تنطلق السبت القادم بأمانة العاصمة والمحافظات الحملة الطارئة للتحصين ضد شلل الأطفال وإعطاء فيتامين (أ).
وأوضح تقرير صادر عن وزارة الصحة العامة والسكان أن الحملة التي ستنفذ في الفترة من 29- 31 مايو الجاري، تستهدف جميع الأطفال دون سن الخامسة في عموم المحافظات والبالغ عددهم أربعة ملايين و 198 ألفاً و 165 طفلاً وطفلة، بمن فيهم من لم يحصنوا مسبقاً ضد هذا الداء، والمواليد حديثاً.
وأشار إلى أن الحملة التي ستنفذها الوزارة ممثلةً بالبرنامج الوطني للتحصين الموسع، بالتعاون والتنسيق مع منظمتي الصحة العالمية واليونيسف وحلف اللقاحات العالمي، ستكون بالتنقل من منزل إلى منزل، بالإضافة إلى المرافق الصحية عبر المواقع المستحدثة والفرق المتنقلة.
وذكر التقرير أن حملات التحصين التي تنفذها وزارة الصحة تؤمّن وقايةً للمستهدفين من الأطفال، لكنها لا تغني عن حاجتهم إلى التطعيم الروتيني الاعتيادي ضد أمراض الطفولة الأحد عشر القاتلة التي لا يمكن الوقاية منها إلا بالتحصين، الذي تقدمه المرافق الصحية بشكلٍ مستمر من خلال زيارات التحصين الست لجميع الأطفال دون العام والنصف من العمر،.
وأكد أن التحصين الحل الأمثل لوقاية الأطفال وذلك لكفاءته في الحد من أمراضٍ خطيرة كالشلل وغيره من أمراض الطفولة التي يمكن الوقاية منها بالتطعيم، لكنه لا يغني عن الالتزام أيضاً بالنظافة الكاملة وتدابيرها بالمنزل وخارجه.
وأوضح التقرير أن هذه الحملة الطارئة تأتي في ظل استمرار ظهور حالات الإصابة بفيروس شلل الأطفال البري في بعض بلدان العالم ما عزز من خطورة الفيروس على اليمن سيما في الظروف الحرجة الراهنة التي يمر بها نتيجة استمرار العدوان والحصار .
ولفت إلى أن استمرار العدوان أدى إلى تراجع نسبة الإقبال على استكمال الأطفال حتى العامين من عمرهم للقاحات التحصين الروتيني ضد أمراض الطفولة القاتلة والتي من ضمنها لقاح شلل الأطفال، بالإضافة إلى أن الوضع الاستثنائي الذي يعيشه كثير من النازحين في تجمعات يؤمن فرصاً مواتية لانتشار هذا الفيروس.
ودعت وزارة الصحة، الآباء والأمهات إلى التفاعل مع الحملة والحرص على تحصين أطفالهم دون سن الخامسة كواجب ديني وأخلاقي وإنساني تجاه أطفالهم ووطنهم.
وحثت المجالس المحلية وخطباء المساجد ووسائل الإعلام على بث رسائل التوعية البناءة لضمان التغطية الشاملة للمستهدفين من الأطفال، مؤكدة أن مسؤولية الحفاظ على اليمن خالياً من شلل الأطفال من خلال التحصين تقع على عاتق كل فرد في المجتمع وليست فقط مسؤولية الوزارة.
ويترافق مع حملة التحصين بلقاح شلل الأطفال الفموي، إعطاء الأطفال من عمر (6 أشهر-59 شهراً) جرعة من فيتامين (أ) الذي يعزز ويدعم مناعة الأطفال ضد الكثير من الأمراض بما فيها الحصبة ومضاعفاتها الخطيرة وكذلك الالتهابات التنفسية والعديد من الأمراض المعدية، ويحد- أيضاً- من مخاطر العوز الغذائي؛ في الوقت الذي تتصاعد فيه مستويات سوء التغذية بين الأطفال دون سن الخامسة في اليمن والتي بدورها تضعف مناعتهم بشكل حادٍ وخطير.
كما يساعد فيتامين (أ) على الشفاء المبكر من الالتهابات، وخفض وفيات المواليد ناقصي الوزن والنمو ووقاية العينين من جفاف الملتحمة والقرنية ويقي من العمى ويعزز نمو العظام والتحامها .
وكان اليمن تخلص من فيروس شلل الأطفال نهائياً منذ عام 2006م وحصل على شهادة خلوه من الفيروس من قبل منظمة الصحة العالمية عام 2009م.
يشار إلى أن فيروس شلل الأطفال مرض فيروسي حاد شديد العدوى يغزو الجهاز العصبي وهو كفيل بإحداث الشلل التام في غضون ساعات، ويصيب عادة الأطفال دون سن الخامسة من العمر.
وتبدأ أعراض شلل الأطفال بحمى وألم في الحلق واحمرار والشعور بالتعب والقيء ثم تزداد الأعراض قوة وحِدّة بمعية أعراض أخرى تتمثل في الشعور بألمٍ في العنق والظهر والذراعين والقدمين وتشنج العضلات.
وينتقل فيروس الشلل من شخص مصاب إلى آخر سليم عن طريق الالتماس المباشر بالإفرازات الأنفية والفموية للمصاب أثناء العطس أو السعال، كما ينتقل عن طريق الطعام والماء الملوث ببراز الشخص المصاب.