تقرير// وكالة الصحافة اليمنية//
“واشنطن تسعى لإنقاذ ما تبقى من الارهابيين في سوريا ولملمة ما تبقى من أوراق سيناريوهاتها في المنطقة..”بهذه الخلاصة يمكننا وصف ما يحدث اليوم في أروقة وكواليس السياسة الغربية وتفسير حالة الهيستيريا التي أصابت واشنطن وتجلت من خلال تصريحات الرئيس دونالد ترامب، عقب انتشار أنباء مساء السبت عن هجوم كيميائي مزعوم شنه الجيش السوري على مدينة دوما، الأمر الذي نفته دمشق وموسكو بشدة، في الوقت الذي سعت فيه واشنطن لاستثمار الخبر بطريقة وإن بدت للبعض على انها ارتجالية إلا أنها في الحقيقة أبعد من ذلك بكثير، بل ان التفاعل الأمريكي السريع والذي وصل درجة التهديد بالرد عسكريا، يؤكد بأن سيناريو استخدام أسلحة كيميائية كان معدا سلفا من قبل واشنطن التي انتظرت طويلا لتنفيذه واستثماره في العديد من القضايا والتي لا تتوقف عند حدود إنقاذ أدواتها في سوريا وإعادة ترتيب مشروعها في المنطقة، بل تجاوزها لدرجة استهداف روسيا وايران.
وإذا ما قمنا بمراجعة سريعة للمشهد السياسي والعسكري على الساحة السورية بشكل خاص والعالمية بشكل عام فسنجد أن ما شهدناه من أحداث كانت في مجملها تجري بتسارع كبير لتهيئة الرأي العام العالمي لاستقبال خبر استخدام السلاح الكيميائي في دوما السورية والاقتناع بأن الحكومة السورية وروسيا متورطتان بارتكاب جريمة إبادة بحق مواطنين سوريين في دوما بالغوطة الشرقية.
ففي الوقت الذي كانت الوكالة الدولية لحظر الأسلحة الكيميائية تناقش موضوع تورط الحكومة السورية باستخدام أسلحة كيميائية، كانت الدول الغربية وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا تستخدم ملف قضية الجاسوس الروسي “سكيريبال” لإخضاع روسيا، وتحاول من خلال شن حرب دبلوماسية إثارة الرأي العام العالمي وتوجيهه نحو إدانة روسيا وتورطها باستخدام أسلحة كيميائية “وصفتها بأسلحة دمار شامل” داخل الأراضي البريطانية.
إضافة إلى ذلك وإذا ما قمنا بقراءة الوضع الميداني فسنجد، إن الجيش العربي السوري ليس في حاجة إلى استخدام الأسلحة الكيماوية في الغوطة الشرقية، لأنه بالفعل يحقق الانتصارات هناك الواحدة تلو الأخرى، بالقتال وبالسياسة، بالإضافة إلى أنه في الأساس لا يملك أسلحة كيماوية، وقد تأكدت المنظمات الأممية من ذلك قبل سنوات طويلة”.
وبحسب أراء الخبراء العسكريين وإذا ما سلمنا، خلافا للحقيقة، أن الجيش السوري يمتلك الأسلحة الكيماوية وتمكن من نقلها، في غفلة من كافة أجهزة المخابرات المتواجدة في سوريا، فلماذا إذا يستخدمها في أماكن تجتمع حولها الجيوش، وتراقبها أعين الشاشات ليلا ونهارا؟”.
إن مثل هذه الفبركات الأمريكية تؤكد أن واشنطن تحاول انقاذ ما تبقى من الارهابيين والتي تشير التقارير الميدانية إلى أن مسلحي تنظيم “جيش الإسلام” في دوما يعيشون حالة من الانهيار والتقهقر أمام ضربات الجيش السوري، الأمر الذي دفع واشنطن لأن تستغل ما يفبركونه من أجل توجيه الاتهام لسوريا، وتبرير أي عمل عسكري محتمل، ستكون غايته الحقيقية تقديم خدمات جديدة للتنظيمات الإرهابية في سوريا..