المصدر الأول لاخبار اليمن

خطط التحالف تنجح في تعز كما عدن.. انقسامات حادة تنذر بحرب عنيفة

تقرير تحليلي // وكالة الصحافة اليمنية// تناولت صحيفة “الأخبار اللبنانية” في عددها الصادر يومنا هذا الثلاثاء قراءة تحليلية للأحداث في اليمن بدءاً من تصريحات وزير خارجية هادي عن وجود خلافات مع “التحالف”، مروراً بعودة بن دغر إلى عدن، كما تطرقت “القراءة” لتعز وانقسامها الحاد بين مؤيد ومعارض لتواجد طارق صالح الذي تفرضه الإمارات، ومدى الخطر […]

تقرير تحليلي // وكالة الصحافة اليمنية//

تناولت صحيفة “الأخبار اللبنانية” في عددها الصادر يومنا هذا الثلاثاء قراءة تحليلية للأحداث في اليمن بدءاً من تصريحات وزير خارجية هادي عن وجود خلافات مع “التحالف”، مروراً بعودة بن دغر إلى عدن، كما تطرقت “القراءة” لتعز وانقسامها الحاد بين مؤيد ومعارض لتواجد طارق صالح الذي تفرضه الإمارات، ومدى الخطر المحدق بحزب الإصلاح، فضلاً عن قراءة تحليلية سريعة للوضع العسكري في تعز.

ونقلت الصحيفة تصريحاً لوزير خارجية هادي هو الثالث من نوعه في غضون أسابيع، أقرّ فيه بوجود خلافات مع قيادة «التحالف»، معترِفاً موارَبةً بأن رئيسه ممنوع من العودة إلى عدن.

تصريح يضاف إلى سلسلة تعقيدات لا تفتأ تتفاقم داخل المعسكر السعودي – الإماراتي، لتجعل ترجمة الخطط العسكرية الجديدة ضد «أنصار الله» على الأرض أكثر صعوبة، خصوصاً على جبهة الساحل.

وبعد الوزيرَين عبد العزيز جباري وصلاح الصيادي، جاء الدور على عبد الملك المخلافي، الوجه الأبرز من وجوه حكومة الرئيس المنتهية ولايته عبد ربه منصور هادي، وعميد دبلوماسيتها، ليؤكد أن رئيسه شبه محتجز في العاصمة السعودية الرياض. يأتي ذلك في وقت يثير فيه تواجد نجل شقيق الرئيس السابق، طارق محمد عبد الله صالح، في مدينة المخا في محافظة تعز احتجاجات متزايدة، خصوصاً في هذه المحافظة التي لا يزال لحزب «التجمع اليمني للإصلاح» (إخوان مسلمون) تواجد وازن فيها.

تطورات تأتي لتتمّم مشهد التعقيدات التي ولّدها التدخل السعودي – الإماراتي في اليمن، الذي – وللمفارقة – رفضت قمة الظهران المنعقدة أول من أمس «التدخل في شؤونه الداخلية»، وتجلّي مرة أخرى العوائق المنتصبة أمام «التحالف» في طريقه لإعادة توحيد معسكره، الذي يواجه انتكاسات ميدانية متتالية آخرها في الجوف.

لم يماثل وزير خارجية حكومة هادي، في تصريحاته الأخيرة، زميلَيه (الصيادي وجباري) في صراحتهما، إنما ثبّت موارَبة مضمون ما كانا أعلناه، إذ قال، في مقابلة مع «بي بي سي»، إنه «في ظل الأوضاع الأمنية، والمشكلة مع الإمارات بشأن عدن، نحن فضّلنا أن نؤجّل هذا الأمر لكي لا تكون العودة مشكلة، وإنما تكون حلاً».

عبارة أراد من خلالها المخلافي جعل العودة مسألة متصلة بإرادة هادي، الذي «إذا قرر العودة يستطيع أن يعود في أي وقت» بحسبه، إلا أن ربطه الأمر بالخلاف بين «الشرعية» وبين الإمارات يُعدّ دليلاً إضافياً على أن «هادي لا يستطيع العودة إلى عدن» وفق ما أعلن جباري قبل حوالى شهر، وهو حظرٌ متوافَقٌ عليه، على ما يبدو، بين السعودية والإمارات اللتين تتجهان نحو مزيد من الانسجام والتلاقي، على وحي تصريحات ولي عهد أبو ظبي، محمد بن زايد، أمس، في حفل اختتام مناورات «ردع الخليج المشترك 1» في المملكة، حيث قال إن «الإمارات والسعودية تقفان دائماً في خندق واحد»، وإن «تحالفهما يقوم على أسس ثابتة وقواعد صلبة من التفاهم والرؤية والعمل المشترك».

عمل الرياض وأبو ظبي المتواصل على تحسين صورة ما تسمى «المحافظات المحررة»، و«غربلة» بنية «الشرعية» بما يجعلها أكثر اتساقاً وقابلية للقتال بروحية عالية، يتتابع في مدينة عدن التي وصلها رئيس حكومة هادي، أحمد عبيد بن دغر، ووزراؤه قبل أيام.

وتتجلى ماهية تلك المساعي، بوضوح، في ما خلص إليه اجتماع انعقد أمس في المدينة، بين بن دغر وأعضاء اللجنة العسكرية والأمنية، إذ شدد بن دغر، خلال الاجتماع، على ضرورة «تجاوز خلافات الماضي، والعمل بصورة مشتركة لمواجهة عدونا»، لافتاً إلى أن ثمة توجهاً لإنشاء «غرفة عمليات مشتركة لتبادل المعلومات الاستخباراتية»، فضلاً عن «إيجاد خطة أمنية شاملة لتأمين المحافظات ومديرياتها، وإيجاد مناطق خضراء».

وفي موازاة تلك الخطط الأمنية، التي تكتسب دلالة إضافية من كونها تأتي في أعقاب إلغاء المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن غريفيث، زيارة له كانت مقررة إلى عدن بسبب «الأوضاع الأمنية في المدينة»، يتواصل العمل على خطط عسكرية تستهدف مختلف الجبهات على الساحل والحدود وفي الوسط، لكن هذه الأخيرة لا تلقى إجماعاً لدى القيادات والقوات الموالية لـ«التحالف»، وهو ما يصعّب مهمة ترجمتها على الأرض، خصوصاً أن «أنصار الله» تحاول الاستفادة من هذا الوضع، واستباق أي تصعيد محتمل بعمليات مضادة لا تزال تنهك التشكيلات التابعة للسعودية والإمارات.

وتَظهر الخلافات، أكثر ما تظهر، في محافظة تعز، التي أفيد قبل أيام عن أن طارق صالح وضباطه وجنوده وصلوا مدينة المخا الواقعة غربيّها، حيث تهيّئ لهم أبو ظبي منصة انطلاق لقيادة عمليات الساحل الغربي.

وشهدت المحافظة، خلال الأيام القليلة الماضية، سلسلة تحركات دعت إليها حركات ومكوّنات موالية لـ«الإصلاح»، رفضاً لـ«تواجد أي قوات لطارق صالح».

تحركاتٌ أثارت ردود فعل ساخطة على ضفة الشخصيات والقوى المحسوبة على الإمارات، خصوصاً منها محافظ تعز، أمين محمود، الذي وصف المتظاهرين بأنهم «طابور خامس يعمل على إشعال الحرائق والفتن»، في حين استغربت قيادات «مؤتمرية» من «الجناح الإماراتي» خروج مسيرة ضد الرجل، قائلة إن «طارق يعلم أن تحرير تعز لا يحكمه الخيار العسكري»، وإن «هدفه أكبر من ذلك وفي مكان آخر»، وهو ما استدعى حلقة جديدة من المواقف «الإصلاحية» المضادة، التي توعّدت بـ«إسقاط أي مشروع» من شأنه «إعادة خصوم الثورة والشرعية»، في تهديد رأى فيه البعض نذيراً بتكرار سيناريو مواجهات عدن الأخيرة في تعز، مع فارق أن «الإصلاح» لا يزال، بحسب هؤلاء، «رقماً صعباً يعسر تجاوزه في تعز».

في ظل تلك الانقسامات، تعمل «أنصار الله» على استغلال التضعضع في صفوف قوات «التحالف» لصالحها، عبر اتخاذ موقع هجومي على غير جبهة، بهدف استعادة ما كانت خسرته سابقاً، وعرقلة أي عمليات يخطط «التحالف» لإطلاقها ضدها.

وتمكن الجيش واللجان، أول من أمس، من تحقيق تقدم باتجاه مدينة حيس غربي الحديدة، وبحسب مصادر ميدانية، فإن الجيش واللجان باتا يحاصران المدينة من عدد من الاتجاهات.

ويوم أمس، أفيد عن هجمات واسعة شنتها القوات اليمنية المشتركة على مواقع التشكيلات التابعة لـ«التحالف» في عدة محاور في محافظة الجوف، في وقت أعلنت فيه القوة الصاروخية في الجيش واللجان استهداف القوات الموالية للسعودية في صحراء البقع، قبالة منطقة نجران، بصاروخ باليستي من نوع «زلزال 2».

قد يعجبك ايضا