شيكاغو/وكالة الصحافة اليمنية//
بينما يتوغل مقاتلو طالبان في عمق العاصمة الأفغانية كابول، قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الأحد، إن العاملين في سفارة الولايات المتحدة في كابول، أكبر السفارات في العالم، يتم نقلهم إلى مطار كابول “لضمان قدرتهم على العمل بأمن وأمان”.
وأعلن الرئيس، جو بايدن، السبت، أن ألف جندي أمريكي إضافي سينضمون إلى حوالي أربعة آلاف جندي موجودون بالفعل في أفغانستان للمساعدة في الانسحاب المتزايد للقوات الأمريكية.
وخلال مقابلة مع شبكة (ABC) التلفزيونية الأمريكية، قال بلينكن إنه من أجل نقل طاقم السفارة إلى مطار كابول، “أرسل الرئيس عددًا من القوات للتأكد من أننا نقوم بتقليص وجودنا الدبلوماسي بطريقة آمنة ومنظمة. وفي الوقت نفسه، نحافظ على وجود دبلوماسي أساسي في كابول”.
وقال أيضًا لشبكة (سي إن إن): “لم نطلب من طالبان أي شيء.. لقد أخبرنا طالبان أنهم إذا تدخلوا مع طاقمنا وعملياتنا أثناء الانسحاب، فسيكون هناك رد سريع وحاسم”.
وأضاف أن الولايات المتحدة تعمل على مدار الساعة لإجلاء الأمريكيين من أفغانستان وتأمين طلبات التأشيرة الخاصة للأفغان الذين ساعدوا الجيش الأمريكي إما بشكل مباشر في العمليات العسكرية، أو في أدوار إضافية، مثل المساعدات الإنسانية والثقافية.
كندا توقف العمل في سفارتها بكابول
وفي سياق آخر، أوقفت كندا عملياتها بالسفارة الكندية في كابول، معللة ذلك بأن الوضع “يتطور بسرعة ويشكل تحديات خطيرة” لقدرتها على ضمان سلامة وأمن بعثتها، وفقًا لبيان صادر عن وزارة الخارجية الكندية.
وقال شهود عيان في كابول لـ”راديو أمريكا الوطني العام” إن هناك صوت طائرات بدون طيار (درون) مستمر فوق كابول، بينما تحلق المروحيات في محاولة لإخراج الموظفين الأمريكيين والأفغان من البلاد.
وتظهر استطلاعات الرأي أن معظم الأمريكيين يؤيدون انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان، في عملية حاول الرؤساء السابقون باراك أوباما ودونالد ترامب والرئيس الحالي بايدن إتمامها.
انتقادات شديدة
تعرضت إدارة بايدن لانتقادات شديدة في الأيام الأخيرة، لاستخفافها على ما يبدو بطالبان، مع المبالغة في تقديرها لإرادة الجيش الأفغاني في الدفاع عن بلاده.
فقبل شهر واحد فقط، قال بايدن إنه “من غير المحتمل للغاية” أن يكون هناك استيلاء وشيك على البلاد من قبل طالبان.
لكنه قال، أمس السبت، مرة أخرى إنه لن يمرر “الوجود الأمريكي اللانهائي” في أفغانستان إلى رئيس أمريكي آخر.
وقال بايدن في بيان: “إن عاماً أو خمسة أعوام أخرى من الوجود العسكري الأمريكي ما كان ليحدث فرقاً إذا كان الجيش الأفغاني لا يستطيع ولن يستطيع السيطرة على بلاده”، مضيفاً أن الوجود الأمريكي اللامتناهي في وسط الصراع الأهلي لدولة أخرى “لم يكن مقبولًا” بالنسبة له.
خطط بلا جدوى
تبدو الخطة الأصلية لإخراج أفراد عسكريين أمريكيين من أفغانستان بحلول نهاية أغسطس، مع ترك بضع مئات منهم لحراسة سفارة الولايات المتحدة ومطار كابول، في حالة يرثى لها.
وفي حوار مع شبكة سي إن إن، قال إيان بريمر، الخبير السياسي ورئيس مجموعة أوراسيا، شركة استشارات حول المخاطر السياسية، السبت، إنه لا ينتقد إدارة بايدن لرغبتها في سحب القوات الأمريكية من أفغانستان، لكنه ينتقد طريقة تنفيذ الخطة.
وأضاف: “حقيقة، لدينا في البنتاغون أفضل سيناريو لتخطيط الوجود العسكري في العالم، ولدينا 20 عامًا من الخبرة على الأرض… ولكن من الواضح أنهم لم يكونوا مستعدين تمامًا، ولم يكن لديهم خطة لتقدم طالبان… من غير المعقول، من وجهة نظري، أن تحاول الولايات المتحدة تلافي القرار الذي تم اتخاذه عندما كان لدينا وقت كافي”.
وتابع: “إنها مشكلة تنفيذ، وأي شخص يواجه هذا على الأرض في أفغانستان، نتيجة عدم الاستعداد، هو شيء يجب أن تتحدث عنه هذه الإدارة”.
وأكد أن إدارة بايدن كان ينبغي أن تعمل بشكل وثيق مع حلفائها في الأمم المتحدة -نفس الحلفاء الذين انضموا إلى الولايات المتحدة في أفغانستان قبل 20 عامًا -في مسألة الانسحاب العسكري، مضيفا: “لا ينبغي أن نغادر بمفردنا”.
وفي وقت سابق، قال مسؤول أمريكي اليوم الأحد إن وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) سمحت بإرسال ألف جندي إضافي للمساعدة في عمليات الإجلاء من العاصمة الأفغانية كابول، مما يرفع إجمالي العدد الذي أرسل إلى أفغانستان مؤقتا إلى ستة آلاف جندي.
وأضاف المسؤول، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، إن ألف جندي إضافي سيأتون من الفرقة 82 المحمولة جوا، والتي كانت بالفعل في حالة تأهب.
(وكالات)