تحليل/وكالة الصحافة اليمنية//
جريمة أخرى تُضاف إلى سلسلة الجرائم التي ارتكبتها مملكة آل سعود بحق الشعب اليمني منذ قيام هذه المملكة في أربعينيات القرن الماضي.
بات معلومًا الآن أنه قد أصبح لجرائم المملكة ضد اليمن تاريخ طويل يحكمه في ذلك عداء تاريخي كبير أصبح بمثابة استراتيجية سعودية ضد اليمن جغرافيا وتاريخ وسياسة واقتصاد.
واليوم يستهدف هذا العداء العمالة اليمنية في المملكة، التي قامت على أكتفاهم هذه المملكة وبنيتها التحتية، هذا الاستهداف يتنافى كليًا مع حقوق الإنسان والأسس التي تحكم وضع العمالة على مستوى العالم، والوضع الاستثنائي الصعب الذي يعيشه الشعب اليمني.
يمكن للمراقب أن يتساءل عن الأسباب الحقيقية التي دفعت المملكة باتخاذ ذلك القرار المجحف بحق العمالة اليمنية وهم ملتزمون بكل قوانين العمل في السعودية وعلى درجة عالية من الأخلاق الحميدة في تعاملهم اليومي مع محيطهم السعودي.. لكن المسألة تبدو أن المملكة تعيش حالة من التخبط السياسي وتحكمها في ذلك رؤية ضبابية في تعاملها مع جيرانها ومحيطها الإقليمي وحتى الدولي.. تخسر المملكة كل يوم ما كانت قد وضعته لها كمبادئ وقيم تحدد مساراتها السياسية والاقتصادية والدبلوماسية، فما كان محرم في السعودية بالأمس، أصبح بين عشية وضحاها حلال ومباح في نقلات سريعة وغير مدروسة لم تراع فيها وضعها الديني ووجود الحرم المكي ومدينة رسول الله وما يترتب على ذلك من أمور تُلزم النظام السعودي ذلك الوجود الديني فيها وعدم المساومة فيه والمساس به.
إن العقلانية والموضوعية قد انتفت ممن يسمون أنفسهم قادة لهذه المملكة وأصبحوا يصدرون قرارات ليس هدفها تحسين وضع المواطن السعودي، بل يريدون من وراء ذلك كسب رضا أمريكا والدول الغربية والظهور أمامهم بمظهر الدولة العصرية التي يتسم نظامها السياسي بالحداثة ومواكبة العصر.
المثير للدهشة ذلك الصمت المريب لمن يسمون أنفسهم بالشرعية، أمام هذا الوضع المزري الذي يحصل حاليًا والمتمثل بتسريح أعداد كبيرة من العمالة اليمنية يصل مداها إلى عشرات الآلاف وأكثر، مع عدم وجود ما يُشكل تبريرًا معقولًا لهكذا خطوة.