تحليل خاص : وكالة الصحافة اليمنية
“أختاره الشعب ليكون رئيسا واختار أن يكون واحدا من الشعب” بهذه العبارة يمكننا وصف الرئيس المجاهد الشهيد صالح الصماد وقراءة مرحلة كان –الصماد- فيها الرئيس الذي لم تقيده بروتكولات الفخامة والمسئولية أو تحول بينه وبين إثبات وتجسيد انتمائه للشعب اليمني كمواطن يشارك المواطنين صمودهم ويقاسمهم الهموم والألم اليومي وكمجاهد يجد في الجبهات متنفسا ومساحات يترجم من خلالها جوهر انتمائه للخندق الجهادي ويؤكد بتواجده المستمر وحرصه على زيارتها بين الحين والأخر أن الدفاع عن الوطن ومواجهة قوى العدوان مسئولية يتحملها كل يمني وواجب لا يستثنى أحد عن تأديته حتى وإن كان رئيسا للجمهورية.
كان الرئيس الصماد رئيسا استثنائيا في زمن استثنائي ليس لأن فترة توليه وقيادته للوطن جاءت في زمن العدوان وإنما لأنه كان الرجل الذي أجمع عليه الشعب اليمني في زمن العدوان والتباينات السياسية، ولذلك لا عجب اليوم إن عمت مشاعر الحزن ربوع الوطن ونزل خبر استشهاده على أبناء الشعب اليمني كالصاعقة.
.. يكفي أن نعود إلى الوراء قليلا وتحديدا إلى شهر اغسطس من العام 2016 والنظر للمجلس السياسي الأعلى من الزاوية والبعد الحقيقي الذي يليق به ككيان ولد في زمن الصمود والتحدي، من رحم آلام وأوجاع شعب خانه رئيسه وخذلته حكومته واستعدوا عليه كل شياطين الارض وتخندق ضده العالم وأثخنته العروبة بالجراح، لندرك أن المجلس السياسي أكبر من أن يكون رؤية سياسية ننسبها لهذا الحزب أو ذاك أو ننظر إليه كصورة جامدة رسمناها لملء الفراغ السياسي الذي خلفته الدولة الهاربة بعد فشلها في تمزيق الوطن وتدميرها سياسيا واجتماعيا وثقافيا، أو كشكل بديل ومحتوى جديد لأسماء نحاول من خلالها تجسيد أخلاقيات الوطن والمجتمع اليمني المصاب بسقوط بعض مسؤوليه في مستنقع العمالة والخيانة لدرجة الكفر بالوطن والأخلاق والمبادئ.
لقد مثل المجلس السياسي الأعلى، برئاسة صالح الصماد، التجسيد الحقيقي لإرادة الشعب اليمني والترجمة الفعلية لتمسكه بأرضه ووحدته ودولته ومبادئه في الحرية والديمقراطية وهي المبادئ التي ستظل تسكنه ويأبى التنازل عنها أو المساومة فيها حتى لو حشدوا عليه عوالم جديدة إلى جانب عالم الارتزاق الذي يحيط بنا، وإذا ما عدنا بالذاكرة لقراءة مشاعرنا يوم إعلان ميلاد المجلس السياسي ومشاعر الضياع التي كانت تسكننا قبل ميلاده فسندرك من هو الرئيس صالح الصماد وماذا يعني لنا استشهاد صالح الصماد الذي نعده اليوم أننا لن نغفر لهم ما فعلوه ولن يغفر لهم التاريخ حتى وإن جاءوا بملء الأرض مبررات.