متابعات / وكالة الصحافة اليمنية //
انهارت الخطوط الأمامية لقوات “الرئيس اليمني المنتهية ولايته، عبد ربه منصور هادي”، في ما تبقّى من مناطق واقعة خارج سيطرة الجيش و«اللجان الشعبية» في مديرية الجوبة جنوب مدينة مأرب، لتسقط إثر ذلك مدينة الجديد، مركز المديرية، بشكل كامل، ومعها المناطق المحيطة بها كافة.
وفَتح هذا التطوّر الباب أمام قوات صنعاء للتقدّم شمالاً، وتطويق مديرية جبل مراد، آخر مديريات جنوب المحافظة، من كلّ الجهات، ما أفقد المواجهات فيها أيّ أهمية عسكرية، بعدما تمّ تجاوزها جغرافياً وأصبحت في مؤخّرة الجبهة.
وأفادت مصادر قبلية، «الأخبار»، بأن «معركة مدينة الجديد استمرّت قرابة أسبوع، واستخدم فيها الطرفان الأسلحة كافة من مواقعهما الدفاعية والهجومية التي كانت في محيط المدينة، إثر تمكّن قوات صنعاء قبل أسبوعين من السيطرة على منطقة واسط، وفرضها سيطرة نارية على مثلّث الطريق الذي يربط محافظتَي مأرب والبيضاء مطلع الأسبوع الجاري».
وأضافت المصادر أن «الجيش واللجان حسما معركة مركز مديرية الجوبة، بعدما تقدّما في محيطه، وسيطرا على المواقع الاستراتيجية الحاكمة، ومنها الجبال المحيطة به كجيل الكتف المطلّ على الطريق الرابط بين الجوبة وجبل مراد، والذي كانت قوات هادي تستخدمه كطريق إمدادات عسكرية»،
وأشارت المصادر إلى أن «فقدان قوات هادي السيطرة على منطقة نجا الواقعة في محيط مدينة الجديد أفقدها توازنها، وعلى رغم محاولاتها استعادة تلك المناطق الاستراتيجية مسنودة بغارات كثيفة تجاوزت 300 غارة شنّها طيران التحالف السعودي – الإماراتي على مناطق التماس، فقد فشلت في صدّ هجمات قوات صنعاء ووقف تقدّمها، لتسيطر الأخيرة بشكل مباغت على مفرق طريق مأرب – البيضاء كلياً، وتتقدّم صوب مركز مديرية الجوبة، بعد سيطرتها على قرية العمود التي كان التحالف عمل على تحويلها إلى مركز لتدريب التيّارات السلفية المتطرفة».
ولفتت مصادر عسكرية في مأرب، من جهتها، إلى أن الجيش و«اللجان» «سيطرا على جبل النزيلة بعد تحرير مركز الجوبة، كما استكملا السيطرة على مفرق البيضاء – حريب، وجبل الكتف الاستراتيجي غربي المديرية»، مضيفة أن «قوات هادي فرّت إلى منطقة يعرة، ومنها إلى منطقة الفلج التي أنشأت فيها خطوط دفاع هشّة قبل أيام للدفاع عن البلقَين الأوسط والشرقي الواقعَين في المدخل الجنوبي لمدينة مأرب».
وبحسب مصادر مطلعة، فإن «المواجهات استمرّت الأربعاء في محيط نقطة الفلج الواقعة جنوب مدينة مأرب، والتي تبعد 9 كلم عن الأحياء الجنوبية للمدينة، وإن قوات هادي تحاول إعاقة تقدّم قوات صنعاء نحو المدخل الجنوبي، والذي سيمنحها فرصة إغلاق مركز المحافظة وفرْض الانسحاب منه على قوات هادي».
وبعد تقدّم الجيش و«اللجان» باتجاه منطقة النجا، ومفرق مديرية جبل مراد، وقطع الإمدادات عن آخر مديريات جنوب مأرب، وفرض طوق عسكري شبه كامل على قوات هادي المتمركزة فيها، وبالتالي إحكام إغلاقها، فُتح باب المفاوضات مع قبائل المديرية لتجنيب قراها القتال.
وفي هذا الإطار، علمت «الأخبار»، من مصادر قبلية، أن حركة «أنصار الله» وسّطت زعماء مشائخ من قبيلة مراد لـ«إقناع المتبقّين في صفوف هادي وتحالف العدوان بالعودة إلى الصفّ الوطني». ووفقاً للمصادر، فإن «قبائل جبل مراد تجاوبت مع الوساطة القبلية التي اشترطت تسليم السلاح الثقيل لقوات صنعاء، مقابل منْح الأخيرة الأمان لكلّ المُغرَّر بهم من أبناء المديرية، للعودة إلى منازلهم بأمان».
كما نصّ الاتفاق على تأمين خروج آمن للمقاتلين في صفوف قوات هادي وميليشيات «الإصلاح»، وتسليم مركز جبل مراد، مدينة العادي، لأبناء قبيلة مراد المنتسبين إلى الجيش و«اللجان».