تحليلات//وكالة الصحافة اليمنية/
نشر حساب “رجل دولة” الشهير في السعودية الذي عرف عن نفسه في ملفه الشخصي على “تويتر” بانه “كاشف أسرار” السعودية، غرد مؤخرا تغريدة تضفي عتمة حالكة على مستقبل هذه المملكة التي وصفها البعض بـ”مملكة الارهاب والرمال”.
“رجل دولة”، قال في تغريدته ان “إعادة رسم خارطة المنطقة لن يستثني السعودية، فالمؤكد أنها مُقبلة على أحد أمرين؛ إما أنه سيتم تقسيمها أو أنه سيتم إبقاؤها كدولة ضعيفة، يؤخذ نفطها ثم تُترك، وهذا في الحقيقة نتاج تراكم الأخطاء في السياسة الخارجية، كذلك هو نتاج أخذ السعودية لدور الدولة التنفيذية التي تتلقى الأوامر وتنفذها”.
الناشط السعودي “رجل دولة” لم يأت بجديد، فتغريدته لا تختلف كثيرا عن الرؤية التي يراها غالبية المتابعين للشان السعودي خصوصا بعد تدخلاتها المباشر في شؤون الدول العربية بدافع تدميرها او تقسيمها او زعزعة انظمة الحكم فيها نزولا عند رغبة اجندة غربية ترعاها الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الاسرائيلي، تتركز على ضرورة تقزيم دول بعينها قد تشكل خطرا محتملا على “وجود” الكيان الاسرائيلي، منها العراق وسوريا واليمن ولبنان، مستعينة بـ”اياد تكفيرية ارهابية قذرة”، والعراق شهد رسميا بذلك وهي اعترفت بما شهد به العراق، وكذا حال تدخلها في سوريا واليمن وقد انقلب سحرها عليها اثر الصمود الاسطوري لشعوب الدول المعنية العراق وسوريا واليمن.
عود حميد الى عام 2016 حيث حذر رئيس وزراء العراق الاسبق آنذاك حيدر العبادي، الساسة السعوديين من أن الفكر الذي يذبح العراقيين في بلدهم سوف يذبحهم في محمياتهم الخليجية، وان التنظيمات الارهابية تتطلع الى محمياتهم، مشيرا إلى أن الحكومة السعودية اعترفت أن 5 آلاف سعودي قاموا بعمليات إنتحارية في العراق.
سوريا من جهتها، اتهمت كلا من أمريكا والسعودية بتأمين طرق وممرات آمنة لمسلحي جماعة “داعش” الوهابية الارهابية، الفارين من معركة الموصل، من اجل تعزيز التواجد الإرهابي داخل الأراضي السورية لفرض واقع ميداني يستهدف زعزعة الامن فيها.
لكن.. بعد هذه الرحلة الطويلة من تنفيذ السعودية للاجندة الامريكية والاسرائيلية نجد اليوم واقع المملكة السعودية في حالة لا تحسدها عليها كثير من الدول حتى الدول الفقيرة النامية، خصوصا في عهد ولي العهد محمد بن سلمان.
جاء في تقرير نشره موقع “الواقع السعودي” ان المواطن السعودي بات في عهد ابن سلمان وبفعل سياساته المتعجرفة مواطنا مخنوقا (مهيّأ للانفجار في اية لحظة)، يحاصره غلاء المعيشة من جانب والضرائب الثقيلة من جانب آخر، ففاتورة الكهرباء اصبحت مضاعفة، و الدعم رفع عن المحروقات، والقيمة المضافة باتت تشمل معظم السلع الاساسية ثم جاءت الفاتورة المجمعة لتقضي على آخر آمال هذا المواطن السعودي بعيش كريم في وطنه له ولأبنائه في وقت يزداد ابن سلمان خاصة ثراء و ترفا و مكاسب، بالاضافة الى الغاء ضمان الشيخوخة و فرض الرسوم الجديدة على الوافدين فوق رسوم الاقامات, و لا يظنن أي عاقل أن هذا الوضع قابل للاستمرار و أن هذا البركان المتأجج سيبقى خامدا الى الأبد.
وفي السياق، كتبت صحيفة “الغارديان” البريطانية، “أنّ السعودية تأمل أن تسقط سوريا، لأنّ سقوطها يعني بالنسبة إليها هزيمة إيران، عندئذ يمكن أن تصبح السعودية دولة إقليمية كبرى، لكنّ هذا الهدف بات بعيد المنال”، مشيرة إلى “أنّ النهج الذي تتبعه السلطات السعودية يمكن أن يحمل إليها مفاجآت كارثية”، مؤكدة “أنّ حالة الفوضى سوف تضرب السعودية وذلك بسبب أفعال القمع التي تنفذها السلطات وتفشي الفساد والاعتقالات الجماعية”.
يقول “رجل دولة” في تغريدة سابقة: “محمد بن سلمان يعيش حالة من التيه حاليا، فلا الأمر الداخلي استقام له، ولا قدر على إقناع دول العالم بشخصه ومشروعه، مشروعه الوحيد الآن تقديم التنازلات لإرضاء القوى العظمى؛ غيّر المناهج ويعمل على تغيير الهوية الدينية للدولة، إضافة إلى تقديم التنازلات على الساحة السياسية”.
ما وصل اليه “رجل دولة” في رؤيته القاتمة لمستقبل المملكة لم يأت من فراغ فقد سبقه منذ سنوات مشروع تقدم به “ماكس سينجر” مؤسس معهد “هدسون” منذ سنوات لمسؤولي وزارة الحرب الأمريكية حول رؤيته لتقسيم السعودية والتي تمحورت ضمن عدة أهداف منها إقامة جمهورية إسلامية شرق البلاد تضم حقول البترول فقط، مع الإبقاء على حكومة ملكية في باقي السعودية يحكمها” الأمراء الشباب الذين يحظون بدعم أمريكي”، على أن تكون هذه الحكومة الملكية (هلامية هشّة) عرضة للسقوط بعد وقف الدعم عنها.
تؤشر بعض الأحاديث والتحليلات التي بدأت تخرج إلى العلن من مراكز الأبحاث والدراسات في أمريكا، أنّ هناك فعلاً مشروعاً أمريكيا جديداً بدأ برسم سياسات جديدة للتعامل مع الملف السعودي، تحولت اليوم الى دعوات صريحة من داخل دوائر صنع القرار الأمريكي تدعو إلى اختيار الوقت المناسب للانقضاض على السعودية التي من المتوقع، حسب الرؤية الأمريكية والبريطانية، أن تصبح أكثر ضعفاً وهشاشة، بفعل عاملين اساسيين هما حرب اليمن والسياسة الداخلية الرعناء التي ينتهجها “محمد بن سلمان ” .. والمطلوب هو تقسيمها إلى دويلات طائفية وديموغرافية.
الغارديان لم تكتف بنظرتها السوداوية اعلاه حول السعودية، انما اضافت ايضا في تقرير موسع حول تقييمها لمستقبل المنطقة وخصت فيه بشكل عام مستقبل المملكة السعودية، أشار إلى “أنّ جميع صانعي الخرائط الأنغلوسكسونيين يتفقون فيما يخصّ السعودية على أنّ المملكة يجب ألا تبقى موحدة”.
وسؤالنا لهذه المملكة، هل يتعض مسؤولوها “شاعلوا ومثيرو الفتن في المنطقة”، مما وصلت اليه حال مملكتهم المتجهة للتهميش والتقسيم امريكيا بعد تنفيذها كافة الاجندة الموكلة اليها؟ وهل يستفيق حكامها ومسؤولوها من خداعهم ككبش فداء بجرهم الى الهاوية من قبل أمريكا و”اسرائيل” للتصدي للدول المشار اليها اعلاه خصوصا في العدوان على اليمن؟.. نشك في ذلك..
(السيد ابو ايمان-العالم)