استأنفت إثيوبيا ومصر والسودان الأحد في كينشاسا المفاوضات حول السد الإثيوبي الضخم على نهر النيل المتمثل ببناء محطة كهرومائية تعتبرها أديس أبابا حيوية فيما تنظر إليها القاهرة والخرطوم على أنها تهديد.
واجتمع وزراء الخارجية والمياه في هذه الدول الثلاث بحضور رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية فيليكس تشيسيكيدي الذي يتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الإفريقي منذ شباط/فبراير.
وقال وزير الخارجية المصري سامح شكري في تصريح لوسائل الإعلام المصرية “تُعتبر هذه المفاوضات بمثابة فرصة أخيرة يجب أن تقتنصها الدول الثلاث من أجل التوصل لاتفاق على ملء وتشغيل سد النهضة خلال الأشهر المقبلة وقبل موسم الفيضان المقبل”.
وأضاف شكري أن مصر “تفاوضت على مدار عشر سنوات بإرادة سياسية صادقة من أجل التوصل لاتفاق يحقق لإثيوبيا أهدافها التنموية ويحفظ في الوقت ذاته حقوق ومصالح دولتَي المصب”. وتابع “إذا توافرت الإرادة السياسية والنوايا الحسنة لدى كل الأطراف، فإنه سيكون بوسعنا أن نصل للاتفاق المنشود الذي سيفتح آفاق رحبة للتعاون والتكامل بين دول المنطقة وشعوبها”.
من جهته قال الرئيس الكونغولي “يهدف اجتماع كينشاسا إلى إطلاق دينامية جديدة”. وأضاف “أدعوكم جميعا إلى انطلاقة جديدة وإلى فتح نوافذ أمل عدة وانتهاز كل الفرص وإضاءة شعلة الأمل مجددا”، مرحبا بعزم المشاركين على “البحث معا عن حلول إفريقية للمشاكل الإفريقية”.
ومضى يقول “البعد البشري يجب أن يكون في صلب هذه المفاوضات الثلاثية”، مدافعا عن حق سكان الدول الثلاث “بالمياه والغذاء والصحة”.
وحضر أيضا سفير الولايات المتحدة مايكل هامر افتتاح الاجتماع الذي قدّم على أنه “مؤتمر كينشاسا الوزاري لمواصلة المفاوضات الثلاثية” حول سد النهضة الإثيوبي. ويختتم المؤتمر الإثنين.
ويشكل المشروع مصدر توتر بين الدول الثلاث منذ وضع حجر الأساس فيه قبل عشر سنوات في نيسان/أبريل 2011. ويبنى المشروع على النيل في شمال غرب إثيوبيا قرب الحدود مع السودان. وقد يصبح أكبر سد للطاقة الكهرومائية في إفريقيا مع قدرة معلنة من حوالي 6500 ميغاوات.
ورغم حضّ مصر والسودان إثيوبيا على تأجيل خططها لملء خزان السد حتى التوصل الى اتفاق شامل، أعلنت أديس أبابا في 21 تموز/يوليو 2020 أنها أنجزت المرحلة الأولى من ملء الخزان البالغة سعته 4,9 مليارات متر مكعب والتي تسمح باختبار أول مضختين في السد.
وتؤكد إثيوبيا أن الطاقة الكهرومائية الناجمة عن السد ستكون حيوية لتلبية حاجات الطاقة لسكانها البالغ عددهم 110 ملايين.
أما مصر التي تعتمد على النيل لتوفير حوالي 97 بالمئة من مياه الري والشرب، فترى في السد تهديدا لوجودها. في المقابل يخشى السودان من تضرر سدوده في حال عمدت إثيوبيا إلى ملء كامل للسد قبل التوصل إلى اتفاق.