المصدر الأول لاخبار اليمن

للهروب من العقاب اليمني ..حرب تسريبات مضادة بين واشنطن والرياض

تحليل خاص: وكالة الصحافة اليمنية تتسابق دول تحالف الحرب على اليمن للتنصل من جريمة اغتيال الرئيس صالح الصماد، خوفاً من ردة الفعل التي توعد بها القادة اليمنيون ، حيث شهدت الايام الفائتة حملة من التسريبات الصحفية ، تشير إلى وجود  تصدعاً في جدار التحالف. فمنذ اليوم التالي لإعلان نباء اغتيال الرئيس الصماد في ال(23) من […]

تحليل خاص: وكالة الصحافة اليمنية

تتسابق دول تحالف الحرب على اليمن للتنصل من جريمة اغتيال الرئيس صالح الصماد، خوفاً من ردة الفعل التي توعد بها القادة اليمنيون ، حيث شهدت الايام الفائتة حملة من التسريبات الصحفية ، تشير إلى وجود  تصدعاً في جدار التحالف.

فمنذ اليوم التالي لإعلان نباء اغتيال الرئيس الصماد في ال(23) من ابريل المنصرم، حاولت الولايات المتحدة عبر مجموعة مقالات نشرت  في مجلة (فورين بوليسي) الايحاء بأن الامارات هي المسئولة عن جريمة اغتيال الرئيس الصماد، واخر التسريبات الامريكية  تتمثل في مقال نشر امس في المجلة تحدث عن توقعات بانهيار جهود التسوية في اليمن على خلفية واقعة الاغتيال ، رغم ان صنعاء لم تعلن اي موقف حول تعليق مساعي التسوية الاممية ، إلا أن المجلة  استولدت موقفاً لا يوجد ما يشير له على ارض الواقع بطريقة تفتقر غير حرفية .

وهي تصرفات  يمكن من خلالها استشفاف موقف الولايات المتحدة  الذي تحاول من  خلاله واشنطن خلط الاوراق واللعب على جميع الخيوط ، باستغلال جريمة اغتيال الصماد تنم عن رغبة امريكية في تحميل الدول العربية المشاركة في العدوان ، مسئولية اغتيال الصماد، وشد الانتباه باتجاه السعودية والامارات بعيدا عن واشنطن ، وبما يمنح الحرب دفعة إلى الامام ، تستفيد منها واشنطن التي ترغب في استثمار القلق الخليجي على شكل صفقات سلاح اخرى، إضافة إلى ان واشنطن تحاول الاحتفاظ بموقعها باعتبارها دولة من الدول العشر الراعية لعملية السلام في اليمن ، والتي يعتقد الامريكيون أن تواجدهم فيها يخول لواشنطن ممارسة مساعي تهدئة تساعد في الحفاظ على المصالح الامريكية المتمثلة بآبار النفط بعيدة عن اي ضربة  إنتقامية بصواريخ اليمن البالستية .

في المقابل قامت السعودية بتسريب مضاد للتسريبات الامريكية ، حيث نشرت صحيفة القدس العربي التابعة للسعودية امس  مقالاً في افتتاحيتها تحدثت فيه لأول مرة ” أن الازمة في اليمن تزداد تعقيداً بسبب اغتيال الرئيس صالح الصماد ودخول اطراف جديدة في الحرب ومنهم طارق عفاش “.

وهي تسريبات يمكن قرأتها على أنها محاولة خجولة من قبل النظام السعودي للخروج من الورطة الامريكية، فالمعروف ان النظام السعودي بات اكثر من يدفع الثمن بين دول التحالف من خلال تلقيه الضربات العسكرية اليمنية ، وفي حين تحاول واشنطن الايحاء للعالم بعدم علاقتها باغتيال الصماد، فقد كان لابد من النظام السعودي أن يتلافى عبر تسريب صحيفة القدس العربي ردود الفعل المتوقعة من اليمن انتقاماً لاغتيال الصماد، خصوصاً أن الامريكيين بدأوا في التظاهر انهم طرفاً محايداً وبما قد يجعل السعودية وحيدة في مواجهة ردة فعل اليمن ، واللجوء لمواجهة تسريبات التنصل الامريكية، بتسريبات مماثلة حاولت من خلالها السعودية تحميل الامارات تبعات اغتيال الصماد ، على غرار تسريبات  التنصل الامريكي التي تحاول تحميل الامارات مسئولية جريمة الاغتيال ، ولا يستبعد أن تتجاوز خلافات التحالف مناوشات التسريبات ، لتظهر على شكل تلميحات صريحة قبل ان تدخل طور التصريحات المباشرة في حال افلتت خيوط اللعبة من يد الامريكيين ، ولم يستطيعوا رأب الصدع الواضح حول جريمة اعتيال الرئيس الصماد.

خصوصاً ولي العهد السعودي  اصبح يخوض الحرب رغم انفه ، فقد سبق لموقع (ميدل ايست اي ) البريطاني ان كشف في ال(15) من اغسطس العام الماضي عن رسائل مسربة تحدثت أن ولي العهد السعودي ابدى رغبته في حديث مع مسئولين امريكيين بالانسحاب من الحرب على اليمن ، بسبب ما وصفها الموقع بحالة من الاحباط تنتاب بن سلمان من الفشل في الحرب  ، إلا أن ذلك الموقف تم مواجهته بممانعة شديدة من قبل الامريكيين والاماراتيين.

الامر الذي يمكن على اساسه أن ينظر السعوديين لأنفسهم بإعتبار انهم الطرف المظلوم في معادلة غير متكافئة بين دول تحالف الحرب على اليمن ،ولم يعد من المنصف بالنسبة للسعوديين أن يتحملوا لوحدهم فاتورة العقاب اليمني مع كل تصرف ارعن ترتكبه اي دول من دول التحالف.

قد يعجبك ايضا