المصدر الأول لاخبار اليمن

أبواب لا تغلق.. وبضائع لا تنتهي..صنعاء شعلة حياة في ظلام ووحشية ليل العدوان..

استطلاع// عادل عبدالإله// وكالة الصحافة اليمنية// وأنا أتجول في شوارع وأسواق صنعاء القديمة تذكرت مراسلات بعض الأصدقاء العرب التي لم تكن تخلو من السؤال عن الحياة وأحوال الناس في اليمن، لكن ورغم كل ما كنت احاول إيصاله إليهم من حقائق والإجابة على تساؤلاتهم إلا أن السؤال ظل يتردد ويتكرر في كل مرة أتواصل معهم فيها […]

استطلاع// عادل عبدالإله// وكالة الصحافة اليمنية//

رياحين صنعاء تعطر الأسواق..
رياحين صنعاء تعطر الأسواق..

وأنا أتجول في شوارع وأسواق صنعاء القديمة تذكرت مراسلات بعض الأصدقاء العرب التي لم تكن تخلو من السؤال عن الحياة وأحوال الناس في اليمن، لكن ورغم كل ما كنت احاول إيصاله إليهم من حقائق والإجابة على تساؤلاتهم إلا أن السؤال ظل يتردد ويتكرر في كل مرة أتواصل معهم فيها عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

 

أدركت أن إجاباتي لم تكن كافية لإقناعهم ، ليس لأني فشلت في إيصال المعلومة ونقل الحقيقة إليهم وإنما لأنهم لم يكونوا ينتظرون إجابة للسؤال بقدر ما كانوا يبحثون عن تأكيد لما رسخته وسائل إعلام الزيف وفضائيات دول العدوان في عقلياتهم من قناعات بأن اليمن بلد مدمر تلاشت فيه كل مظاهر الحياة..

ربما كانوا محقين في استنتاجاتهم اذا ما نظرنا للمسألة من منظور وحسابات عسكرية وقسناها بحجم ما يتوقع أن يخلفه قصف تحالف العدوان الذي تقوده أغنى دول العالم وتشارك فيه أقوى ترسانات الأسلحة، من دمار وخراب طيلة ثلاث سنوات..

حرفي يصنع المفاتيح
حرفي يصنع المفاتيح

ربما كانوا محقين في استنتاجاتهم لكنهم وللأسف ظلوا يجانبون الصواب، ولأنهم بنوا استنتاجاتهم وفقاً لمعايير من يمتلك المال والسلاح والدعم والمساندة العسكرية والسياسية فقد جهلوا الحقيقة ولم يدركوا أن كل ما بنوا عليه استنتاجاتهم يتلاشى أمام قوة الله المتجلية في إرادة الشعوب المظلومة الثائرة وعزيمتها وإيمانها وثقتها بالقوي العزيز، ومن كان الله معهم فلن يكونوا وحدهم حتى وإن احتشدت ضدهم كل جيوش الأرض..

تعرضت صنعاء لآلاف الغارات وعلى حواري صنعاء ومساكنها وجبالها سقطت آلاف الصواريخ والقنابل ولكن ومع كل غارة ومع كل صاروخ كان يسقط كانت دول العدوان تؤكد وتجسد سقوطها الأخلاقي وفي المقابل ظلت صنعاء تجدد ميلادها وتؤكد لقوى العدوان وللعالم أنها شعلة حياة لا يمكن لأي قوة في الأرض إطفاءها وأن الحياة فيها ستظل مستمرة وها هي صنعاء تتحدث في صور ومشاهد حيه تظل أبلغ من ألف مقال..

اسواق تعج بالحياة
اسواق تعج بالحياة

رحلة في قلب الحياة

اينما ذهبت وحيثما اتجهت ستجد الحياة تعانق المكان وتجد نفسك مجبراً على تلبية دعوة صناع الحياة لمشاركتهم القليل من النقاء الصنعاني النبيل واختزال ما يعيشونه من خلال التقاط صورة تدون فيها ذاكرة اللحظة وترسم ملامح المكان ..

بعد تناول وجبة إفطار صنعاني تفوح برائحة الكباب البلدي وبهارات أسواق صنعاء القديمة بدأت رحلتنا مع كاميرا وكالة الصحافة اليمنية واتجهنا لمعايشة يوم صنعاني مفعم بالحياة والسحر والجمال..

في كل زاوية من زوايا صنعاء القديمة تقف حكاية ومع كل خطوة تكتشف قصة وتشعر بالحياة وكأنها سمفونية يعزفها الإنسان والمكان منذ قرون طويلة.

منتجات بمنية

دكاكين صنعاء القديمة مفتوحة وكأن أبوابها لا تغلق وبضائعها لا تنتهي وأينما نظرت تجد الحرفيين يمارسون أعمالهم وكأنهم يرسمون لوحة لانهائية الالوان والتفاصيل والإبداع.

الحدادون منهمكون في تشكيل الحديد وإذابته بنيران موقدهم الذي يستمد من أنفاس الكير توهج نيرانه التي تشعر بأنها لم تنطفئ منذ عهد قديم.

الحرفيون والحدادون النجارون والحباكون والخياطون وحتى بائعات الرياحين، لكل منهم زاويته وجناحه الخاص في معرض الحياة الصنعاني.

هنا كانت وما تزال تحبك الكتب والمخطوطات
هنا كانت وما تزال تحبك الكتب والمخطوطات

رسالة حياة

صنعاء القديمة لوحة حياة متعددة الألوان والتفاصيل، لكل زاوية فيها خصوصيتها ونشاطها وحكاياتها ولكل سلعة مساحتها وجناحها الخاص في بازار الحياة الأقدم عبر التاريخ..

أجنحة وزوايا ومهن وأسواق وتخصصات وأنشطة تتقاسم مساحة المدينة العتيقة لكنها في المجمل تصنع صنعاء وتشكل لوحتها المتعددة الألوان والتفاصيل والحكايات..

وحدها صنعاء يمكنها الاجابة على كل التساؤلات وإيصال رسالة اليمنيين إلى كل العالم تؤكد أن الحياة في اليمن مستمرة ولن تتوقف.. رسالة حياة معطرة بأريج رياحينها وعبق تاريخها وروعة تفاصيلها التي ستظل كعهدها الأزلي تروي قصة شعب وملحمة صمود صنعها ويصنعها اليمنيون كل يوم وكل لحظة، وبهم ومن خلالهم يتجسد المعنى الحقيقي لاستمرارية الحياة التي ستظل شعلتها متقدة في ظلام وظلامية وظلم ووحشية ليل العدوان..

صناعة العسوب من خشب العشر
صناعة العسوب من خشب العشر

عطر البداية.. مسك الختام..

ما بين “المسمورة والمنقورة“ مساحة ضوء وفيض من نور النبوة يحرص اليمنيون، والزائرون من بلدان أخرى، على أداء الصلوات فيها واقتطاف لحظات من قدسية المكان..

ما بين “المسمورة والمنقورة” في الجامع الكبير بصنعاء تتجلى واحدة من معجزات النبوة وما بينهما تجد أرواح المصلين بقية مما ترك خاتم الأنبياء والمرسلين محمد عليه وعلى آله أزكى الصلاة والتسليم..

ما بين عمودي “المسمورة والمنقورة” يقع المسجد الذي أمر رسول الله ببنائه في السنة السادسة للهجرة بعد دخول أهل اليمن في الاسلام وحدد عليه و آله الصلاة والسلام مكان تشييده واتجاه قبلته والتي أثبتت الاكتشافات العلمية الحديثة دقتها والتقائها بمنتصف الكعبة الشريفة في مكة المكرمة، قبلة المسلمين ووجهتهم التي يعتلي منبرها اليوم من يفتون بقتل اليمنيين وتدمير المدن واستهداف النساء والأطفال..

* تقدر المسافة ما بين عمودي المسمورة والمنقورة بـ12 مترا.

 

مابين عمودي المسمورة والمنقورة في الجامع الكبير بصنعاء المبني على يد الامام علي بن ابي طالب عليه السلام..
يرتل القرآن مستندا إلى المسمورة في الجامع الكبير بصنعاء
يرتل القرآن مستندا إلى المسمورة في الجامع الكبير بصنعاء
قد يعجبك ايضا