خاص// وكالة الصحافة اليمنية//
بدأت عروض بيع الأسلحة ومنظومات الدفاع الجوي، تتدفق على تركيا من دول الناتو، بعد أن وقعت موسكو وأنقرة مؤخرا اتفاقا لتزويد تركيا ببطاريات “إس 400” الصاروخية الروسية المضادة للأهداف الجوية وهي الاتفاقية التي تعارضها واشنطن وتسعى لإفشالها وتعد أنقرة بالكثير من البدائل إن هي تراجعت عنها.
الولايات المتحدة لم تتوقف عند حدود إعلان رفضها قيام روسيا بتزويد تركيا بمنظومات “اس 400” بل سعت لإفشال الصفقة مستخدمة في ذلك شتى الوسائل ووضعت الكثير من العراقيل التي سعت من خلالها لإيقاف الخطوات المتسارعة التي تشهدها العلاقات التركية الروسية ابتداء باتخاذها إجراءات عقابية ضد روسيا، من خلال فرض عقوبات على عدد من المسؤولين ورجال الأعمال الروس، بالإضافة إلى 14 شركة ومؤسسة روسية، بما فيها مؤسسة “روس أوبورون اكسبورت” الحكومية لتصدير الأسلحة والمعدات العسكرية، وانتهاء بالتشكيك بقدرة وفاعلية منظومات الدفاع الجوي الروسية، وشنت ضدها حملات إعلامية واسعة لم تدم طويلا حتى كشفت عنها وسائل الاعلام الامريكية والتي قالت إن مسؤولي البنتاغون يتعمدون التقليل من شأن فعالية أنظمة الدفاع الجوي الروسية، من أجل إقناع تركيا بعدم شراء منظومة صواريخ “إس – 400”.
وقد شككت مجلة “The National Interest” في ادعاء مسؤولين عسكريين أمريكيين أن وسائط الدفاع الجوي السورية، روسية الصنع، فشلت في صد القصف الصاروخي من قبل الولايات المتحدة وحلفائها في 14 أبريل، إضافة إلى إشارتهم إلى أن روسيا لم تستخدم دفاعها الجوي خلال الضربات الصاروخية على الأراضي السورية.
وذكرت المجلة أن تصريحات البنتاغون حول عدم كفاءة “إس – 300” و “إس – 400” تتناقض مع البرامج الأمريكية العديدة التي تكلف المليارات لتكنولوجيا التخفي لتفادي وسائط الدفاع الجوي الروسية، مشيرة إلى أن تصريحات العسكيين الأمريكيين موجهة خصيصا لإقناع تركيا، حليفة الولايات المتحدة في الناتو، بعدم شراء “إس – 400
وفي الوقت الذي يؤكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن بلاده لن تتخلى عن شراء أنظمة “إس 400” الروسية للدفاع الجوي، على الرغم من فرض الولايات المتحدة عقوبات جديدة على موسكو، أعلن وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس أن واشنطن لا تنصح أنقرة بشراء منظومة “إس – 400” الروسية وهي مستعدة لتقديم أنظمة دفاع جوي بديلة، مشيرا إلى أن البنتاغون يتفاوض مع أنقرة وهو مستعد لتزويدها بأنظمة متوافقة مع معايير حلف شمال الأطلسي.
جهود أمريكا التي أبدت تخوفا مفتعلا من اتفاقيات موسكو اثمرت أخيرا وتمكنت من توجيه خلفائها الأتراك نحو ما تريد وهو ما كشف عنه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي “الناتو” ينس ستولتنبرغ، الذي أكد أن أنقرة أبدت استعدادها للتعاون مع باريس وروما، في مسألة شرائها منظومة SAMP/T الصاروخية الفرنسية الإيطالية للدفاع الجوي.
وذكّر سولتينبيرغ، أن قرار شراء أنظمة الدفاع الجوي، يعود للدولة العضو في الأطلسي وتتخذه بشكل مستقل، غير أنه أضاف أن مثل هذه القضايا تثير قلق عدد من دول الحلف، الأمر الذي ينبئ عن نية سيئة تجاه تركيا مفادها ان دول الحلف تستهدف إفشال الاتفاق الخاص بمنظومة “إس 400” بين أنقرة وموسكو ولن تحصل تركيا على ما تتفاوض من أحله مع دول حلف “الناتو”.
سوريا هي الأخرى تم وضعها على قائمة انتظار الوعود الروسية عنما أعلنت موسكو أنها ستزودها بمنظومة دفاع جوي ” اس – 400 ” لكن الوعود سرعان ما تبخرت، وعلى الرغم من طلب سوريا وزيارة الرئيس بشار الاسد الى موسكو والتقدم بطلب شديد الضرورة الى القيادة العسكرية الروسية للحصول على منظومة دفاع صواريخ اس – 400 إلا أن روسيا رفضت تزويد سوريا بمنظومة “اس – 400” مراعاة لإسرائيل.
وفي الوقت الذي كانت موسكو قد أعلنت بعيد العدوان الثلاثي على سوريا أنها ستزود دمشق بالمنظومة “اس – 400” إلا أنها تراجعت لتعلن قبل أيام أنها ستزود سوريا بمنظومات دفاع جوي قديمة.
من كل تلك الوعود الروسية والتخوفات المفتعلة من قبل واشنطن وتل ابيب تبرز نتيجة واحدة تؤكد أن منظومة الدفاع الجوي الروسية لم تكن ولن تكون أكثر من ورقة على طاولة الصراع والحرب الباردة الجديدة بين موسكو وواشنطن.