ذكر معهد بروكنجز الأمريكي، اليوم الخميس، أن الرئيس الأمريكي بايدن عندما أدرج قضية إنهاء الحرب على اليمن كهدف رئيسي خلال خطابه الأول في السياسة الخارجية كرئيس، كان يقطع عن سلفه ترامب ما قدمه من دعم للسعودية والإمارات، حتى في استخدام حق النقض الرئاسي لإحباط محاولة الكونغرس في إنهاء تورط الولايات المتحدة في الحرب.
وقال المعهد أنه بمجرد إعلان وزير الدفاع السعودي آنذاك محمد بن سلمان الحرب على اليمن في 2015م، قرر أوباما تقديم المساعدة.
وأضاف : إلا أن قرار بايدن بإعطاء الأولوية لليمن من خلال تعيين مبعوث خاص – بالإضافة إلى إلغاء تصنيف ترامب قبل مغادرته لمنصبه الحوثيين كمنظمة إرهابية أجنبية – أدى إلى زيادة الآمال في أن التركيز الأكبر على الدبلوماسية من الولايات المتحدة قد يدفع أخيرًا الحرب المدمرة نحو الحل؛ لكن بعد ثمانية أشهر تقريبًا، لم يتغير شيء .
ونوه المعهد إلى أن الحرب قد تستمر بغض النظر عما تفعله واشنطن، ففي حين قد لا يكون بايدن قادرًا على إنهاء الحرب؛ إلا أنه يستطيع إنهاء تواطؤ أمريكا فيها.
نهج بايدن المعيب
ووصف المعهد نهج بايدن بالمعيب، فبعد تصريحه بإنهاء الحرب، هاهي تتواصل والضحايا مدنيين يتزايدون، وطالما أن الولايات المتحدة تدعم ماديًا وخطابيًا حرب السعودية ، فإن تأكيد بايدن أن الولايات المتحدة ستنهي دعمها للعمليات الهجومية هو كذبة.
وأكد المعهد أن العيب الثاني في نهج بايدن هو عدم دعوته لإنهاء الحصار الفوري المفروض على اليمن، والسماح لسفن النفط والغذاء بالدخول، وفتح مطار صنعاء الدولي، وبالتالي كان يجب أن ينتهي التدخل الأمريكي بعد إعلان بايدن في فبراير.
وأفاد المعهد بأن السعودية و(حكومة هادي) يتعمدون تدمير الاقتصاد اليمني، لزيادة معاناة الشعب، كي يتسنى لهم إسقاط حكومة أنصار الله، ومع ذلك ، فشلت هذه الاستراتيجية نفسها على مدى السنوات الخمس عشرة الماضية من العقوبات الأمريكية على فنزويلا ، و 40 عامًا من العقوبات الأمريكية على إيران ، و 60 عامًا من العقوبات الأمريكية على كوبا.
ونقل المعهد ما قاله المبعوث الأممي السابق إلى اليمن المنتهية ولايته غريفيث في إحاطته لمجلس الأمن في أغسطس الماضي بأن المجاعة ليست مجرد مشكلة غذائية ، بل هي عرض لانهيار أعمق بكثير”.
أمريكا راعٍ للسعودية
ولفت المعهد إلى أن السبب في عدم إحراز أي تقدم في حرب اليمن، هو أن أمريكا تظل عمليًا راعٍ قوي للسعودية، كما أن بايدن لم يعامل ولي العهد بن سلمان على أنه منبوذ كما وعد.
وواصل تقرير المعهد: تندد الولايات المتحدة بصواريخ الحوثيين ، لكنها غالبًا ما تلتزم الصمت بشأن الغارات الجوية السعودية ، والتي تكون بشكل روتيني أكثر فتكًا.
وشدد المعهد على ضرورة أن يصر بايدن على رفع الحصار فورًا دون قيد أو شرط، وأن يطلب من المملكة المتحدة ، صاحبة قلم الأمم المتحدة بشأن اليمن ، تقديم قرار جديد لمجلس الأمن، بعيد عن قرار مجلس الأمن رقم 2216.