تعمل قاطرات جر وحفارات على إعادة تعويم ناقلة حاويات عملاقة سدت مجرى قناة السويس الجديدة في مصر، التي تعتبر من أكثر الممرات المائية نشاطاً في العالم.
ويقول مالكو السفينة التي يبلغ طولها 400 متر إنها جنحت وباتت محصورة بين جانبي القناة بعد أن تعرضت لرياح شديدة.
وقالت السلطات المصرية إنها أعادت فتح القناة القديمة من أجل تحويل الحركة إليها، وسط مخاوف من بقاء القناة مغلقة لأيام.
وأدى الحادث إلى تشكل طابور طويل من السفن على الممر المائي، وهو ما منع العشرات من السفن من المرور.
وقد جنحت السفينة التي تزن 200 ألف طن، والتي بنيت في 2018 وتشغلها شركة نقل تايوانية تدعى إيفرغرين مارين، وأصبحت محصورة بين جانبي المجرى يوم الثلاثاء
وقد سدت الناقلة، التي يعادل طولها طول أربعة ملاعب لكرة القدم ويبلغ عرضها 59 متراً، طريق السفن الأخرى التي علقت في طوابير في كلا الاتجاهين.
ويظهر موقع خاص بتعقب السفن ازدحام حركة السفن من الجهتين الشمالية والجنوبية للقناة المغلقة.
وتقول رويترز، نقلاً عن مصادر محلية، إن هناك 30 سفينة على الأقل عالقة شمال موقع الناقلة إيفر غيفن وثلاث سفن جنوبه.
ونفت الشركة التي تدير ناقلة الحاويات، برنارد شولت شبمانجمنت (بي أس أم)، صحة تقارير سابقة تحدثت عن أن الناقلة تم إعادة تعويمها جزئياً.
وقالت الشركة في بيان رسمي إن “أولوياتها الملحة تتمثل في إعادة تعويم السفينة بأمان وفي الاستئناف الآمن لحركة الملاحة في قناة السويس”.
وقالت شركة ايفرغرين مارين إن “هناك شكوكاً بأن السفينة ضربتها رياح قوية مفاجئة، مما تسبب في انحراف هيكلها فارتطمت عرضاً بقاع القناة ثم جنحت عن مسارها”.
وأكدت شركة بي أس أم الأربعاء أن جميع أفراد طاقم السفينة “آمنون وسالمون”، دون ورود أي تقارير عن وقوع إصابات.
وتعمل ثماني قاطرات جر على إعادة تعويم السفينة، وتقوم الحفارات على الأرض بإزالة الرمال من المكان الذي علقت به السفينة على جانب ضفة القناة.
وقال رئيس مجلس إدارة هيئة قناة السويس أسامة ربيع إنهم قاموا بإعادة فتح الجزء القديم من القناة من أجل تخفيف الزحام في حركة الملاحة البحرية الذي نجم عن الحادث.
وقال الدكتور سال ميركوغليانو، وهو مؤرخ متخصص في الملاحة البحرية ومقره في ولاية نورث كارولينا الأمريكية، لبي بي سي إن حوادث من هذا النوع نادراً ما تحدث، لكن من الممكن ان تكون لها “تداعيات كبيرة على التجارة العالمية”.
وأضاف قائلاً: “هذه أكبر سفينة تجنح في قناة السويس”، مضيفاً بأن السفينة انحشرت في القناة وفقدت طاقتها وقدرتها على الدوران.
وأشار إلى أنه “إذا لم يتمكنوا من تحريرها في وقت المد البحري، فإنهم سيضطرون إلى البدء بتنزيل الحمولة”.
يذكر أن قرابة 19 ألف سفينة عبرت القناة في 2020، بحسب هيئة قناة السويس- أي بمعدل 51.5 سفينة في اليوم.
وفي العام 2017، سدت سفينة حاويات يابانية القناة بعد أن جنحت في أعقاب تعرضها لأعطال ميكانيكية. واستخدمت السلطات المصرية قاطرات لإعادة تعويمها في غضون ساعات.