واشنطن/وكالة الصحافة اليمنية//
كشفت وثائق سرية أن الطائرتين اللتين نقلتا فرقة قتل الصحفي السعودي “جمال خاشقجي” (المؤلفة من 15 سعوديا) إلى إسطنبول، كانتا تابعتين لشركة طيران خاصة استولى عليها ولي العهد السعودي “محمد بن سلمان” قبل أقل من عام من الحادث.
وذكرت شبكة “سي إن إن” الأمريكية، أن الوثائق السرية المعروضة الآن أمام محكمة كندية، تحمل عنوان “سري للغاية”، ووقعها وزير سعودي بناء على أوامر ولي العهد، الحاكم الفعلي للسعودية.
وكتب الوزير في الوثيقة: “حسب توجيه صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس اللجنة العليا لمكافحة الفساد، نوجه بنقل ملكية جميع الشركات المشار إليها في البيان المرفق بخطابي سالف الذكر إلى ملكية صندوق الاستثمارات العامة؛ ويعتمد فور استكمال الإجراءات اللازمة لذلك”.
ووفق “سي إن إن” توضح الوثائق كيف تم إصدار أمر نقل ملكية شركة “سكاي برايم” للخدمات الجوية (Sky Prime Aviation) إلي صندوق الثروة السيادي الذي قدرت حصيلته بـ 400 مليار دولار في أواخر عام 2017، وفيما بعد تم استخدام طائرتين تابعتين للشركة المذكورة في عملية مقتل “خاشقجي” في أكتوبر/تشرين الأول 2018.
وأشارت “سي إن إن” إلى أن الوثائق التي تثبت الصلة بين الطائرات والأمير كانت جزءا من دعاوى اختلاس رفعتها شركات مملوكة للحكومة ضد مسؤول المخابرات السعودي السابق “سعد الجبري”.
وجاءت دعاوى الاختلاس عقب دعاوى رفعها “الجبري” العام الماضي أمام محكمة أمريكية اتهم فيها ولي العهد السعودي “محمد بن سلمان” بإرسال فرقة قتل لاستهدافه في كندا بعد أيام فقط من مقتل “خاشقجي”.
وقد تلقى “محمد بن سلمان” استدعاء من المحكمة الأمريكية عبر “واتساب”، وفي ديسمبر/كانون الأول طلب محامي الأمير السعودي من المحكمة رفض القضية.
وذكرت “سي إن إن” أنه لم يتوفر في وقت سابق، أدلة على نقل ملكية أسطول الطائرات الخاصة إلى صندوق الاستثمارات العامة السعودي، بينما توفر الوثائق الجديدة رابطا آخر بين وفاة “خاشقجي”، و”محمد بن سلمان”.
وكانت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية أوردت نقلا عن مصادر مطلعة أن طائرات “جلف ستريم” التي استخدمها القتلة تابعة لشركة يسيطر عليها ولي العهد السعودي.
ونقلت “سي إن إن” عن “دان هوفمان” المدير السابق لقسم الشرق الأوسط بوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، قوله إن الوثائق الجديدة تعد دليلا إضافيا محتملا أن ولي العهد “محمد بن سلمان” كان على دراية بعملية قتل “خاشقجي”، وهو الأمر الذي كان محل خلاف في وقت الحادث وبعدها.
وكانت مصادر تركية قد أعلنت أن طائرة من طراز “جلف ستريم” تابعة لـ”سكاي برايم”، تحمل الرقم (KZSK2)، هبطت في الساعات الأولى ليوم 2 أكتوبر/تشرين الأول، حاملة 9 عملاء سعوديين، في حين وصل 6 آخرون على متن طائرة أخرى تابعة للشركة نفسها.
وحسب السلطات التركية، فإن الطائرتين غادرتا في وقت لاحق من يوم الثلاثاء 2 أكتوبر/تشرين الثاني (يوم إخفاء خاشقجي)، باستثناء عضو واحد من أعضاء الفريق.
وكشفت الصحيفة أن إحدى الطائرات وصلت إلى الرياض في الثالث من أكتوبر/تشرين الأول، بعد أن مرّت بإمارة دبي، والثانية وصلت إلى السعودية بعد أن مرّت بالقاهرة، حسب برامج تتبّع الطائرات.