تقرير//وكالة الصحافة اليمنية/
نشرت صحيفة ” فزغلياد” الروسية، تقريراً للكاتب غيفورغ ميرزايان، تحدث فيه عن إمكانية تنفيذ الرئيس الأمريكي جو بايدن وعوده. بشأن معاقبة السعودية وولي عهدها محمد بن سلمان على جرائمهم خلال عهد سلفه دونالد ترامب.
وتحت عنوان “هل السعوديون على موعد مع عقوبات من بايدن”، قال الكاتب إن إدارة جو بايدن بدأت في إعادة النظر في السياسة الأمريكية. من البراغماتية الانعزالية الترامبية إلى التيار الليبرالي العولمي.
وأضاف الكاتب: “على وجه الخصوص، يريد الرئيس الجديد إعادة قضايا حقوق الإنسان إلى الاستخدام كواحدة من أدوات. السياسة الخارجية الرئيسية للولايات المتحدة”.
وتابع: “على ما يبدو، ستنال المملكة العربية السعودية مع حاكمها الفعلي، ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، حصتها من ذلك”. حسب ترجمة روسيا اليوم.
وأكمل بالقول: “حتى خلال حملته الانتخابية، تحدث بايدن عن نيته إعادة النظر في العلاقات بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية”.
واستكمل الكاتب: “تعهد بايدن بإلغاء الشيك على بياض الذي منحه لها ترامب واستعادة الشعور بالتوازن والأفق والالتزام بقيمنا في الشرق الأوسط. وها هو يفي بوعده بدرجة ما”.
بايدن وأعداء السعودية والإمارات
واستدرك الكاتب: “لكن أسوأ شيء للسعوديين والإماراتيين هو سحب بايدن المحتمل لإيران من ظل العقوبات المخيم عليها”.
وأضاف كاتب المقال: “تدرك الرياض أنه لا داع لنسف عملية إحياء الصفقة النووية الإيرانية علانية”.
وعلل ذلك بالقول: “لأن هذا يمكن أن يؤدي إلى العزلة وفقدان مكانتها بوصفها الحليف الرئيس للولايات المتحدة في العالم العربي والتي ستنالها. على سبيل المثال، قطر المكروهة”.
وتابع: “لذلك، يحاول السعوديون بطريقة ما مواءمة رغباتهم مع خطط بايدن”.
وأكمل: “فعلى سبيل المثال، اقترح وزير خارجية المملكة فيصل بن فرحان أن يقوم الأمريكيون بتحسين الاتفاق النووي. ليشمل برنامج الصواريخ الإيراني، و”الإجراءات الشريرة” لطهران في المنطقة”.
صفقة أوباما
في الوقت نفسه، من الواضح للمختصين أن نجاح إبرام صفقة أوباما وتنفيذها يعود إلى أنها انحصرت بالمسألة النووية، وفق الكاتب الصحفي.
واستدرك الكاتب: “لكن هناك عددا كافيا من السياسيين في واشنطن يناصرون آراء السعودية. وممن لم ينسوا الاستيلاء على السفارة الأمريكية في إيران، أو الإذلال أثناء احتلال العراق”.
وأضاف: “قد يحامي هؤلاء عن المصالح السعودية في البيت الأبيض والبنتاغون ووزارة الخارجية”.
وهكذا يقول الكاتب فإذا ما تدهورت العلاقات بين الولايات المتحدة وإيران، فلن يصبح جلد السعوديين بحقوق الإنسان سوى مصدر إزعاج. مؤقت في العلاقات بين واشنطن والرياض”.
رسائل بايدن للشرق الأوسط
وفي وقت سابق، كشفت صحيفة “فايننشال تايمز“، عن رسائل بعثت بها الإدارة الامريكية الجديدة برئاسة جو بايدن، إلى الشرق الأوسط. في محاولة منها لإعادة تقييم الوضع العام في المنطقة.
وقالت الصحيفة إنه بعد أربعة أعوام من صنع السياسة الغريبة لدونالد ترامب وهوسه بإيران. اتخذت إدارة بايدن الخطوات الأولى لتصحيح بعض الضرر الذي تسبب به في الشرق الأوسط”.
وأضافت أن العلاقات مع القوى بالمنطقة يعاد النظر بها من قبل الادارة الامريكية، مشيرة إلى أن منطقة الشرق الأوسط هي بلا شك الأكثر تأثرا من رئاسة ترامب. من قراره التخلي عن الاتفاقية النووية التي وقعتها القوى الكبرى مع طهران وتحيزه الوقح مع إسرائيل والسعودية والذي خرق عقودا من الأعراف الأمريكية.
سياسات ترامب لن يتم التخلي عنها
وقالت الصحيفة إن بعضا من سياسات ترامب لن يتم التخلي عنها مع أن فريق بايدن قام باتخاذ تحركات إيجابية مبكرة. فقد أعلنت الإدارة عن إعادة واشنطن العلاقات مع الفلسطينيين واستئناف المساعدات إليهم.
وسمحت بالعقود المالية مع حركة الحوثيين لمدة شهر حتى تقوم بمراجعة قرار اللحظة الأخيرة الذي اتخذته الإدارة السابقة. بتصنيف الحركة في قائمة الجماعات الإرهابية الأجنبية. ومضت إدارة ترامب بالقرار رغم التحذيرات من أن تحركا كهذا قد يدفع باتجاه مجاعة في اليمن.
وبالإضافة لهذا قامت واشنطن بتجميد صفقات السلاح التي أقرها الرئيس السابق وتؤثر على أهم حليفين داعمين له وهما الإمارات العربية المتحدة والسعودية.
وقال وزير الخارجية أنتوني بلينكن إن مراجعة صفقات الأسلحة أمر عادي تلجأ إليه الإدارات الجديدة. إلا أن الرسالة كانت واضحة: لن تكون العلاقة كما كانت ولا عادية.
بايدن توعد محمد بن سلمان
ووعد بايدن في السابق بالنظر إلى العلاقة الأمريكية- السعودية بسبب انتهاكات ولي العهد محمد بن سلمان لحقوق الإنسان وجريمة مقتل جمال خاشقجي عام 2018.
وتعهد بوقف الدعم الأمريكي للحرب في اليمن. ويطال تعليق السلاح مبيعات صواريخ إلى الرياض ومقاتلات أف-35 إلى أبو ظبي. والصفقة الأخيرة هي نتاج معاهدة التطبيع التي وقعتها الإمارات العام الماضي مع إسرائيل.
وتعتقد الصحيفة أن قرار فريق بايدن مراجعة دور الولايات المتحدة في الشرق الأوسط مصيب وكذا محاولته لتخفيض التوترات التي أشعلها ترامب.
كما أشارت إلى أن إدارة بايدن أمام امتحان إحياء الاتفاقية النووية مع طهران والتي كانت النجاح الوحيد لإدارة باراك أوباما بالمنطقة. وعمل ترامب كل ما بوسعه لتدميرها. ويقول بايدن إن الولايات المتحدة ستعود للاتفاقية لو خفضت إيران من نشاطاتها النووية وعادت للالتزام ببنودها.
الإيرانيون يشعرون بالجرأة
ولكن المسؤولين الإيرانيين الذي يشعرون بالجرأة لصمودهم أمام استراتيجية ترامب “أقصى ضغط” يصرون أولا على رفع واشنطن العقوبات عنهم.
ورفعت طهران من مستوى المواجهة عندما قالت إنها ستمنع دخول فريق تفتيش من الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة هذا الشهر، مما سيضعف من نظام الرقابة الصارمة الضرورية للاتفاقية.
المصدر: فلسطين الآن