هزة كبيرة خلفتها عملية توازن الردع الخامسة للقوات المسلحة اليمنية في الوسط السعودي من حيث التوقيت والمكان.
العملية الخامسة كشف تفاصيلها اليوم، متحدث القوات المسلحة اليمنية العميد “يحيى سريع” في بيان متلفز، أكد فيه أن العملية نُفذت بصاروخ باليستي نوع “ذو الفقار” و15 طائرة مسيرة منها 9 طائرات نوع “صماد 3” استهدفت مواقع حساسة في الرياض، كما بين أن 6 طائرات مسيرة نوع قاصف 2k استهدفت مواقع عسكرية في مناطق أبها وخميس مشيط.
سير العمليات ما بين العملية الأولى والخامسة كشفت تنامي القدرات اليمنية المتصاعدة لا سيما في تنوع الأهداف ودقة الضربات.
عملية توازن الردع الأولى ضربت العمق السعودي في منتصف أغسطس من العام 2019م، بعشر طائرات مسيرة استهدفت حقل الشيبة النفطي شرق السعودية، القدرات التدميرية لسلاح الجو المسير اليمني اثبت فعالياتها أيضاً في عملية توازن الردع الثانية في منتصف سبتمبر من العام ذاته والتي استهدفت مصفاتي “بقيق وخريص” التابعتين لشركة أرامكو شرقي السعودية بعشر طائرات مسيرة لتضاعف خسائر الخزائن المالية السعودية.
خمسة أشهر فقط لتبعث القوات اليمنية رسالة الردع الثالثة في العمق السعودي بـ12 طائرة مسيرة من نوع صماد3 وصاروخين من نوع قدس المجنح، وصاروخ ذوالفقار الباليستي بعيد المدى، لتطال شركة آرامكو وأهداف حساسة اخرى في ينبع.
لم يفهم النظام السعودي الرسائل اليمنية الثلاث ليعزز الجيش اليمني برسالة رابعة في أواخر يونيو من العام الماضي، ترجم من خلالها تحذيراته في قلب السعودية “الرياض” بعدد كبير من الصواريخ الباليستية والمجنحة “قدس”، و”ذوالفقار” وطائرات سلاح الجو المسير، العملية كانت غير سابقاتها من حيث الأهداف والتي كسرت هيبة النظام السعودي وارعبته في آن، بعد استهداف “وزارة الدفاع ومقر الاستخبارات” وقاعدة سلمان الجوية والتي تُعد الغرفة الكبرى لواشنطن في المملكة، بالإضافة إلى مواقع عسكرية في جيزان ونجران.
العملية الخامسة حملت رسالة استراتيجية بعيدة المدى على المستوى الإقليمي لا سيما مع المعارك الدائرة بين الجيش اليمني وقوات التحالف في تخوم مدينة مأرب، ومحاولة الثلاثي الغربي “أمريكا وبريطانيا وفرنسا” الضغط على صنعاء بإيقاف عملية تحرير مأرب من التنظيمات التي تصفها بالإرهاب بالقول وترعاها بالأفعال.
ويرى مراقبون أن العملية تثبت مجدداً تعاظم القدرات العسكرية اليمنية وفشل السعودية على المستوى التكتيكي والإستراتيجي رغم ما تملك من إمكانيات، كما أكدوا أن الضربة في هذا التوقيت رسالة تحذيرية مفادها الكف عن تحشيد التنظيمات التكفيرية والإرهابية بالمنظور الدولي إلى مأرب، وقد تكون عواقب عدم الاستجابة لها مكلفة جداً للنظام السعودي في حال اضطرار القوات اليمنية تنفيذ عملية توزان ردع سادسة.