خاص / وكالة الصحافة اليمنية //
شهدت مدينة تعز اليوم الخميس مسيرات جماهيرية حاشدة تنديدا بالفساد والمطالبة بإقالة السلطة المحلية محاسبة الفاسدين ، إلى جانب بتحسين الوضع الاقتصادي.
وشهد شارع ‘جمال’ مسيرة غاضبة شارك فيها المئات، احتجاجاً على تفشّي الفساد وتردّي الخدمات الأساسية في المدينة، وعدم استجابة السلطة المحلية المرتهنة للتحالف لمطالب المواطنين.
ورفع المتظاهرون لافتات تطالب بإقالة كل القيادات الفاسدة في جماعة الاصلاح ومحاكمتها، كما طالبوا بتوفير جميع الخدمات، وضبط المتاجرين باحتياجات المواطنين، وضبط أسعار السلع الأساسية، وردع ناهبي الإيرادات وإحالتهم إلى القضاء.
كما نصب المتظاهرون أول خيمة أمام مبنى السلطة المحلية، تمهيدا لبدء اعتصام سلمي مفتوح، حتى تحقيق كافة مطالبهم.
ونشرت المسيرة الجماهيرية بيانا جاء فيه :…
بيان المسيرة الجماهيرية الحاشدة اليوم الخميس 2021/6/10 في شارع جمال بمدينة تعز
تحية اكبار واعزاز لإبائكم الضيم ووعيكم العظيم بمواطن الداء ومكمن الدواء، وكل التقدير لإرداتكم الحرة وروحكم الثورية الحية ضد الفساد والاستبداد. كما هي التحية لمواقف مختلف الشخصيات المجتمعية والقبلية والاكاديمية والسياسية والحقوقية والثورية الحرة، ومختلف الفعاليات الجماهيرية والمدنية المستقلة التي اعلنت وقوفها بجانب الجماهير وأيدت مطالبها في التصحيح الكامل والتغيير الشامل للوضع المائل .
بين خميسنا الأول وخميسنا الثاني هذا، زخم شعبي يتصاعد يقابله نهم سلطوي للتمسك بالمقاعد، وعدم الاكتراث لمطالب الشعب، عدا توقيف مسؤول هنا وتغيير مسؤول هناك، بالمعايير نفسها، التي لا تتضمن الكفاءة والنزاهة، ولا تقر المساءلة والمحاسبة، وتقوم على المحاصصة والمحاباة، واطلاق العنان للفساد والافساد، على حساب مصالح المواطنين وحقوق المواطنة، وفي مقدمها الحياة الكريمة والامنة والحرة والعادلة.
إن خروجكم الهادر، على هذا الفساد السافر، وكل هذا القبح الفاجر، سيغير الواقع، وإن حسبتم خروجكم هينا ورأيتموه يسيرا، فإنهم يرونه خطرا ويزيدهم عسرا في استحالة كسر ارادتكم الحرة أو الالتفاف على مطالبكم المشروعة والعادلة والواجبة الاستحقاق، ومهما سوفوا بالوعود، وراوغوا بالردود، وناوروا في دائرة الجمود وتجاهلوا وتطاولوا بالتهديد والوعيد، سوف يتمنون لو أن الايام تعود، لكنها لن تعود.
إنهم بتجاهلهم انين اطفالكم الجوعى والمرضى، ونحيب الارامل والايامى، وحسرات قهر العوز والحرمان، وهتافات احتجاجاتكم الصادحة ومطالبكم العادلة؛ إنما يسكبون الزيت على النار ويعجلون بنهايتهم المحتومة، لأنهم يزيدونكم قناعة بأنهم غير جديرين بالثقة وليسوا أهلا للمسؤولية، وإصرارا على إقالتهم ومحاسبتهم جميعهم عبر القضاء لينالوا جزاءهم العادل ويكونون عبرة لكل من يستهينون بحقوق الشعب وإرادته وسلطته.
أيها الشعب المنكود بتجار الحروب وسماسرة الكروب، بقلة لا يخجلون من ارتهانهم للمال الحرام، جعلوا امرهم بيد هذا الامير وذاك السفير، وهذه الدولة وتلك الامارة. أنتم الشعب، أنتم اصحاب القرار ومصدر السلطة، وليس غيركم، ولا سلطة لأي دولة أو إمارة عليكم، ولا حق لأي أمير أو سفير في تقرير مصيركم، وتجريعكم هوان الارتهان ومهانة الاذعان ومرارة الامتهان، وانتظار سلال المساعدات والاذلال.
لا خير في مَن غلّبوا مصالحهم الحزبية ومكاسبهم الشخصية، وتقاسموا غنائم الحرب ومكاسب الكرب، ولا نعول على أي مكون سياسي شريك في هذا الواقع المنهد وفساده المحتد، فالمحاصصة الحزبية هي سبب رئيس في هذا الاختلال التام والاعتلال العام للاوضاع.. وجميع الاحزاب والتنظيمات السياسية شركاء فيه، ولا تعنينا مواقفهم.
وعليه، نجدد في هذه الخروج الشعبي الكبير، حق الشعب في احداث التغيير، ورفض المساومة عليه أو حرف مسار مطالب الجماهير، ونؤكد مجددا لكل من لم يسمع أو يعلم، ومن سمع ولا يزال “يدعمم” ويصر أن لا يهتم، على التالي:
1- إن هذه الاحتجاجات، احتجاجات شعبية خالصة لا تحركها دوافع حزبية ولا فئوية ولا مناطقية، ولا تنطلق من خصوصات شخصية مع هذا المكون السياسي أو ذاك أو مع قيادات بعينها في السلطة المحلية والجيش والامن.
2 – إن السلطة توهب من الشعب وليس العكس. وإن إرادة الشعب الحرة هي مصدر جميع السلطات، وإن الشعب يطالب بحقوق المواطنة كما يؤدي واجباتها، ويطالب بالتغيير المنشود والمشروع، ولن يمنعه احد عن هذا الهدف.
3- إن المطلوب على وجه السرعة اجراءات عملية وشاملة لتصحيح الأوضاع، بإقالة ومحاكمة المسؤولين المتقاعسين عن واجباتهم والفاشلين في اداء مهامهم والمفسدين العابثين بمقدرات المؤسسات والمرافق التي يشغلونها.
4- إن عقد الاجتماعات واطلاق الاحاديث المستهلكة واصدار الوعود المكررة وقرارات توقيف مسؤول هنا او هناك، دون احالة للتحقيق والمحاكمة، لن يفلح في امتصاص الغضب الشعبي ولن ينجح في اخماد جذوة الثورة.
5 – نؤكد للمسؤولين الذين يظنون أنفسهم بمنأى عن الغضب الشعبي، سواء من كانوا داخل البلاد أو خارجها، أن موقفها المتخاذل حتى الان حيال الاوضاع والمطالب الشعبية، يجعلها هدفا لهذه الاحتجاجات في حال استمر تقاعسها.
6 – نذكر القائمين على حكم البلاد والمحافظات، على مختلف المستويات، بأن المهلة الممنوحة لهم لإصلاح الاوضاع وتلبية مطالب الشعب المشروعة والواجبة، لم يتبق منها سوى أربعة ايام، وتنتهي في الرابع عشر.
7- نجدد التحذير بأن مكونات الشعب بلا استثناء تملك الكثير من الخيارات للتصعيد باتجاه تحقيق مطالبها المشروعة والتغيير المنشود منها، وستبدأ باتخاذ خطوات تصاعدية في هذا المسار الشعبي السلمي وصولا إلى اقصى الاحتمالات.
8 – ختاما نؤكد استمرار الاحتجاجات الشعبية حتى تحقيق مطالبها كاملة غير منقوصة، وأن الخميس المقبل لن يكون كما الخميس الاول والثاني، وسيشهد تصعيدا ثوريا يرقى إلى مصاب الشعب الجلل ويليق بإرادته الحرة الصلبة التي لا تكل ولا تمل.
تؤكد الحركة دعوتها لكل أبناء محافظة تعز، قلب الوطن النابض، إلى توحيد الصف بعيدا عن التخندق الحزبي والمذهبي والمناطقي، للمطالبة بالحرية والكرامة والاستقلال والحقوق والأمن والخدمات والرواتب والنظام والقانون.
ونراهن على وعي الاحرار وسواعد الأبطال من أبناء الحالمة الذين تتوقد افئدتهم بمشاعر الإباء وروح الثورة والحرية والتحدي والتطلع للتغيير ورفض الذلة والاستكانة لسياسات التجويع والتركيع مهما كان حجم التحديات والتضحيات.
ونحذر مجددا هوامير الفساد وتجار الحروب، من أن الشعب يقهر ما عداه ولا يُقهر، وأن التحرك الثوري لن يتوقف حتى تحقيق مطالب الشعب، واستعادة حقوقه المنتهكة، وارادته المغتصبة، وسيادته المسلوبة، وثرواته المنهوبة، بفعل فسادهم وجشعهم وانانيتهم.
إذا الشعب يوما أراد الحياة
فلا بد أن يستجيب القدر
النصر والعزة للثوار الأحرار
الخزي والعار للطغاة المفسدين
ولا نامت أعين الجبناء
صادر عن المسيرة الجماهيرية الحاشدة في شارع جمال
الخميس 10 يونيو 2021م
#ثورة_الجياع