تقرير/عبدالكريم مطهر مفضل/وكالة الصحافة اليمنية//
سطرت الانتصارات العسكرية التي حققتها قوات صنعاء، خلال الساعات الماضية، معادلة جديدة قلبت بها موازين المعركة في مدينة مأرب، واستطاعت من خلالها تحقيق تقدم ميداني كبير مكنها الاقتراب كثيراً من مداخل المدينة، حيث بدأ سكان المدينة الاستعداد لتنظيم استقبال حافل لقوات صنعاء.
وتمكنت قوات صنعاء خلال الساعات الماضية تطهير مواقع ذات أهمية استراتيجية في الجبهتين الغربية والشمالية الغربية لمدينة مأرب، ناقلة المعركة إلى مناطق قريبة من الأحياء الغربية للمدينة وسط انهيار الخطوط الدفاعية الأخيرة لقوات التحالف في المدينة.
هجوم كاسح
مصادر محلية في محافظة مأرب قالت لـ”وكالة الصحافة اليمنية”، إن قوات الجيش واللجان تخوض حالياً معارك ضارية ضد قوات التحالف وعناصر تنظيم القاعدة شمال وغرب مدينة مأرب.
ووفقاً لمراسل قناة “الميادين”، فإن مواقع قوات التحالف والقاعدة شرقي “الطلعة الحمراء” تعرضت منذ فجر اليوم، لأكبر هجوم عسكري تنفذه قوات صنعاء.
غارات لا تتوقف
وفي محاولة يائسة لإنقاذ المجندين ومسلحي القاعدة، ووقف تقدم قوات صنعاء صوب مركز مدينة مأرب شن طيران التحالف أكثر من 44 غارة على مواقع قوات صنعاء في ضواحي مدينة مأرب، بينها 14 غارة فقط على أسفل وادي “جبل المشجح”.
المصادر المحلية في مدينة مأرب أشارت، إلى أن الكم الهائل لغارات طيران التحالف لم يمنع الجيش اليمني من التقدم صوب مدينة مأرب وتطهير عدد كبير من المواقع الاستراتيجية في ضواحي المدينة.
صنعاء تطرق أبواب مأرب
ورغم كثافة الضربات الجوية الهادفة لوقف تقدم الجيش اليمني صوب مدينة مأرب، إلا أن قوات صنعاء مستمرة في هجومها واحرازها يوميا مزيدا من التقدم بهدف تطهير المدينة.
مصادرنا المحلية في مدينة مأرب أشارت، إلى أن رقعة المعارك بين قوات صنعاء من جهة وقوات التحالف وعناصر تنظيم القاعدة من جهة أخرى، توسعت لتمتد باتجاه المداخل الرئيسية لمدينة مأرب من الجهة الشمالية والغربية والوصول إلى منفذ المدينة من جهة الشرق.
ووفقاً للمصادر ذاتها، فإن قوات صنعاء تقدمت غرباً من جبهة صرواح ومن تبة “السنجر” وتبة “حرمل” أسفل وادي “جبل المشجح” باتجاه الطريق الأسفلتي الرئيسي المؤدي إلى وسط المدينة، ما جعله تحت السيطرة النارية لقوات صنعاء.
المصادر أوضحت، أن المسافة المتبقية من الخط الأسفلتي الذي وقع تحت سيطرة قوات صنعاء حتى مركز مدينة مأرب، يبلغ 5 كيلومترمربع فقط.
وعلى صعيد المعارك شمال المدينة، أكدت المصادر نفسها، أن قوات صنعاء تمكنت فجر اليوم، التصدي لزحف قوات التحالف وعناصر القاعدة باتجاة جبهة “العلم الأبيض” والتقدم بعد ساعات من التصدي للزحف باتجاه شمال الخط الدولي الرابط بين البوابة الشرقية لمدينة مأرب وخط العبر بمحافظة حضرموت ومنفذ الوديعة الحدودي مع السعودية.
استنزاف دموي للتحالف
واعترف مسؤولون في “حكومة هادي”في تصريحات خاصة نشرتها وكالة فرنس برس، اليوم الأحد، بمصرع 70 من قوات التحالف واصابة العشرات، خلال الـ 24 ساعة الماضية في تخوم مدينة مأرب.
كما نقلت الوكالة الفرنسية عن المسؤولين ذاتهم، أمس الأحد، أن قوات التحالف خسرت يوم أمس 22 قتيل بينهم 5 من الضباط واصابة العشرات من مقاتلي التحالف، في ذات المناطق.
وقال المسؤولون في “حكومة هادي” لوكالة فرانس برس، إن قتلى التحالف سقطوا في المعارك جراء تقدم قوات صنعاء صوب المدينة من جهتي وادي المشجح والكسارة شمال غرب مدينة مأرب الواقعة على بعد 120 كيلومترا شرق العاصمة صنعاء.
فوضى عارمة وارتباك شديد
تلك التقدمات والاننتصارات العسكرية التي حققتها قوات صنعاء على مداخل مدينة مأرب، أربك قوات التحالف والميليشيات الموالية لها، وسحب منها زمام التحكم في مسارات المعركة، الأمر الذي دفعها للتمترس داخل أحياء المدينة وتشديد إجراءات أمنية صارمة.
وشهدت مدينة مأرب، خلال الساعات الماضية، عمليات تقطع للطرقات ونهب واسعة من قبل مسلحون قبليون، في ظل ما تعانيه المدينة من فوضى عارمة جراء اقتراب قوات صنعاء من مداخلها وفرار العديد من قادة الوحدات العسكرية التابعة للتحالف من المدينة.
مصادرنا المحلية أكدت، أن مسلحون قبليون، نفذوا عمليات تقطع لشاحنات المشتقات النفطية في خط صافر باتجاه مدينة مأرب، مما تسبب في حدوث أزمة مشتقات نفطية في مأرب، وانقطاع الكهرباء في العديد من أحياء مدينة مأرب وعلى رأسها حي الروضة جنوب المجمع الحكومي.
كما نفذ مسلحون قبليون من قبيلة “الدماشقة عبيدة” قطاع قبلي نصبته قبيلة الدماشقه عبيده في منطقة العرقين للمطالبه بالافراج عن أحد السجناء من ابنائهم.
المصادر كشفت، أن مسلحون يتبعون العميد “عبدالخالق بحيبح” قائد الكتيبة الخاصة في “اللواء 143 ” نفذوا عملية نهب لعدد 2 من مخازن الأسلحة التابعة لـ”لواءالحسم” وسط مدينة مأرب.
المصادر أوضحت أن “القوات الخاصة” و”الشرطة العسكرية” التابعة لقوات التحالف في مدينة مأرب وقفت عاجزة امام عمليات نهب مخازن معسكرات التحالف في المدينة.
وبالتوازي مع ذلك، عمدت قوات التحالف إلى استحداث المتارس والسواتر الترابية وحفر الخنادق في الجانب الغربي من المدينة، تزامناً مع نصْبها تحصينات مماثلة في أطراف المجمع الحكومي استعداداً لحرب شوارع، كما نشرت المئات من عناصرها حول محيط “فندق بلقيس” الذي يقطنه ضباط سعوديون ممن يعملون ضمن “غرفة عمليات التحالف” وقادة عسكريون من قوات “حكومة هادي، الأمر الذي اعتبره العديد من سكان المدينة مؤشّراً إلى انهيار قوّات التحالف وقرب سقوط المدينة بقبضة قوات صنعاء.
وفي وقت سابق فرضت ميليشيات «الإصلاح» قبل أيام، حظْر التجوال ليلاً، ومنعت بقاء أيّ طواقم أو عسكريين نهاراً إلا بتصاريح رسمية من الوحدات التي ينتمون إليها، وذلك تحت ذريعة تنفيذ خطّة طوارئ عسكرية.
هروب القادة من مأرب
وشهدت مدينة مأرب مزيدا من عمليات هروب قيادات عسكرية كبيرة في صفوف قوات التحالف صوب محافظة حضرموت والسعودية، الأنباء الواردة من مأرب تضاربت حول مغادرة “صغير بن عزيز” رئيس أركان وزارة دفاع “حكومة هادي” مساء اليوم للمدينة حيث أفادت المصادر، أن توجيهات صدرت من قائد القوات السعودية له بالذهاب للمللكة للتحقيق معه بشأن الهزائم المتسارعة التي مُنيت بها قوات التحالف في معركة مأرب فيما قالت مصادر أخرى بأن “بن عزيز” غادر المدينة بذريعة مرافقة “معمر الإرياني وزير إعلام “حكومة هادي” بعد أن أصبحت المدينة قاب قوسين أو أدنى من الوقوع في قبضة قوات صنعاء.
كما أكدت المصادر، أن اللواء الركن “مفرح بحيبح المرادي” قائد محور بيحان” و”اللواء 25 ميكا”، كان من ضمن القادة الفارين من مدينة مأرب، حيث غادر مدينة مأرب مساء أمس، باتجاه مدينة سيئون بمحافظة حضرموت.
استقبال حافل