متابعات/ وكالة الصحافة اليمنية//
كشف نائب وزير الخارجية الإيراني المدير العام للشؤون الخليجية بالخارجية الإيرانية، علي رضا عنايتي، عن تفاصيل المباحثات التي تجريها بلاده في بغداد مع السعودية، قائلاً إنها بدأت منذ إبريل/ نيسان الماضي، وأُجريت 3 جولات منها حتى الآن، قبل أن تتوقف المباحثات في ظل انتقال السلطة التنفيذية في إيران وموسم الحج بالسعودية.
وأضاف عنايتي، في مقابلة مع صحيفة “اعتماد” الإصلاحية، أن الجولة الرابعة للحوار الإيراني السعودي “ستعقد في توقيت يناسب الطرفين”، مؤكداً أن الدخول في هذه المباحثات “كان قرار النظام” الإيراني، مشيراً إلى أن “جميع الأجهزة الإيرانية المعنية تشارك في تركيبة الوفد الإيراني”.
وعزا المسؤول الإيراني عقد هذه المفاوضات إلى “نجاح الجهود العراقية”، قائلاً إن بلاده لا توجد لديها “مشكلة” في الحوار مع السعودية، و”نحن والسعودية لا نحتاج إلى الوساطة”.
وكشف عن أن المباحثات بين الطرفين تتركز حول محورين، “الأول هو إزالة سوء الفهم وخفض التوتر ورفع العقبات الموجودة أمام العلاقات، والثاني هو زيادة التعاون وفتح آفاق أوسع لتحقيق الأهداف”.
ونفى المدير العام للشؤون الخليجية بالخارجية الإيرانية أن تكون المباحثات الإيرانية السعودية “ذات طابع أمني”، قائلاً إنهما ناقشا “مختلف القضايا على ثلاثة أصعدة، الثنائية والإقليمية والدولية”، وأشار إلى أن القضايا الدولية التي تمت مناقشتها “تشمل التعاون في الأوساط الدولية وفي منظمات مثل منظمة التعاون الإسلامي”.
وتابع: “لم تكن لدينا مشكلة في الحوار مع السعودية حول المحورين، واليوم أيضاً لا نشعر بوجود مشكلة”، لافتاً إلى أن طهران تنظر إلى هذا الحوار “من دون متغيرات خارجية”.
وأضاف: “في الفترة الراهنة لم تعد أجواء أيام ترامب (الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب) قائمة، حيث كانت هناك توترات وممارسة ضغوط على دول المنطقة لزيادة التوترات، ونحن اليوم نشاهد أقل من قبل استمرار الإدارة الأميركية الجديدة في ممارسة سياسة تشديد الأزمات في القضايا الإقليمية”.
وأوضح عنايتي أن طهران ترفض إقحام المتغيرات الدولية في القضايا الإقليمية، مضيفاً أن “هذه المباحثات كان يمكن أن تبدأ في عهد ترامب إذا كانت السعودية مستعدة لذلك”.
وخلص المسؤول الإيراني إلى أن “السعودية اليوم وجدت أن الظروف في المنطقة والساحة الدولية باتت أكثر مواتية لتغيير الاتجاه واتخاذ توجه يعتمد على الحوار مع إيران”، معبراً عن قناعته بأن “السعودية قد اتخذت توجهاً جديداً في المنطقة أو في التعاطي مع القضايا الإقليمية”.
وأكد أن “السعودية في القضايا الإقليمية قد غيّرت نسبياً مواقفها، وربما يعود ذلك إلى أن التغييرات الدولية قد فتحت أمام السعودية هذا الفضاء”، مشيراً إلى أن “السعودية جادة في حواراتها معنا وسعيها لحل القضايا والخلافات معنا”.
وفي الإطار، تحدث عن توجه سعودي جديد في اليمن يختلف عن السابق، وأشار إلى أن الرياض “اليوم تتحدث عن مبادرة سلام شامل ووقف إطلاق النار لحل المسألة اليمنية”، وأضاف أن “السعودية يمكنها أن تترجم أقوالها إلى أفعال وحقائق من خلال رفع الحصار عن اليمن”، بحسب تعبيره.
وشدد نائب وزير الخارجية الإيراني على أن “التعاون الإيراني والسعودي كبلدين مسلمين يعود بالنفع على قضايا العالم الإسلامي والمنطقة، ويخدم توسيع التعاون الإقليمي”. وأكد أن طهران “تمد يد الصداقة لجميع الدول في المنطقة”، معتبرا أن “الحوار أفضل طريقة، وربما السبيل الأوحد لحل المشاكل وإزالة سوء الفهم وتحقيق المصالح”.
وفي السياق، قال إن “أيا من دول منطقة الخليج لم ترفض مبادرة هرمز للسلام” الإيرانية، التي قدمها الرئيس الإيراني السابق حسن روحاني خلال سبتمبر/أيلول 2019 في الجمعية العامة للأمم المتحدة لتأمين أمن الخليج ومضيق هرمز من قبل دول المنطقة. وأضاف أن “بعض الدول رحبت بالمبادرة، ودولة أو دولتان لم تردا عليها، وهذا لا يعني رفض المبادرة”.