تحليل خاص // وكالة الصحافة اليمنية//
بدأ المبعوث الأممي الجديد الى اليمن عمله الدبلوماسي من العاصمة السعودية الرياض، لينتقل بعدها الى العاصمة اليمنية صنعاء التي التقى فيها بقيادات أنصار الله والمؤتمر الشعبي العام وبعض المنظمات العاملة في اليمن، وبعد 8 أيام من البحث والمشاورات في صنعاء عاد الى الرياض، لينطلق منها مجدداً الى سلطنة عمان التي التقى فيها بشخصيات سياسية من أنصار الله والمؤتمر الشعبي العام، ليعود مرة ثالثة الى الرياض.
من خلال المحطات التي توقف فيها غريفيث مراراً نستطيع تجميع العديد من قطع اللوجو السياسية القادمة، فالأمم المتحدة ممثلة بمبعوثها الجديد باتت تتعامل مع الرئيس اليمني المستقيل هادي وأعضاء حكومته كأمراء سعوديين وليس كسياسيين يمنيين، خاصة وأنهم مقيمون في العاصمة السعودية الرياض، وفي نفس الوقت تتعامل الأمم المتحدة مع سلطات صنعاء باعتبارها سلطة الأمر الواقع في اليمن بشكل عام.
لم يشفع لهادي وزمرته تسمية مدينة عدن “عاصمة مؤقتة”، وبات من الصعب عليه وعلى أعوانه أن يفاوضوا باسم اليمن من عاصمة الدولة التي تقتل طائراتها أبنائه ونسائه، كما أصبح من المستحيل عودة أي منهم الى من المدن التي زعموا بأنهم حرروها من المد الايراني.
يبدو أن المفاوضات القادمة التي سترعاها الأمم المتحدة ستكون بين طرفين لا ثالث لهما، طرف يمني يمثله وفد صنعاء وطرف سعودي تمثله شخصيات يمنية أخرى من التابعين لهادي، مع العلم بأن من سيقوم باختيار الشخصيات التي ستمثل السعودية هو ولي العهد السعودي وليس هادي.
وبزيارة الى مسقط ولقاء ممثلي انصار الله والمؤتمر الشعبي العام يكون المبعوث الأممي قد زار العاصمة اليمنية صنعاء مرتين خلال الشهر الحالي، في الوقت الذي اعتذر فيه عن زيارة عدن والمكلا بسبب تدهور الاوضاع الأمنية وغياب الشخصيات السياسية المحسوبة على ما يسمى بـ “الشرعية”، وهو الأمر الذي يجعل من صنعاء والقوى السياسية الموجودة فيها الطرف الأهم في كل المعادلات القادمة
