لندن/وكالة الصحافة اليمنية//
تسلط مقاطع الفيديو الأخيرة للشيخة “لطيفة”، ابنة حاكم دبي “محمد بن راشد” الضوء على نطاق واسع بشأن انتهاكات حقوق الإنسان في الإمارات، وفق تقرير لشبكة “إن بي سي نيوز” الأمريكية.
وقالت “لطيفة”، في تلك المقاطع المسربة من مكان احتجازها، إنها لا تريد أن تكون رهينة في فيلا مثل السجن، بل تريد أن تكون حرة في الإمارات. وأضافت أنها لا تعرف “ما الذي يخططون لفعله معي؟”.
وأوضحت كاتبة التقرير “سيفورا سميث” أن “بن راشد”، لم يرد على مقاطع الفيديو.
وعاد التقرير إلى محاولة “لطيفة” الجريئة بالهرب في عام 2018؛ حيث كانت تستقل يختا متجها إلى الهند، قبل أن يعترضها كوماندوز هندي وعملاء من الإمارات، ليعتقلوا كل من كان على متن اليخت.
وحسب ما ورد، فقد كانت الشيخة “لطيفة”، آنذاك، تخطط للسفر إلى الولايات المتحدة وطلب اللجوء. وزعم مسؤول في الإمارات في وقت سابق أن قضية “لطيفة” هي شأن عائلي، وأنه لم يتم احتجازها.
وأشار التقرير إلى أن والدها، الذي يشغل أيضا منصب رئيس الوزراء ونائب رئيس الدولة، مرحب به في العواصم الغربية، لكن جماعات حقوق الإنسان تأمل ألا تجدد مقاطع الفيديو الجديدة الضغط على الدولة للإفراج عن “لطيفة” فحسب، بل ستسلط الضوء أيضا على انتهاكات أوسع في البلاد لحقوق الإنسان.
وغرد المدير التنفيذي لمنظمة “هيومن رايتس ووتش” الحقوقية الدولية، ومقرها نيويورك، “كينيث روث”، بأن “المباني الشاهقة في دبي لا ينبغي أن تحجب حقيقة أن بن راشد حبس ابنته لطيفة لرغبتها في التخلص من سيطرته”.
وأكد التقرير أن الدولة الخليجية تحتجز أولئك الذين ينتقدون السلطات، ويقضي مئات الناشطين والأكاديميين عقوبات مطولة، وفي كثير من الحالات، توجه اتهامات غامضة لا معنى لها للمعارضين.
وقال الباحث في منظمة “العفو” الحقوقية الدولية، ومقرها لندن، “ديفين كيني”، إنه لا توجد حرية تعبير على الإطلاق في الإمارات، مؤكدا أنه لا يمكن التحدث هناك بدون خوف من العواقب.
فيما اعتبر الناشط الحقوقي الإماراتي “حمد الشامسي” أن الإمارات هي واحدة من الدول القليلة في العالم، التي تنتهك حقوق الإنسان على نطاق واسع، ويمكنها الإفلات من العقوبة.
وأوضح “الشامسي” أن سجل حقوق الإنسان في السعودية “لم يكن أسوأ” من الإمارات، رغم التغطية المكثفة لانتهاكات حقوق الإنسان في المملكة منذ القتل الوحشي لـ”جمال خاشقجي” في القنصلية السعودية بإسطنبول عام 2018.
واعتبر أن الفرق هو في مدى قوة العمل الذي يقوم به البلدان في مجال العلاقات العامة وحشد جماعات الضغط، موضحا أن برامج مثل مهمة الإمارات الأخيرة إلى المريخ كانت جزءا من محاولة “لتجميل صورتها في الغرب رغم انتهاكات حقوق الإنسان الموثقة بها على نطاق واسع”.
وفي العام الماضي، كانت “إيفانكا”، ابنة الرئيس الأمريكي السابق “دونالد ترامب” من بين النساء البارزات اللواتي تحدثن في منتدى المرأة العالمي في دبي، الذي حضره “بن راشد”، في وقت ورد فيه أن ابنته محتجزة في نفس المدينة.
وقال “كيني”: “لقد فشل الحلفاء الغربيون بالتأكيد في إعطاء أي نوع من الاهتمام المستمر لحقوق الإنسان في الإمارات”.
وفي الأشهر الأخيرة من إدارة “ترامب”، تفاوض المسؤولون على أكبر صفقة بيع أسلحة على الإطلاق بين الولايات المتحدة والإمارات، بقيمة 23.37 مليار دولار.
في ذلك الوقت، دعت جماعات حقوقية إلى وقف الصفقة، مشيرة إلى صلات إماراتية بانتهاكات حقوقية في اليمن، من بين قضايا حقوقية أخرى.