القدس المحتلة/وكالة الصحافة اليمنية//
استمراراً لممارساته العدوانية التي تمثل استفزازًا كبيرًا لمشاعر المسلمين في كل بقاع الأرض خاصة في هذه الأيام المباركة، واستخفافًا شديدًا بالشرعية الدولية، وقراراتها التي تطالب الاحتلال بعدم المساس بالمقدسات الدينية في القدس المحتلة، وخاصة المسجد الأقصى، يعتزم الكيان المحتل ومستوطنيه تنفيذ أكبر إقتحاما للأقصى، للتعويض عن فشل مسيراته خلال شهر رمضان وما تبعه من معركة سيف القدس”.
وعلى ضوء ذلك أكدت فصائل المقاومة الفلسطينية التي خاضت معركة “سيف القدس” ببسالة منقطعة النظير أنها لا زالت جاهزة ومُتأهبة لخوض المزيد من المعارك دفاعاً عن العاصمة الفلسطينية المحتلة وجماهير الشعب الفلسطيني فيها، وتوعدت بدحر وردع هذا العدو الغاصب، وشددت على أنها تراقب هذه الإجراءات.. محذرة من محاولة “اختبار صبر المقاومة ورجالها الأبطال”.
ويأتي ذلك ردا على دعوات استيطانية متطرفة لاقتحام المسجد الأقصى المبارك عشية “يوم عرفة” الثامن من ذي الحجة بمناسبة ما تعرف باسم “خراب الهيكل”، حيث دعت جماعات المستوطنين إلى مسيرة على أبواب البلدة القديمة، مع الحشد عند باب الأسباط (أحد أبواب المسجد الأقصى) تحديدا، وذلك برعاية شرطة الاحتلال وحمايتها.
ويحاول الكيان الإسرائيلي المحتل، عبر اقتحام الغد، أن يفرض اقتحاما واسعا للأقصى بالآلاف، وأن يؤدي مستوطنوه الطقوس التوراتية العلنية في باحاته في يوم التروية، أحد أيام الحج والعشر من ذي الحجة.
وفي هذا الصدد اعتبرت مؤسسة القدس الدولية (وهي منظمة عربية عاملة لأجل قضية القدس ودعم صمود أهلها ومقرها بيروت) أن الاحتلال، ومنذ نهاية هبّات رمضان الشعبية ومعركة “سيف القدس” التي تلتها، يحاول استعادة الثقة، وتعويض جزء مما خسره في مشروع تهويد القدس بشكل تدريجي.
وقالت المؤسسة في بيان لها: “عجّل الاحتلال في استعادة الاقتحامات اليومية للمسجد الأقصى، ثم حاول متطرفوه إعادة مسيرة الأعلام مرتين في يونيو الماضي، وأغلق حي كرم الجاعوني في الشيخ جراح بالمكعبات الأسمنتية، وضيَّق على أهله ونكل بهم وبالإعلاميين فيه، وفتح جبهة التهجير على 6 أحياء معا في بلدة سلوان ” لعله يحقق أي إنجاز”.
ودعت المؤسسة في بيانها أمام هذا “السعي المحموم”، إلى “عدم تمرير أي اقتحام أو عدوان من دون رد، فقد أثبتت التجارب المتتالية أن الاحتلال ينكسر ويتراجع كلما خرجت الإرادة الشعبية إلى الفعل”.
وأكدت أن “الاعتبار اليهودي يسمو على الاعتبار الإسلامي في الأقصى، وهي الأهداف التي سبق للرباط أن أفشلها كاملة في 28 رمضان (الماضي)، وإفشالها ممكن اليوم كذلك”.
كما اعتبرت أن ذكرى “خراب المعبد” المزعوم، التي يخطط المحتل لاقتحام الأقصى فيها غدا الأحد، كانت فاتحة لثورة البراق عام 1929، وتزامنت حينها مع ذكرى المولد النبوي، “فكان العدوان في الذكرى اليهودية، وكانت شرارة الثورة في الذكرى الإسلامية”.
وقالت مؤسسة القدس: واليوم وبعد 92 عاما فإن “مشهد البراق لا يزال يشكل روح المعركة.. عدوان صهيوني إحلالي يقع الأقصى في قلبه، ورباط ومقاومة عربية وإسلامية تمنع طمس هوية الأقصى أو تصفيتها”.
ودعت “مؤسسة القدس الدولية” الجماهير الفلسطينية إلى بدء المواجهة مبكرا، وإفشال المسيرة الاستفزازية على أبواب البلدة القديمة للقدس مساء اليوم السبت، وإلى الرباط منذ فجر الغد حتى عصره، لإفشال الاقتحام ومنعه من تحقيق أهدافه.
كما دعت الفلسطينيين إلى خوض المواجهات في كل نقاط الاشتباك لحماية الأقصى، وطالبت الشعوب العربية والإسلامية بالوقوف إلى جانب المقدسيين في رباطهم، بالمظاهرات الشعبية والاهتمام الإعلامي والدعم الدائم، وبما يمنع الاحتلال من الاستفراد بهم.
هذا وكان رئيس الهيئة الإسلامية العليا في فلسطين الشيخ عكرمة صبري، قد دعا الخميس، إلى تكثيف شد الرحال للمسجد الأقصى المبارك في هذه الأيام لصد اقتحامات المستوطنين.
وقال صبري في تصريح إذاعي: إن “الاحتلال يحاول استفزاز المسلمين في هذه الأيام المباركة من خلال تدنيس المسجد الأقصى وتقييد حرية العبادة”.. محملاً حكومة الاحتلال الصهيونية المسؤولية عن تبعات عزمهم اقتحام الأقصى الأحد فيما يسمى ذكرى الهيكل المزعوم.
وأضاف: “لن نسمح بأن تمس عباداتنا بأي حال من الأحوال، وادعاءاتهم الباطلة والاعتداءات على المواطنين لن تثنينا عن ذلك”.
وأوضح أن سلطات الاحتلال تستغل المناسبات لديهم لتكثيف الاقتحامات للمسجد الأقصى المبارك.. مؤكدا بأن شد الرحال إلى الأقصى واجب لكل قادر على الوصول إليه، ونثمن جهود الشباب المرابطين في المسجد.
فصائل المقاومة الفلسطينية بمختلف توجهاتها أكدت أنها تراقب هذه الإجراءات الاستفزازية عن كثب.. محذرة من محاولة “اختبار صبر المقاومة ورجالها الأبطال” و “من نذير الانفجار الذي سيندلع في أي لحظة بسبب إطلاق الاحتلال العنان لـ مستوطنيه”، وتوعدت العدو الصهيوني بدحره وهزيمته وردعه.
وهنا دعت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في تصريح لها اليوم السبت، أبناء الشعب الفلسطيني للاحتشاد من الضفة والداخل المحتل في القدس المحتلة والمسجد الأقصى للتصدي لاقتحامات المستوطنين المزمعة يوم غد الأحد، وحذرت من نذير الانفجار الذي سيندلع في أي لحظة بسبب إطلاق الاحتلال العنان لمستوطنيه.
وأكدت الجبهة أن المقاومة التي خاضت معركة “سيف القدس” ببسالة منقطعة النظير لا زالت جاهزة ومُتأهبة لخوض المزيد من المعارك دفاعاً عن العاصمة المحتلة وجماهير شعبنا فيها.
حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، هي الأخرى حذرت حكومة الاحتلال التي وصفتها بـ”حكومة المراهقين الأشقياء”، من السماح لمستوطنيها بتنفيذ اقتحام لباحات المسجد الأقصى في عشية “يوم عرفة” الذي يصادف الاثنين القادم.
وقالت الحركة في بيان: إنها تراقب هذه الإجراءات، محذرة من محاولة “اختبار صبر المقاومة ورجالها الأبطال”.. مضيفة: “إنها ومعها كل شباب فلسطين ستواصل الرباط والمواجهة، ومن مسافة صفر مع “زعران المستوطنين” ومن يدعمهم من قوات الاحتلال”.
ودعت (حماس) شباب القدس وأبطالها للاستنفار والرباط على أبواب البلدة القديمة وفي جميع أحياء مدينة القدس، وشوارعها ابتداءً من اليوم السبت، والتصدي لزعران المستوطنين وعربدتهم.
كما دعت سكان الضفة الغربية والداخل الفلسطيني، إلى “شد الرحال” نحو المسجد الأقصى المبارك في “يوم عرفة”، قائلة: “لنجعل منه يوماً للحشد والرباط في ساحات المسجد الأقصى وعلى أبوابه وتحت محرابه”.
من جهتها أكدت فصائل المقاومة في قطاع غزة أن أصابعها باقية على الزناد، حتى يفهم المحتل بأن “قطاع غزة الصابر هو درع للمسجد الأقصى وسيف للقدس مسلول”.. مطالبة الفلسطينيين في الشتات والمهاجر أن يستمروا في تنظيم الفعاليات والنشاطات الداعمة والمساندة لقضية بيت المقدس والمسجد الأقصى المبارك.
من جانبه أكد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي أحمد المدلل أن الاجراءات التي تمارسها حكومة الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين في الضفة الغربية والقدس المحتلتين وقطاع غزة سيؤدي إلى احتدام الصراع والمواجهة مع أبناء الشعب الفلسطيني.
وأوضح أن الشعب الفلسطيني يعيش حالة احتقان كبيرة في ظل استمرار حكومة الاحتلال بسياسة الاستيطان والاستيلاء على اراضي المواطنين واقتحام الاقصى والتهويد والتهجير والقتل والاعتقال وحصار غزة.
وأشار إلى أن كل هذه العوامل ستدفع إلى مواجهة مستمرة مع ابناء شعبنا، قائلًا:” لا يمكن للجرائم التي يرتكبها الاحتلال أن تستمر دون مواجهة أو تصدي بطولي من شعبنا”.
وطالب المدلل قيادة السلطة والفصائل الفلسطينية للالتزام بمخرجات بيروت وتشكيل قيادة موحدة لإدارة الصراع مع العدو لا سيما وأن المعركة تشتد يومًا بعد يوم.
وحول المجتمع الدولي قال المدلل: “لا نراهن على المجتمع الدولي الذي يقف إلى جانب الاحتلال، ولا قيمة لقرارات المجتمع الدولي ما لم تترجم على أرض الواقع.
إلى ذلك.. أكد رئيس الدائرة السياسية لحركة الجهاد الإسلامي محمد الهندي، وجود محاولات حقيقة لطي صفحة القضية الفلسطينية بشكل كامل لصالح الاحتلال الإسرائيلي.
وقال: إن معركة “سيف القدس” لم تتوقف بعد، وكشفت انحياز الشعب الفلسطيني في كل أماكن تواجده لخيار المقاومة.. مشددا على أن الفلسطينيين سيفشلون كل محاولات سرقة وتجاوز نتائج المعركة.. وداعيا إلى بذل جهد حقيقي ومركز لبناء جبهة وقواعد المقاومة.
بدوره أكد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، الشيخ خضر عدنان، أن دعوات المستوطنين لاقتحام المسجد الأقصى المبارك، تستوجب موقفا وفعلا فلسطينيا منا جميعا يردع المحتل عن ذلك.
ودعا عدنان في تصريح لـ”إذاعة الأقصى”، أبناء الشعب الفلسطيني الأبي في الداخل الفلسطيني المحتل عام ١٩٤٨ والضفة المحتلة للنفير للقدس والمسجد الأقصى المبارك غدا الأحد.
ويذكر أن رابطة علماء فلسطين، حذرت الأسبوع الماضي من اعتزام مستوطنين اقتحام المسجد الأقصى في مدينة القدس المحتلة، في 18 يوليو الجاري.
وقال رئيس الرابطة، نسيم ياسين، في بيان له: إن “جماعات استيطانية متطرفة تستعد لاقتحام المسجد الأقصى بأعداد كبيرة ورفع علم الاحتلال في باحاته يوم 18 يوليو، بمناسبة ما تسميه إسرائيل بذكرى (خراب الهيكل)”.. مشدداً على ضرورة مواجهة هذا الاقتحام والعمل على إفشاله من خلال الاعتكاف في المسجد الأقصى، و”تحضير كل عناصر الردع دفاعا عن المسجد”.
ودعا الفلسطينيين إلى شد الرحال إلى المسجد الأقصى والتواجد بكثافة وبأعداد كبيرة فيه، وطالب علماء الأمة بحشد التضامن مع الشعب الفلسطيني والمسجد الأقصى و”فضح مؤامرات الاحتلال”.. كما دعا الشعوب العربية والإسلامية للتضامن مع القدس والأقصى في مواجهة الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة.
وكانت جماعات إسرائيلية متطرفة، قد دعت إلى تكثيف الاقتحامات للمسجد الأقصى وبأعداد كبيرة، يوم غدٍ الأحد، بمناسبة حلول ذكرى ما تسميه إسرائيل “خراب الهيكل”.
كما تستعد ما تسمى “حركة السيادة في إسرائيل” إلى تنظيم مسيرة للمستوطنين حول أسوار البلدة القديمة بالقدس في اليوم ذاته.. وبشكل شبه يومي يقتحم عشرات المستوطنين المسجد الأقصى عبر باب المغاربة في الجدار الغربي للمسجد بتسهيلات ومرافقة من قوات الاحتلال.
الجدير ذكره أن هذه الاستفزازات وجرائم الاحتلال في القدس وهدم المنازل واقتحام المسجد الأقصى المبارك، لم تكن لتحدث لولا غطاء المتصهينون الجدد “دول التطبيع” وتحالفها مع كيان الاحتلال والتي كان آخر منجزات تطبيعها تبادل افتتاح السفارات في “أبو ظبي” و “تل أبيب” على مرأى ومسمع العالم إصراراً على الخطيئة الكبرى والخيانة لقضية العرب الأولى “القضية الفلسطينية”.
سبأ: مرزاح العسل