متابعات//وكالة الصحافة اليمنية//
لم يبتهج الجميع حول العالم بالصور التي أظهرت أول الأشخاص الذين تلقوا اللقاح المضاد لكوفيد 19. ففي بعض الأماكن – وفي بلدان مثل زيمبابوي والمكسيك وباكستان- من المرجح أن تكون معركة الوصول للقاح طويلة وشاقة.
ووفقاً للباحثين في جامعة ديوك التي تتابع الصفقات بين الحكومات وشركات اللقاحات، قام عدد من الدول بتأمين إمدادات تزيد عما يحتاجه سكانها بالفعل.
فكندا على سبيل المثال أمنت ما يكفي من اللقاحات لتلقيح سكانها خمس مرات.
وقامت هذه الدول بمخاطرة شراء لقاحات قبل ثبوت فاعليتها كما ساهمت في تمويل تطويرها.
وحتى الآن، انضمت 189 دولة إلى مبادرة كوفاكس التي تدعمها منظمة الصحة العالمية ومجموعة من جماعات الدفاع عن اللقاحات الدولية. وتهدف المبادرة إلى توحيد الدول في تكتل واحد، كي تتمتع بنفوذ أكبر في المفاوضات مع شركات الأدوية. ومن بين هذه الدول، ستحصل 92 دولة – تشمل الدول ذات الدخل المنخفض أو المتوسط – على اللقاحات من خلال صندوق مدعوم من المانحين.
وتعد الولايات المتحدة وروسيا من بين عدد محدود من الدول التي لا تساهم في هذا الصندوق. أما باقي الدول فستشتري اللقاحات من خلال كوفاكس، لكنها قد تحصل على صفقات أفضل مما لو تفاوضت مع الشركات منفردة.
وحتى الآن، قامت كوفاكس بإبرام صفقات من أجل الحصول على ثلاثة لقاحات واعدة ، غير أن الخطة لا تشمل سوى جرعات تغطي 20% من تعداد سكان البلد الواحد.
شهور حرجة
تعد المكسيك داعماً كبيراً للخطة وواحدة من البلدان التي ستشتري اللقاحات من خلالها. غير أن مارثا ديلغادو كبيرة مفاوضي البلاد لشؤون اللقاح تدرك أن 20% لن تكون كافية لوقف المعدلات المرتفعة لكوفيد 19 في المكسيك. وتعمل بشكل جاد من أجل تأمين اللقاحات عن طريق سبل أخرى، فأي تأخير يعني الفرق بين الحياة والموت، قائلة “هذه الشهور حاسمة”.
وفي 13 أكتوبر، فيما وصفته بأنه لحظة مهمة، تمكن فريقها من إبرام اتفاقات مباشرة مع ثلاث شركات لقاحات.
واستطاع الفريق تأمين عدد صغير من الجرعات من لقاح فايزر الأكثر طلبا، وهو أول لقاح يتم استخدامه خارج التجارب. ويوم الجمعة أجازت هيئة الرقابة الصحية في المكسيك الاستخدام الطارئ للقاح على أن يتم طرحه خلال الشهر الجاري.
ويقول القائمون على اللقاح الذي تطوره جامعة أُكسفورد وشركة أسترازينيكا للأدوية إنهم لن يحققوا مكاسب من بيع اللقاح للدول النامية. ويعد هذا اللقاح جزءاً مهما من محفظة لقاحات كوفيكس، لكنه لم يُرخص للاستخدام في أي دولة بعد. وكذلك لن تتمكن شركة لقاحات واحدة من إنتاج جرعات كافية لـ 7.8 مليار شخص في غضون أشهر.
وعلى غرار المكسيك، أجرت باكستان محادثات مع جميع مصنعي اللقاحات.
وقد أرجأت منظمة التجارة العالمية قرارها بشأن ما إذا كانت ستتنازل عن قواعد الملكية الفكرية للقاحات كوفيد. ويحظى الاقتراح بدعم عدد من الدول الأعضاء في المنظمة، بينما يعارضه العديد من الدول الغربية.
وبالتالي، بالنسبة لغالبية الدول، ما زال الحصول على اللقاح المضاد لكوفيد بمثابة لعبة انتظار.
وتقول تشينغاندو “سيظل الناس يموتون بسبب كوفيد، بينما يعيش الناس في دول أخرى حياة طبيعية”.