قالت الباحثة الأمريكية “الكسندرا ستارك” في تقرير مطول عن اليمن نشرته مدونة lawfareblog الأمريكي الخاصة بقضايا الأمن القومي، إن الرئيس بايدن وضع دعم الولايات المتحدة للحرب في اليمن في قلب خطابه الأول للسياسة الخارجية بعد توليه منصبه ، ووعد في فبراير بتكثيف “دبلوماسي لإنهاء الحرب في اليمن – الحرب التي خلقت كارثة إنسانية واستراتيجية” وإنهاء الدعم العسكري الهجومي للتحالف الذي تقوده السعودية ، “بما في ذلك مبيعات الأسلحة ذات الصلة”.
وتابعت: في حين تم الترحيب بالإعلان باعتباره تحولًا تاريخيًا في نهج الولايات المتحدة تجاه اليمن ، جادل بعض النقاد منذ ذلك الحين بأن الإدارة كانت متساهلة جدًا مع السعودية في جهودها للتفاوض على وقف إطلاق النار في اليمن؛ إلا أن الاستثمار في الدبلوماسية البطيئة والمضنية وغير الكاملة في كثير من الأحيان لا يزال يستحق العناء.
الدبلوماسية تعمل
وأشارت الباحثة إلى أن أي مفاوضات بين السعودية وأنصار الله قد تنجح، وهي مرتبطة بمشاركة مبعوثين خاصين من كل من الولايات المتحدة والأمم المتحدة، كما تلعب عمان ، وهي محور موثوق به ، دورًا أكثر نشاطًا في هذه المفاوضات.
ونوهت الباحثة إلى أن أنصار الله يريدون السيطرة على مأرب، أخر معاقل (حكومة الرياض)، كون النصر في ساحة المعركة سيضعهم في وضع أفضل في المفاوضات المستقبلية، مشيرة إلى أن المجتمع الدولي في حال كان قادرًا على وقف إطلاق النار بين أنصار الله والتحالف وهي مهمة صعبة؛ فسيكون ذلك في حد ذاته مهمة صعبة؛ إلا أن هذا سيعتبر جزء من جهود إنهاء الحرب على اليمن، كما أنه لا يمكن للمجتمع الدولي أن يفرض نظامًا سياسيًا بعد الحرب – وفي نهاية المطاف فإن مصير اليمن متروك لليمنيين.
معضلات الدبلوماسية
وأكدت ستارك أن إدارة بايدن تعرضت لانتقادات لعدم إتباعها نهجًا صارمًا بما يكفي تجاه السعودية، بل أن الرئيس قال في خطابه بأنه سيواصل دعم ومساندة السعودية في الحرب، حيث أوضح البنتاجون أن الولايات المتحدة لا تزال تقدم خدمات صيانة الطائرات للمملكة عبر المبيعات العسكرية الخارجية.
ولفتت ستارك إلى أن المدافعين عن منع مبيعات الأسلحة هذه بقلق متزايد، شاهدوا تراجعًا لهذه القرارات التي وعد بها بايدن في جملته الانتخابية ومن أهمها أنه سيجعل السعودية دولة منبوذة على المستوى الدولي.
وواصلت ستارك: يبدو أن إدارة بايدن تراهن على أن الولايات المتحدة في وضع أفضل لحث السعوديين على صفقة لحفظ ماء الوجه في اليمن بمزيج من الترهيب والجزرة ، ومن خلال الدفاع عن المصالح الأمنية الأساسية للمملكة العربية السعودية بدلاً من التصرف كقاضي نزيه.
ونقلت الباحثة تصريحًا لـ ” غريغوري جونسن” الذي قال إنه بدون عملية سلام شامل يمكن لليمن أن تنزلق بسهولة إلى سيناريو كابوس.
بينما ختمت تقريرها بالقول إن على بايدن أن يستمر في استثمار الدبلوماسية على المدى الطويل من أجل تحقيق نتائج فعلية.