واشنطن/وكالة الصحافة اليمنية//
كشفت مجلة أمريكية شهيرة عن تفاصيل معركة ساخنة شهدتها جلسة استماع سكرتارية ومساعدي اعضاء الكونجرس لموجزات إدارة الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب بشأن توجه الخارجية الامريكية لتصنيف جماعة الحوثي منظمة ارهابية، وقالت أنها “كانت فوضى مطلقة” حسب تعبير أحد المساعدين، لدرجة رفض متحدث الخارجية التعليق على المداولات مع الكونجرس.
ونقلت مجلة “فورين بوليسي” عن وقائع الجلسة إن “موظفي الكونجرس انفجروا أمام موجزات إدارة ترامب في مكالمة هاتفية بالكلمات البذيئة، الاثنين، بعد أن تحرك وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو لتصنيف جماعة الحوثي اليمنية منظمة إرهابية ومضيها في إعادة تصنيف كوبا كدولة راعية للإرهاب”.
ونقلت عن موظفي الكونجرس قولهم إنهم “لم يسمعوا قط مسبقا موظفين يسقطون قنابل إف على مكالمة رسمية كهذه” ، وفقًا لمصدر مطلع على المكالمة. منوهة بأنه “في بعض الأوقات ، قام الموظفون بالتدخل وقاطعت الصحفيين واتهموا الإدارة بتضليل الكونغرس” وصرخ احد المساعدين “توقف عن الكذب”.
مضيفة: قال أحد موظفي الكونجرس لمسؤول الخارجية: أنت بحاجة إلى التوقف عن الكذب اللعين على الكونجرس”. نقلا عن مصدرين مطلعين على المكالمة، عندما ضغطوا على مسؤولي الإدارة حول سبب عدم إبلاغهم الكونجرس في الأشهر التي سبقت قرار التصنيف لجماعة الحوثي منظمة ارهابية.
المجلة قالت: “خلال المكالمة، سأل موظفون آخرون مسؤولي الإدارة عن عدد الأطفال اليمنيين الذين سيموتون بسبب التصنيف، متهمين الإدارة باستخدام التصنيف للعب السياسي”. ونقلت عن احد المساعدين قوله: “فيما يتعلق باليمن، لا يمكن لأحد أن يشير إلى إجراء ملموس إيجابي واحد نتيجة لهذا التصنيف”.
مضيفة: أن بعض كبار حلفاء ترامب الجمهوريين في الكابيتول هيل (الكونجرس) انتقدوا هذه الخطوة ، محذرين من عواقبها الإنسانية المدمرة المحتملة إذا لم تمنح الإدارة بسرعة إعفاءات لمنظمات الإغاثة العاملة في اليمن”. مشيرة إلى تحذيرات مجموعات الإغاثة العاملة على الأرض في اليمن والخبراء والجماعات الإنسانية.
ونقلت مجلة “فورين بوليسي” عن مجموعات الإغاثة العاملة على الأرض في اليمن، قولها في بيان مشترك صادر عنها: إن “التصنيف من المحتمل أن يتسبب في اضطرابات كبيرة في عمليات التسليم للمساعدات الاغاثية والمواد الغذائية في هذا البلد (اليمن) الذي مزقته الحرب مع تداعيات إنسانية وخيمة”.
مضيفة: “قال الخبراء والجماعات الإنسانية إن تصنيفًا بعيد المدى للحوثيين، الذين يسيطرون على 40 % من الأراضي اليمنية والجزء الأكبر من السكان، سيكون شبه مستحيل على المنظمات غير الحكومية للعمل على المدى القصير. في بلد يعتمد نحو 80% من سكانه (حوالي 24 مليون) على المساعدات الانسانية”.
وتابعت: “في ضوء الظروف القريبة من المجاعة التي كانت موجودة بالفعل في اليمن، سيكون لهذا التصنيف تأثير مدمر على الإمدادات الغذائية اليمنية والواردات الأخرى.
ولفتت المجلة في تقرير لمراسليها لشؤون الامن القومي (جاك ديتش) والشؤون الدبلوماسية (روبي جرامر) إلى أن “القرار جاء بعد أشهر من الجدل الدائر داخل وزارة الخارجية، والذي تكرر ذهابًا وإيابًا حول تصنيف محتمل، حيث يُنظر إلى بومبيو والمبعوث الأمريكي الخاص السابق لإيران برايان هوك على أنهما داعمان أقوياء لخطط معاقبة جماعة الحوثي”.
ونوهت بأنه “تعثرت المحادثات لفترة وجيزة ، حيث كانت الوكالة مشغولة بالتعامل مع القضايا في الكابيتول هيل (الكونجرس)، لكن يبدو أن بومبيو أعاد إحياء الزخم من أجل التصنيف قبل رحلة ما بعد الانتخابات إلى الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل والمملكة العربية السعودية في نوفمبر 2020 ، مع توقعات أنه قد يعلن هذه الخطوة في الرياض”.
وقالت: إن “مسؤولين حاليين وسابقين آخرين قلقون من أن التصنيف قد يؤثر على اليمنيين المعوزين في إشارة إلى محدودية تأثير قرار تصنيف جماعة الحوثي منظمة ارهابية، على قدرات الجماعة المادية والعسكرية والاقتصادية.
في السياق، أعلن سيناتور ديمقراطي رفيع في مجلس النواب الامريكي، في وقت سابق من يوم الثلاثاء، موقف الرئيس الامريكي جو بايدن من جماعة الحوثي وقرار وزير خارجية الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب بتصيف الحوثيين منظمة ارهابية اجنبية، فيما ابدى عدد من ابرز النواب الامريكيين ديمقراطيين وجمهوريين معارضة القرار.
وقال السيناتور النافذ في مجلس النواب الامريكي غريغوري ميكس: إن “تصنيف جماعة الحوثي منظمة ارهابية يمثل قصر نظر”. مضيفا: “تصنيف جماعة الحوثي منظمة ارهابية يعرض حياة الشعب اليمني للخطر ويجب التراجع السريع عنه”.
النائب ميكس وهو رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب، تابع: “لن يكون هناك أي حل مستدام في اليمن ما لم يشارك الحوثيون. من خلال تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية، تدفع إدارة ترامب فقط الحل السياسي للصراع بعيدًا من متناول اليد”.
وقال السيناتور كريس مورفي، العضو البارز في الحزب الديمقراطي، إن “تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية هو حكم بالإعدام على آلاف اليمنيين”. مضيفا: “سيقطع ذلك المساعدات الإنسانية ويجعل محادثات السلام شبه مستحيلة.
السيناتور مورفي أكد على حسابه بموقع التدوين العالمي المصغر “توتير” الاثنين الماضي، أن هذا القرار لن يمر في الكونجرس، ولن يقبل به الرئيس الامريكي المترشح عن الحزب الديمقراطي والمنتخب جو بايدن، قائلا: “على جو بايدن إلغاء هذه السياسة في يومه الأول”.
لكن الامر لا يقتصر على النواب الديمقراطيين بل يمتد إلى الجمهوريين ايضا. وقال السيناتور تود يونغ، وهو جمهوري، أنه لا يوافق على سياسة الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب بشأن اليمن، منتقدا اعلان الخارجية الامريكية عزمها إعلان الحوثيين ارهابيين.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية (ا ف ب) عن السيناتور الجمهوري تود يونغ، قوله: إن تحرك بومبيو “سيزيد من زعزعة استقرار دولة مزقتها الحرب” ويمنع جماعات الإغاثة من تقديم المساعدات الحيوية. وتابع: “أتطلع إلى العمل مع الرئيس المنتخب بايدن وفريقه لإلغاء هذا القرار المضلل”.
حسب هذه المنظمات فإن “تصنيف جماعة الحوثيين منظمة إرهابية قد يحول دون تعامل المنظمات الأممية والدولية مع سلطات الحوثيين، ويفرض عوائق أخرى مُتعلِّقة بتعسُّر التحويلات البنكية للمستفيدين من المشاريع التغذوية وإعاقة عمليات شراء الغذاء والوقود”.
وحذرت مجموعة الإغاثة الدولية من أن “تصنيف الحوثيين جماعة ارهابية، سيؤدي إلى تفاقم الوضع السيء للعمل الإغاثي في اليمن، وسط مستويات صادمة من الجوع وبيئة مُرهقة تعمل فيها الكتل الإغاثية” حسب تعبيرها في بيان اصدرته ديسمبر الماضي.