المصدر الأول لاخبار اليمن

“القراصنة” يتسببون بأزمة اقتصادية هي الأولى من نوعها في اليمن

تحقيق خاص // وكالة الصحافة اليمنية// يلجأ ابراهيم حسان ومعه العشرات من ابناء محافظة إب الى إستخدام شبكة اتصالات غير مشروعة لتنفيذ مكالمتهم إلى دول عربية وأخرى اجنبية وبتكلفة تصل الى 20 ريالا للدقيقة وتخفيض يصل الى 90 % عن الاستخدام المعتاد والمشروع لخدمة الاتصالات الدولية.   يقول إبراهيم حسان انه تلقى العرض الاول لاستخدام […]

تحقيق خاص // وكالة الصحافة اليمنية//

يلجأ ابراهيم حسان ومعه العشرات من ابناء محافظة إب الى إستخدام شبكة اتصالات غير مشروعة لتنفيذ مكالمتهم إلى دول عربية وأخرى اجنبية وبتكلفة تصل الى 20 ريالا للدقيقة وتخفيض يصل الى 90 % عن الاستخدام المعتاد والمشروع لخدمة الاتصالات الدولية.

 

يقول إبراهيم حسان انه تلقى العرض الاول لاستخدام هذه الشبكة في منتصف العام 2013 عبر صديق له يعمل في أحد محلات الانترنت وسط مدينة إب ، في البداية كان الامر غريب ومخيف بعض الشيء ، يقول ابراهيم الظروف الاقتصادية والتكلفة العالية للاتصالات الدولية من قبل شركات الاتصالات اليمنية جعل المكالمات المهربة منفذ لنا وجعل استخدامها امر مستساغ ، واعترف إبراهيم انه يستخدم هذه الشبكة في فترات متباعدة للتواصل مع والده العامل في الولايات المتحدة الامريكية.

 

* مليون دقيقة دولية

 لم تعد المؤسسة العامة للاتصالات السلكية واللاسلكية وشركات الاتصالات في اليمن في مأمن من قراصنة تمرير المكالمات الدولية ، فهي الان  تنتشر وبشكل موسع في المدن الرئيسية وتستخدم تقنيات حديثة يصعب اصطيادها والكشف عنها من قبل المؤسسة.

أزمة جديدة من نوعها تكبد الاقتصاد اليمني خسائر فادحة في مجال الاتصالات، يلجأ إليهاالعشرات بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة وتجد في المواطن البسيط ذو الدخل المحدود فريسة لها.

أكثر من 50 ألف دولار يوميا ومليون دقيقة دولية تخسرها شركة الاتصالات اليمنية بسبب تهريب أو تمرير المكالمات الدولية.

 

* 76 مليار ريال

يتحدث منصور البكالي هاتفيا ولمدة نصف ساعة أسبوعيا الى المملكة العربية السعودية بمبلغ 500 ريال يمني (دولار واحد) عبر شبكة اتصالات تقوم بتهريب وتمرير المكالمات الدولية، يقول منصور أن هناك سماسرة يقومون باستقطاب المواطنين لإجراء مكالمات دولية عبر

شبكة اتصالات خاصة ،وقال في البداية تحدث معي شخص عن تواصلي مع والدي وعن التكاليف الباهظة لهذه المكالمات وتحدث معي عن معرفته بطريقة وشبكة اتصالات تقدم نفس الخدمة و بتخفيض يصل الى 70% ، في البداية قدمت له رقمي ورقم والدي ودفعت مبلغ بسيط مقابل الاتصال وفعلا تحدثت لأول مرة مع والدي لمده نصف ساعة وبمبلغ 500 ريال فقط.

يكشف التقرير طرق تمرير المكالمات الدولية وتهريبها والخسائر الفادحة التي لحقت بالاقتصاد الوطني بعد ان ارتفعت نسبة المكالمات والخسائر خلال الفترة 2013_2017 مقارنة بالأعوام السابقة الى 76 مليار ريال حسب وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات.

السبب في تفاقم هذه المشكلة حسب المهندس صلاح أبكر يعود إلى توسع عمل مهربي المكالمات الدولية من الهواتف الثابتة إلى الهواتف النقالة بعد ان كانت مقتصره على الاولى.

تحدث ابكر ان عمليات القرصنة أو تمرير المكالمات الدولية يتم عبر قيام مهربي المكالمات باختراق أنظمة وسيرفرات المكالمات الدولية عبر أجهزة حديثة ومتطورة تستقبل الالف المكالمات في نفس الوقت.

 

* تمرير المكالمات

 

فيما يضيف المهندس سليم الكباسي ان معنى تمرير المكالمات الدولية، وهو أن لكل دولة شبكة اتصالات خاصة وموجات بعدد معين وتمرير المكالمات او تهريبها يعنى  تحايل شركات خاصة وقراصنة على الشبكة الخاصة بالدولة عن طريق وصلات مرتبطة بجهاز ريسفر من خلال شبكات الإنترنت وخطوط التليفون الأرضي ويضيف ان تمرير المكالمات الدولية يتم عن طريق وضع رسيفر الانترنت وبعد ذلك يتم الاستعانة بمجموعة من الشرائح والخطوط الهاتفية ، ومن ثم يتم تحويل المكالمات الى ارقام محلية بواسطة بروتوكلات واجهزة خاصة وان اغلب المكالمات تتم بواسطة الانترنت مما يصعب كشفها.

المهندس مجدي الحرازي أوضح أن تهريب المكالمات الدولية ينقسم إلى قسمين، تهريب المكالمات الصادرة التي يتم تمريرها عبر شبكة الإنترنت بوسائل واجهزة  مختلفة تعمل على تمرير مكالمات دولية إلى خارج اليمن ،وتهريب المكالمات الواردة إلى اليمن، ويتم عبر بروتوكولات الإنترنت وتقنيات حديثة   ساعدت على تمرير المكالمات وتجاوز البوابات الدولية الرسمية التي تقدم خدمة الاتصالات الدولية أو تشرف عليها، وسواء كان ذلك عن طريق الإنترنت أو عبر وصلات الأقمار الصناعية.

 

* أجهزة متوفرة

الظاهرة بدات في العام 1998 ب200 الف دقيقة في اليوم لتصل في العام 2003 الى اكثر من مليون دقيقة يوميا ، وزارة الاتصالات لم تكشف على هذه الظاهرة الا في العام 2010 عند القبض على شبكة تهريب وتمرير المكالمات الدولية في احد احياء العاصمة صنعاء ،

الشبكة اعترفت ووفقا للمضبوطات استخدامها 12 جهاز سوتشات ودوترات الموجودة في السوق اليمني بدون ادنى رقابة ،هذا وتستخدم اجهزة مثل ال call roter و الـVOIP والـVSAT و الـ link … واجهزة اخرى متوفرة في السوق اليمني في عمليات تمري وتهريب  المكالمات الدولية.

وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات  قدمت في يونيو  الماضي عرض متكامل الى المجلس الوزراء بين حجم الخسائر التي لحقت بقطاع الاتصالات في اليمن بسبب تمرير المكالمات الدولية ، وبين التقرير ان عدد الدقائق المهربة بلغ 466 مليون دقيقة بقيمة 44 مليون دولار خلال العام 2016 ، و383 مليون دقيقة بقيمة 42 مليون دولار خلال النصف الاول من العام 2017.

مجلس الوزراء وافق على لائحة مقدمة من الوزارة التي تحدد العقوبات والمخالفات والغرامات الخاصة بقطاع الاتصالات ومنها تمرير المكالمات المهربة ، الجدير بالذكر انه لا توجد مواد في قانون العقوبات تنص على الجرائم الإلكترونية ومنها تمرير وتهريب  المكالمات الدولية.

 

*صعوبات

شركة الاتصالات اليمنية ( تليمن ) عجزت عن القضاء على هذه الظاهرة والحد منها خصوصا بعد دخول شركات الهاتف النقال في مجال الاتصالات الدولية واعتماد اغلب مهربي المكالمات على تمرير مكالمتهم من خلال الهاتف النقال ،عوضا عن صعوبة احتوى السيرفرات والبروتوكولات لارتباطها بالانترنت.

وكانت شركة فرانس تيليكوم الفرنسية المشغل الدولي للاتصالات الدولية قد فشلت في تطوير ورفع ايرادات شركة الاتصالات اليمنية (تليمن ) بعد التعاقد معها في العام 2004 وحتى العام 2010 بسبب نمو ظاهرة تمرير المكالمات الدولية وعدم وجود ضبط قانوني للمخالفين حينها.

الجدير بالذكر ان وزارة الاتصالات اعلنت في ديسمبر الماضي القبض على 90 شخصا متهما بتهريب المكالمات الدولية ، ليصبح عدد العصابات المتهمة بتهريب المكالمات والتي تم القبض عليها 6 عصابات.

قد يعجبك ايضا