وكالة الصحافة اليمنية//تقرير خاص//
بفعل أزمة الغاز المنزلي التي تشهدها العاصمة اليمنية صنعاء انخفض معدل المسافرين من والى المدينة وتحولت معظم سيارات النقل الى بريد عاجل يتم عبرها نقل اسطوانات الغاز المنزلي.
فكما لجأت الكثير من الأسر الى شراء الحطب والتناوير لتحل محل الأفران الكهربائية والغازية، لجأ الكثير من سكان صنعاء للاستعانة بأقربائهم في المدن الاخرى لإنقاذهم من الأزمة الغازية، وذلك بإرسال اسطوانة او اثنتين ليواصلوا بها حياتهم، ولوحظ أن عدد المسافرين انخفض الى النصف في شهر ابريل الحالي لتحل محلهم على مقاعد الدرجة الاولى والثانية اسطوانات الغاز.
واختفت تقريباً جملة “باقي نفر” من أفواه سائقي الباصات والبيجوهات وغيرها الذين كانوا لا يديرون محرك السيارة إلا بعد وصول الراكب الأخير، بفضل حصولهم على أكثر من اسطوانة غاز مرسلة من مواطن ما الى أحد أقربائه في صنعاء وحصوله على أجرة أعلى بقليل من أجرة الراكب.
ومن يلاحظ تدفق الغاز المنزلي الى مدينة صنعاء بكميات غير تجارية يدرك أهمية التكافل الاجتماعي وتماسك الأسرة اليمنية التي منعت عبر الأزمان تفتيت الوطن وحافظت على وحدة الجغرافيا والتاريخ وحمتها من المتغيرات السياسية والاقتصادية والعسكرية.
بهذه العلاقة الاجتماعية المتماسكة يحل المواطنين اليمنيين الكثير من مشكلاتهم، ويتجاوزن مشاكل تعجز الحكومات عن حلها، يبتكرون طرقهم الخاصة لمواصلة حياتهم الطبيعية البسيطة، ضاربين بوعود الساسة عرض الحائط، وبأماني الأمم المتحدة عرض صخرة الصمود والعزة والتكافل والتراحم.