تحولت بريطانيا على مدار سنوات إلى ساحة تصفية معارضي النظام الإماراتي وسط تنوع في الأساليب واتهامات بالتواطؤ للسلطات البريطانية.
وتم الإعلان اليوم الأحد عن وفاة آلاء الصديق الناشطة الحقوقية والمعارضة الإماراتية جراء حادث سير في ظروف غامضة.
وسريعا ما عززت ماكينة الإمارات الإعلامية الشكوك بشدة حول دور مخابرات أبوظبي في تدبير عملية تصفية آلاء الصديق.
وسعت ماكينة الإمارات الإعلامية للترويج أن الصديق كانت تريد العودة إلى بلادها من دون تقديم أي دلائل على ذلك في محاولة مكشوفة لتبرئة النظام الإماراتي من علاقته بتدبير تصفية الناشطة الحقوقية.
وكذب حقوقيون ومقربون ما روجه أبواق الإمارات الإعلامية، مشيرين إلى أنها مستقرة مع عائلتها منذ سنوات في بريطانيا كونها مطلوبة من النظام الإماراتي الذي عاقب جميع أفراد العائلة بسحب الجنسية منهم.
كما أن الناشطة الراحلة تولت حديثا منصب مديرة مؤسسة القسط لحقوق الإنسان وتنخرط في عديد الأنشطة الحقوقية والإعلامية لفضح انتهاكات حقوق الإنسان في الإمارات والمنطقة العربية.
وأثار حقوقيون ومعارضون إماراتيون شكوكا واسعة بعلاقة النظام الإماراتي بتدبير حادث قتل الصديق عبر حادث سير متعمد في بريطانيا.
وعلمت إمارات ليكس أن الحادث وقع في مدينة أكسفورد وقد تم إغلاق مكان الحادث فيما أعلنت الشرطة البريطانية عن فتح تحقيق واسع في الحادث وملابساته من دون استبعاد أي احتمالات.
وكشفت التحقيقات الأولية وجود عبث بمكابح السيارة التي كانت الراحلة آلاء الصديق تقودها ما أدى إلى وقوع الحادث.
اغتيال معارضة بارزة
ولدى نظام الإماراتي سجلا حافلا في ملفات جرائم وانتهاكات حقوق الإنسان ومن ذلك ملاحقة واغتيال معارضين في خارج حدود الدولة.
من بين هؤلاء فايزة البريكي التي حظيت بمصير مؤسف بعد أن تم وصفها بأنها من أبرز معارضي النظام الإماراتي قبل أن يتم اغتيالها بسبب مطالبتها بالإصلاح.
اعتقدت البريكي أن الهروب إلى أوروبا والحصول على صفة لاجئ سيحميها من بطش واضطهاد السلطة التي فرت منها.
والبريكي زوجة الشيخ حمدان آل نهيان، كانت من أوائل النساء المطالبات بالإصلاح السياسي في الإمارات وإنهاء حالة التفرد بالحكم وعدم المساواة بين إمارات الدولة.
وقد ضاقت ذرعاً بالظلم والاضطهاد في الدولة وازدادت عليها الضغوط بعد وفاة زوجها فقررت الهرب إلى أوروبا وتحديداً نحو لندن. وصلت البريكي إلى لندن ونجحت في إثبات مظلوميتها، لتصبح أول امرأة إماراتية تحصل على صفة “لاجئ سياسي”.
كما بدأت في نشر سلسلة مقالات تفضح فيه حجم الفساد في الإمارات وتطرقت إلى دور ضاحي خلفان في مطاردتها والسيطرة على شقتها ودور عيال زايد في محاولة تصفيتها.
لكنها سرعان ما لقيت مصيراً مأساوياً تمثل باغتيالها بطريقة بشعة في مطلع عام 2016 بعد أن قام شخص مستأجر برميها أمام عجلات القطار.
وأظهرت التحقيقات الأولية التي أجرتها الشرطة البريطانية تورط القيادي الفلسطيني سيء السمعة محمد دحلان بالجريمة حيث كان وقتها قد لتوه بوظيفته مستشاراً أمنيا لمحمد بن زايد.
وكشفت تسريبات متعددة أن دحلان أشرف على عملية قتل البريكي وفق خطة اغتيال وضعها مع المسئول الأمني المثير للجدل ضاحي خلفان. وعقب حادث الاغتيال، وكان تحقيق الشرطة البريطانية يسير بشكل جيد قبل أن يصدر قرار غامض بإغلاقه.
وبعد أقل من عام واحد تكرر المصير المأساوي للبريكي مع أبنها محمد الذي توفي في لندن وبسيناريو مطابق تمام لما حصل مع والدته.
لاحقا تم إغلاق ملف فايزة البريكي وأبنها بتدوين الجريمتين باسم مجهول، وانتهت بذلك قصة أقوى المعارضات النسويات في الإمارات.
اغتيال نجل حاكم الشارقة
في مطلع تموز/يوليو 2019 شهدت لندن اغتيال خالد بن سلطان بن محمد القاسمي، نجل حاكم الشارقة.
وفي حينه أعلن ديوان حاكم الشارقة وفاة خالد (39 عاماً) يوم الاثنين في لندن، ولم تعلن رسمياً أسباب الوفاة رغم صغر سنه.
ووصفت السلطات البريطانية طريقة وفاة القاسمي بـ “الغامضة” تزامنا مع تداول تقارير عن تعرضه لجرعة مخدرات زائدة تسببت بوفاته دون تبن رسمي لهذه الرواية.
وكان خالد، البالغ من العمر 39 عاما، آخر الأبناء الذكور لحاكم الشارقة، بعد وفاة أخيه محمد في طريقة غامضة كذلك في عام 1999 عن عمر ناهز 24 عاما.
وأثيرت الكثير من التكهنات في الإمارات بأن خالد القاسمي تعرض لعملية تصفية ووجهت أصابع الاتهام إلى ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد المعروف بجرائمه ضد منافسيه في الحكم من داخل العائلة الحاكمة وعمليات الاغتيال والتصفية ضدهم.
وعلى رأس هؤلاء أشقائه ناصر بن زايد ال نهيان وأحمد بن زايد ال نهيان، وكذلك سلطان وحمدان الذي أسقط طائرة ابنه زايد وإصابته بالشلل في اليمن، فضلا عن تسميم خليفة بن زايد رئيس الدولة وتحويله إلى مجرد صورة.