تلعب بريطانيا دور واسع في الحرب على اليمن، من خلال مشاركتها المباشرة والغير مباشرة وبمختلف الجوانب منذ شن الحرب في الـ 26 من مارس 2015م.
التدخل البريطاني لم يكتفي بالقصف المباشر والدعم العسكري ضمن إطار التحالف الذي يقود حرباً على اليمن، للعام السادس، حيث كشفت حكومة الإنقاذ اليوم الاثنين، عن خلية تجسس مرتبطة بشكل مباشر بجهاز الاستخبارات العسكرية البريطانية (SIS) مهمتها تجنيد عدد من الجواسيس والعمل على تأهيلهم وتدريبهم في مختلف المحافظات اليمنية.
الخلية المكونة من 6 أفراد مثلت أمام المحكمة الجزائية في أُولى جلسات محاكماتها بعد أن زودتها المخابرات البريطانية بوسائل الاتصال والتواصل والأجهزة والبرامج والتطبيقات الفنية المتطورة في مجال الرصد والتعقب وتحديد المواقع وتأكيد ورفع المعلومات والإحداثيات.
السفير البريطاني لدى “حكومة هادي” “مايكل آرون” والذي لا يدع أي حدث وإن كانت قضية اجتماعية في المحافظات الواقعة تحت سلطة المجلس السياسي الأعلى إلا وتحدث عنها، لم يبدى هذه المرة أي تعليق حول الخلية المرتبطة ببلاده، وذهب للتعليق حول المعارك الدائرة في مأرب ومطالبته بوقف هجوم الجيش واللجان الشعبية، ليواصل تدخله كعادته بالشأن اليمني.
في منتصف يونيو 2019، أكدت صحيفة “ذا غارديان” البريطانية في تحقيق مطول عن الدور البريطاني في الحرب على اليمن، خلُصت فيه إلى أن دور “لندن” يتجاوز مبيعات الأسلحة إلى الدعم اللوجستي والعملياتي على الأرض، وأن العمليات العسكرية السعودية والإماراتية لن تتوقف إلا في حال توقف الدعم البريطاني.
وأكدت الصحيفة أن بريطانيا “مسؤولة عن أسوأ كارثة إنسانية يعيشها العالم حالياً، من خلال تزويدها سلاح الجو السعودي بالطائرات المقاتلة والقنابل، وتدريبها للطيارين السعوديين، ووجود آلاف من المتعاقدين البريطانيين الذين يدعمون هذه العمليات، والتي تشمل استهداف المدنيين .. بطريقة منظمة ومنهجية، واستهدف المشافي والمدارس والأعراس، وحتى مخيمات النازحين وفقاً للصحيفة.
الصحيفة تحدثت عن أرسال بريطانيا في مايو 2018 المئات من الجنود والضباط في القوات البرية البريطانية إلى اليمن لدعم السعودية مؤكدة أنها تمثل العمود الفقري لتحالف الحرب على اليمن.
التستر البريطاني خلف الشعارات الإنسانية والحقوقية لم يقنع وسائل الإعلام في “لندن” والتي أشارت أن الوقائع على الأرض في اليمن تدحض ادعاءات الحكومة البريطانية، خصوصاً مع استمرار الحرب وارتفاع أعداد الضحايا المدنيين في مختلف المحافظات اليمنية.
ويرى مراقبون أنه ورغم رحيل بريطانيا قبل 53 عاماً من جنوب اليمن، وخروج “داي مورغان” آخر ضابط بريطاني إلا أن لندن ظلت متواجدة من خلال عملائها والذين يعملون اليوم مع التحالف بالإضافة إلى ارتباطاتها الوثيقة مع الأنظمة المتعاقبة في اليمن.. وأشاروا إلى أن السفير البريطاني “مايكل آرون” يتابع مجريات الأحداث بدقة في الساحة اليمنية أكثر من “هادي” ويعمل بشكل مكثف لإبقاء الهيمنة البريطانية في المحافظات الخاضعة لسيطرة التحالف.
عجز “هادي وحكومته” في إدارة اليمن وجلبهم تحالف الحرب جعل السفير البريطاني وصي يصدر التعليمات والتوجيهات بكافة المناطق المحتلة من قبل التحالف؛ الأمر الذي تؤكده مختلف الوسائل الإعلامية البريطانية قبل غيرها.