أشعلت صورة الرئيس الأمريكي جو بايدن، التي ظهر فيها راكعا أمام ريفكا رافيتز، مديرة مكتب الرئيس الإسرائيلي المنتهية ولايته رؤوفين ريفلين، مواقع التواصل الاجتماعي في امريكا حيث علق الكثيرون على الصورة بأنها “صورة الأسبوع”.
وسائل إعلام إسرائيلية، ذكرت أن ريفلين وخلال استقبال بايدن له في البيت الأبيض يوم الإثنين الماضي، أخبر بايدن بأن رافيتز، والتي تنتمي لطائفة الحريديم اليهودية المتشددة، أم لـ12 طفلا، فما كان من بايدن إلا أن انحنى على ركبتيه تقديرا لها.
البعض حاول ان يقلل من الحركة التي قام بها بايدن، من خلال القول ان بايدن معروف بهذه السلوكيات وخاصة امام النساء، وانها غير مقتصرة بمسؤولة اسرائيلية، وان الامر لا يشير الى هيمنة الصهيونية على الغرب وخاصة امريكا.
من الواضح ان هذا التبرير ليس صائبا، بدليل ان بايدن لم يقم بهذه الحركة امام أمراة اخرى من قبل، كما ان هذه المرأة ليست سيدة عادية أو اُم مثالية، ليركع امامها بايدن تعظيما لدور الأم، فهي ليست مسؤولة اسرائيلية عادية، بل صهيونية متطرفة وتشغل منصبا حساسا في الكيان الاسرائيلي، وإلا لما اصطحبها “الرئيس الاسرائيلي” معه الى البيت الابيض.
اللافت ان انجاب إمراة 12 طفلا، في الثقافة الامريكية والغربية، ليس بالامر الذي يستدعي كل هذا الاحترم، بل على العكس تماما، لذلك لطالما نظر الامريكيون نظرة استخفاف واستهزاء الى نساء غزة، لانجابهن الاطفال، بل يعتبرون انجاب المرأة الغزية اطفالا باعداد كبيرة، دليلا على تخلفها.
واللافت ايضا ان الصورة لاقت استحسانا كبيرا على مواقع التواصل الاجتماعي في امريكا ، حيث اعتبرت “صورة الاسبوع”، ولم تثر اي حساسية لدى المواطن الامريكي، وهو يرى رئيسه يركع بهذا الشكل امام مسؤولة من “دولة” اخرى، وهي “دولة” النساء فيها يقتلن، كما يقتل الرجال فيها، اطفال فلسطين بدم بارد منذ سبعين عاما، دون ان يرتد لهن جفن، الامر الذي كشف حجم غسيل الدماغ الذي تعرض له المواطن الامريكي والغربي، من قبل وسائل الاعلام التابعة للصهيونية العالمية.
اللافت ايضا ان “المسؤولة الاسرائيلية” تنتمي الى طائفة متشددة ومتطرفة في الكيان الاسرائيلي، الكيان الذي ارتكب فظاعات قبل فترة قصيرة في غزة امام مرآ ومسمع العالم اجمع.
اخيرا، الحركة التي قام بها بايدن امام “مسؤولة اسرائيلية” لم تأت بدافع احترام “الأم” و “الامومة”، بل هي تأكيد عملي على “صهيونية بايدن”، الذي اعترف جهارا نهارا بـ”انه صهيوني” ، وان “اسرائيل اذا لم تكن موجودة لاوجدناها”، كما انها جاءت لتؤكد ان الصهيونية هي التي التحكم امريكا وتتحكم بالامريكيين.