تحليل / وكالة الصحافة اليمنية //
تحت شعار “القدس أقرب” أخذت الاحتفالات العربية والإسلامية بيوم القدس هذا العام بعدًا أكبر وبتميز عن سابق الأعوام الماضية، كون هذه المسألة قد تجذرت في الوعي العربي والإسلامي وأصبحت قضية العرب والمسلمين المركزية والأولى بالرغم مما لحق بالقضية الفلسطينية من ضرر هذا العام جراء هرولة عدد من الأنظمة العربية للتطبيع مع الكيان الصهيوني وبمباركة أمريكية وغربية.
لقد مثل ذلك التطبيع انتكاسة كبيرة للقضية الفلسطينية وطعنة دامية لها وتنكر لتاريخ النضال العربي والإسلامي وخيانة لدماء الشهداء الفلسطينيين والعرب والمسلمين الذين قدموا ارواحهم لنصرة القضية الفلسطينية.
بنظرة عميقة لعمليـة التطبيع يمكن الخروج باستنتاج مؤداه أن إسرائيل والولايات المتحدة الامريكية وبقية دول أوروبا الغربية قد أفلحت في اختراق وأحتواء الموقف العربي الإسلامي الموحد من القضية الفلسطينية، ابتداء ذلك الاختراق من زيارة الرئيس المصري السابق “أنور السادات” في سبعينيات القرن الماضي إلى تل آبيب وتوقيعه اتفاقيات السلام مع الكيان الصهيوني، والتي أستطاع الشعب المصري العظيم انطلاقا من تاريخيه من احتوائها وافراغاها من محتواها وبقية شبه ميته إلى أن جاء عرب الخليج وتسارعهم المذل للتطبيع مع العدو وما شكله ذلك من إعلان عن بيع المبادئ والقيم وتاريخ طويل من النضال العربي والإسلامي المشروع، والارتماء في أحضان العدو دون التفكير بعواقب ذلك وأثره المدمر على الواقع العربي والإسلامي.
بثمن بخس باعت الامارات والبحرين والسودان وغيرها من الدول الدائرة في هذا الفلك تاريخ مجيد من النضال العربي والإسلامي المشروع، ومن موقف ضعيف قدمت الأنظمة الخليجية وعدد الأنظمة العربية والإسلامية تنازل مذل لعدو احتل أرض فلسطين وقتل أبنائها وهتك عرض وشرف مواطنيها.