كما يمثل الحديث الوارد عن رسول الاسلام محمد صلوات الله عليه وعلى آله “الإيمان يمانِ والحكمة يمانية” هوية ومنهجاً دينياً وأخلاقياً وفكرياً وثقافياً واجتماعياً لكل اليمنيين عبر عشرات القرون، فإن مجسم الحكمة اليمانية الواقع في جولة الجامعة وسط العاصمة صنعاء يمثل إنطلاقة جديدة لبناء الدولة اليمنية وتضميد الجراح وترميم وتحسين كل وسائل وأوجه الحياة العامة.
فبعد أن اكملت أمانة العاصمة إعادة تأهيل وتشغيل الحدائق المائية في شوارع صنعاء، بدأت بتنفيذ حملة جديدة لترميم وتجديد المجسمات الجمالية المنتشرة في عدد من الجولات، ويظهر في الصورة عمال البناء وهم يؤدون عملهم في ترميم وصقل مجسم “الحكمة اليمانية” في جولة الجامعة.
قد يبدو العمل بسيط ولا يستحق تسليط الضوء عليه في نظر من تمكن اليأس من السيطرة على قلوبهم وأجسادهم، لكنه عمل جبار وعظيم في نظر كل يمني حر ووطني شريف يكبِّر ويعظِّم أي عمل حقيقي وجميل ويشعر بالفخر بكل شيء له علاقة بتاريخه ووطنه.
فبالأمس تمت إضاءة معظم شوارع صنعاء للمرة الولى منذ ثلاث سنوات، وتمت اعادة تأهيل حدائق الماء ليجد المواطنين أنفسهم على موعد مع الحياة بعد أن ظن العالم أنهم قد انقرضوا بفعل الحرب التي تشنها ضدهم مملكة آل سعود والامارات بدعم ورعاية أمريكية اسرائيلية.
واليوم تقوم الجهات المعنية في أمانة العاصمة بترميم الشوارع التي مزقتها السنين وبعض الصواريخ السعودية، بالتزامن مع قيامها بترميم المجسمات الجمالية التي تعرضت للتشوية والعبث وكادت أن تكون “مكبات صغيرة للنفايات”، جهود مسئولة تقوم بها قيادة أمانة العاصمة لمد المواطنين بالأمل وتنقية بيئتهم من اليأس والإحباط.
وكما يتجسد الايمان في صمود المقاتل اليمني في مختلف جبهات العزة والكرامة والشرف، تتجسد الحكمة اليمانية بقيام الجهات المعنية في الدولة بآداء واجباتها تجاه الوطن والمواطنين بمسئولية وطنية خالصة وبما يضيف انتصارات جديدة الى جدول الانتصارات التي يحققها الشعب اليمني ضد أكثر من 17 دولة تحالفت ضده إثماً وعدوانا.