لندن/وكالة الصحافة اليمنية//
قال الكاتب البريطاني ديفيد هيرست إن الأزمة الخليجية انتهت بإعلان فوز قطر على غرور ولي العهد محمد بن سلمان.
جاء ذلك في مقال نشره هيرست في موقع” ميدل ايست آي” أمس الأربعاء، تناول فيه “الدوافع القاتمة وراء مساعي السعودية لوحدة الخليج”.
وقال هيرست “استغرق الأمر من بن سلمان 3 سنوات و6أشهر للتوصل لنفس النتيجة المسبقة عند حصار قطر: محكوم عليه بالفشل”.
وأضاف “كان مشروع إسكات صوت الجار المستقل محكوم عليه بالفشل في اللحظة التي علم فيها وزير الدفاع الأمريكي آنذاك جيمس ماتيس ووزير الخارجية آنذاك ريكس تيلرسون، وهو رجل نفط سابق له صلات واسعة بقطر، بخطط لغزو شبه الجزيرة وأوقفوها”.
مع مرور الأسابيع، أصبحت يد قطر أقوى، إذ وصلت القوات التركية إلى الدوحة لتشكيل حاجز مادي. ومنحت إيران قطر استخدام مجالها الجوي، لا يمكن أن ينجح الحصار أبدًا مع جسر جوي أقيم حول السعودية.
وقال الكاتب: لقد استغرق الأمر أشهرًا فقط حتى تقوم قطر بتجميع عملية ضغط كبيرة في واشنطن، مما أدى إلى إلغاء أو تقليص تأثير جماعة الضغط الرئيسية للسعوديين تولاه السفير الإماراتي يوسف العتيبة.
وأكد الكاتب أنه مع وصول جو بايدن للبيت الأبيض، شعر بن سلمان بأن القوت قد حان لوضع حد لحماقته.
سقوط شروط دول الحصار
وأضاف الكاتب بأنه لم يتم تلبية أي من المطالب الـ13 التي وضعتها دول الحصار على قطر، فلم تتغير سياسة قطر الخارجية، ولم يتم إغلاق قناة الجزيرة، كما أن تحالف الدوحة مع إيران وتركيا قد تعزز.
فوز قطر
ونقل الكاتب ما قاله عبد الخالق عبد الله أستاذ السياسة الإماراتي الذي كان أحد أبرز المدافعين عن الحصار لصحيفة فاينانشيال تايمز، حيث قال بأن قطر انتصرت.
وأضاف “كانت تكلفة القتال مرتفعة للغاية وكانت هذه أسوأ ثلاث سنوات ونصف في تاريخ دول مجلس التعاون الخليجي “.
تفكك تيار الثورة المضادة
وأشار الكاتب ديفيد هيرست إلى أن الحب الأخوي الذي ظهر في المصالحة الخليجية، غاب عن القمة ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد إلى جانب غياب ملك البحرين حمد بن خليفة والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
فالبحرين في خضم نزاع حدودي مرير بشكل متزايد مع قطر، ولا تزال مصر متشككة في المشروع برمته.
التوترات حول اليمن وإسرائيل
وتطرق التقرير إلى صدام المرشد بن زايد وتلميذه بن سلمان:
الأول هو اليمن: من المسؤول حقًا عن التدخل بقيادة السعودية الذي أطلقه بن سلمان في مارس 2015 – السعوديون أم الإماراتيون؟.
المصدر الثاني للتوتر هو إسرائيل.
في قيادة التطبيع مع إسرائيل، نصب الإماراتيون أنفسهم بوضوح على أنهم الشريك الخليجي الرئيسي لتل أبيب.
أهداف خفية
وتابع الكاتب: بصرف النظر عن رمي عظمة للرئيس الأمريكي القادم، قد يرعى بن سلمان أيضًا أسبابه المظلمة لصنع السلام مع قطر.
إنه يعلم أنه من خلال القيام بذلك فإنه سيشتري ولو مؤقتًا، الهدوء النسبي لوسائل الإعلام التي تسيطر عليها قطر لا سيما قناة الجزيرة التي لديها أكبر جمهور في العالم العربي.
ولفت الكاتب إلى أن الانفراج الحاصل في العلاقات مع قطر قد يحقق من خلاله بن سلمان هدفين، الأول التطبيع مع إسرائيل، والثاني إقناع والده بالتنازل عن العرش.
وختم الكاتب مقاله بالقول: في حين أن حل الأزمة مع قطر مرحب به، فإن الدوافع للقيام بذلك قد تؤدي للمزيد من الاضطرابات بالعالم العربي.