تقرير/ رشيد البروي / وكالة الصحافة اليمنية //
طفت على السطح جريمة “السنباني”، و ظهرت على اثرها عشرات الجرائم أشد بشاعة بحق أبناء المحافظات الشمالية، في مدينة عدن والمناطق الخاضعة لحكم ميليشيات الانتقالي الجنوبي التابعة للإمارات. في اليمن.
إن الدفع بالحرب العنصرية والمناطقية بين اليمنيين استراتيجية عدائية أولية تعمل عليها السعودية والإمارات بشكل مكثف لجملة أسباب تعود على الدولتين بفؤاد عديدها أهمها سهولة السيطرة على اليمن حكومة وشعبًا والتحكم بكل المؤانئ والمرافئ والجزر في ظل مساعي استبعاد اليمنيين وإغراقهم في الصراع المناطقي والعنصري.
جثث مجهولة الهوية
لم تكن جريمة “السنباني” الأولى ولا الأخيرة فقد سبقها عشرات الجرائم المخفية، وتلاها عشرات الجرائم العلنية الآخرى، التي لم يعرف لها نهاية فيما معظمها لا زالت طي النسيان ناهيك عن الجرائم التي تمارسها عصابات الاجرام بحق المعتقلين والمختطفين من العاملين البسطاء الذين لا حول لهم ولا قوة.
خلال العامين الماضيين لم تتوقف وسائل الإعلام والناشطين في مواقع التواصل من أبناء جنوب اليمن، عن نقل أخبار العثور على جثث مجهولة الهوية في مناطق متفرقة بمدينة عدن، فما إن يتم العثور على جثة مجهولة الهوية في مديرية “المنصورة”، حتى يتم العثور على أخرى “بدار سعد” أو “الشيخ عثمان” وماهي إلا أشهر حتى تعلن نيابة استئناف عدن بإخراج عدة جثث مجهولة الهوية من مستشفيات متفرقة ودفنها في أقرب مقبرة.
جثة مجهولة الهوية تم العثور عليها بنقطة جعولة عدن
في سبتمبر الماضي، كشفت صحيفة الأيام التابعة للانتقالي الجنوبي، ان النيابة العامة بعدن قررت ان تقوم بدفن 10 جثث مجهولة الهوية في احدى المقابر بعد استخراجها من ثلاجة الموتى بمستشفى الصداقة التعليمي العام، فيما كانت النيابة العامة بتاريخ 2 مارس 2020، قد استخرجت 4 جثث مجهولة الهوية من مستشفى الجهمورية، وتم دفنها في مقبرة “أبو حربة” في عدن، تحت مبرر تحسين البيئة وافراغ ثلاجات الموتى من الجثث المكدسة منذ سنوات، فهل هناك علاقة بين تلك الجثث المجهولة وأبناء الشمال الذين يصرخون باختفاء واختطاف واعتقال وقتل ابناءهم في عدن.
جثة مجهولة الهوية تم العثور عليها بنقطة العريش دار سعد تعرضت للضرب وطلقة في الرأس
أبناء الشمال في عدن
مساء امس الاثنين قُتل طبيب يمني من أبناء تعز “عاطف سيف محمد الحرازي” يعمل في منظمة أطباء بلا حدود، برصاص عناصر مليشيا “الانتقالي”، في إحدى النقاط العسكرية التابعة للمليشيا بمنطقة طور الباحة، بذات الطريقة وذات المكان الذي قتل فيه” عبد الملك السنباني” أمريكي من أصول يمنية، والأدهى من هذا وذاك أن لا جناه في الجريمتين وأن تحفظ الانتقالي الجنوبي على القتلة لا زال أقوى من الصراخ الإعلامي بحق الجريمتين البشعتين.
جثة الدكتور عاطف الحرازي تم قتله في نقطة طور الباحة من قبل عناصر الانتقالي
“علي الحيي” مواطن من أبناء محافظة ذمار نقل لـ”وكالة الصحافة اليمنية” خبر اختفاء 4 من أبنائه ضمن 8 آخرين يعملون في بيع القات بمديرية دار سعد في 16 اكتوبر 2020، ولايزالون حتى اللحظة رهن الاعتقال في السجون السرية بمحافظة عدن.
يقول الحيي : ” تواصل بي أناس مجهولين كانوا في سجن سري بمديرية دار سعد بجانب ابني “عبدالله” وقالوا لي ان “مصلح الذرحاني” مدير قسم البساتين في دار سعد عذب ابني عذاب شديد وعلقه ثم ضربه ضرباً عنيفاً، ثم اخذ يرشه بالماء الساخن، ولم ينزل المعتقل عبدالله من إلا جثة هامدة، وتم اخراج جثمان الضحية على متن سيارة “تكس” حسب ما افاد الشهود الذين عايشوا الجريمة لوالد عبدالله. الذي اضاف أن لا احد يعلم اين تم دفن جثمان ولده.
فيما لا يزال مصير 7 مختطفين اخرين من رفاق عبدالله مجهولاً حتى الآن. على حد قول علي الحيي.
( الثمانية المخفيين في سجون عدن من ابناء ذمار )
“عبداللاه فضل محمد الازرقي” مغترب يمني عائد من السعودية من أبناء محافظة الضالع. واثناء وصوله عدن العام الماضي تم اختطافه من قبل عصابة إجرامية تابعة للانتقالي الجنوبي ونهب كل أمواله وضربه بطريقة وحشه حتى فارق الحياة ثم احرقوا سيارته وتم رمي جثته بساحل عدن، لم يتمكن أهالي الضحايا من الحصول على العدالة، للقبض على الجناة والاقتصاص من قتلة ابنهم كون الجاني يمثل سلطات الأمر الواقع في عدن.
عبداللاه فضل محمد الازرقي من ابناء الأزارق الضالع
لا يزال ناشطوا مواقع التواصل الاجتماعي يفجرون مثل هكذا جرائم يوما بعد يوم، مناشدين المنظمات الدولية والحقوقية في العالم التدخل لوضع حل لهذه الجرائم البشعة التي تمارسها عصابة “الانتقالي الجنوبي” التابع للإمارات بحق أبناء الشمال، وهل ستتوقف عصابة الانتقالي من جعل عدن “مثلث الموت” الذي يبتلع أبناء الوطن الوحد.