمه بحروب المناطق الوسطى وكانت في محافظات “تعز – إب – البيضاء – ذمار – ريمة”، واستمرت لخمسة أعوام من 1978م وحتى عام 1982م خلفت مئات القتلى والجرحى وتهجير آلاف الأسر اليمنية.
بعد أنطوى المرحلة استمرت الاغتيالات وتصفيات القيادات السياسية وتهجير العقول اليمنية، وما كاد أن يلتقط الشعب اليمني أنفاسه لتحل عليهم حرب صيف 94م، والتي ارتكبت فيها جرائم حرب بحق المواطنين في المحافظات الجنوبية من قبل نظام عفاش وحليفه حزب الإصلاح.
الاعتراض على حرب 94م اغاضت نظام عفاش بعد موقف السيد حسين بدرالدين الحوثي واعتراضه على الحرب، ليصرف النظام صوب عينيه على صعدة وإعلانه الحرب في سبتمبر من العام 2004م والتي تستمر حتى فبراير 2010م.
مأسي كثيرة خلفها نظام الرئيس الأسبق “علي عفاش” على المستوى الاجتماعي والاقتصادي، ليختتمها محاولاً إنقاذ التحالف في الدعوة للانتفاضة على الجيش واللجان الشعبية كخدمة لعلاقاته الطويلة مع دول التحالف والحفاظ على استثماراته فيها.
ويرى مراقبون أن عدم مغادرة “عفاش” لليمن بعد إعلان التحالف الحرب على اليمن كان وفق تنسيق مسبق مع دول التحالف لا سيما مع هروب معظم القيادات السياسية للخارج، وحاجة التحالف لشخصية كبيرة تبقى في الداخل وتسلل الأحداث شاهد على ذلك.