المصدر الأول لاخبار اليمن

الانتقال من مربع الحلفاء إلى خانة الأعداء.. السعودية تصنع خصومها!

تحليل / وكالة الصحافة اليمنية //

 

يفترض بالجمهورية اللبنانية أنها حليفٌ وثيقٌ للسعودية فأكثر من نصف الحكومة اللبنانية هم في خانة الأصدقاء الوثيقين للمملكة بدءاً من تيار المستقبل إلى تيار سمير جعجع وغيرها من التكتلات السياسية المعقدة للمشهد في لبنان..

ما يمكن أن يوصف بأنه ردّة الفعل المتشنجة من قبل المملكة تجاه كُلِّ لبنان بما في ذلك حلفاءها داخل الحكومة اللبنانية يعكس درجةً كبيرةً من اللا وعي السياسي والفشل الدبلوماسي الذي تعيشه الحكومة السعودية ليس فقط لأنها تضع بيضها كلّه في سلّة واحدة بل لأنها أيضاً تعمل بوتيرةٍ عاليةٍ على صنع أعداءها بنفسها وبصورةٍ طوعية..

ما تمارسه الرياض تجاه لبنان وتحديداً الحكومة في بيروت لا يمكن أن يخرج عن دائرة الاستعلاء الذي يفترض أنه ينافي الندية المفترضة في العلاقات الدبلوماسية والسياسية بل والمصلحية بين الدول..

يوجد في الداخل اللبناني وفي التكتلات المكونة لحكومة المحاصصة اللبنانية العديد من أصدقاء المملكة الذين لم تراعيهم السعودية في ردة فعلها المتشنجة تجاه الحكومة اللبنانية..

 

الرياض تدفع شرائح جديدة للتعاطي مع الملف اليمني

وضع رئيس الحكومة اللبنانية ورئيس جمهوريتها أمام خيارٍ قد يبدو شبه مستحيلٍ وفق المعطيات الراهنة يؤكد أن المملكة ليست حريصة على حلفاءها بل إنها ماضيةٍ وبلا وعيٍ في استنساخ أعداءها..

ليس ذاك فحسب بل إن السعودية تخدم القضية اليمنية وتعمل على نشر مظلوميتها من حيث لا تدري فعجز الرياض عن كبح ردة فعلها المتشنجة تجاه تصريحات وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي، تدفع شريحةً لم تكن متابعة للقضية اليمنية للاهتمام بها بل والتضامن معها..

في هذا السياق وعلى سبيل ضرب المثال فقط فإن الكثير من التجمعات السياسية في لبنان لم تكن تتابع باهتمامٍ كبيرٍ مجريات أحداث الحرب على اليمن، وما يحصل فيها من انتهاكات، لكن الإجراءات العقابية التي تطال الشعب اللبناني حكومة وشعباً ستدفع بصورةٍ حتمية هذا الشريحة وغيرها من اللبنانيين لمتابعة الشأن اليمني بصورة أكبر بل والتضامن مع اليمن الذي يواجه مظلوميةً مستمرةً منذ أكثر من سبعة أعوام..

تضييق خناق وعقاب جماعي

 

الحملة الإعلامية الشرسة التي تعرض لها الوزير جورج قرداحي والضغوط الشديدة التي تعرضت لها الرئاسة اللبنانية أضافت أعباء جديدةٍ وغير متوقعة كانت حكومة الرئيس نجيب ميقاتي في غنىً عنها في هذا الظرف الحرج الذي تحاول عبره الحكومة اللبنانية الخروج من عنق زجاجة الانهيار الوشيك للحكومة ونظام المصالحة السياسي والاقتصاد اللبناني..

لم تكتفي المملكة في إطار انجرافها وراء ردة فعلها المتشنجة بالكشف عن تدخلها في السيادة اللبنانية بشكل مباشرٍ بالضغط على الحكومة اللبنانية مطالبة إيّاها بإجبار وزير الإعلام على مغادرة التشكيلة الحكومية بصورةٍ استفزازية بل سارعت الرياض لمعاقبة الشعب اللبناني بشكلٍ جماعي وبدأت أولى تلك الإجراءات بإعلان إيقاف ومنع دخول الواردات اللبنانية إلى المملكة الأمر الذي وصف في الأوساط الإقليمية والدولية بأنه عقابٌ جماعي تمارسه الرياض بحق الشعب اللبناني الذي يعاني اقتصاده من حاله شبه انهيارٍ تام.

ردة الفعل السعودية المتشنجة على تصريحات الوزير اللبناني التي قالها قبل أسابيع من تعيينه في التشكيلة الصعبة للحكومية اللبنانية كان يمكن أن تتوقف عند استدعاء السفير السعودي في بيروت أو توجيه السفارة السعودية رسالة احتجاج للخارجية اللبنانية؛ لكن الأمر تجاوز ذلك لتوظيف هذه الأزمة المختلقة بإضافة مزيدٍ من التعقيدات القاتلة على الحكومة والشعب اللبناني..

ما تقدم يؤكد بأن ما جرى لم يكن مجرد ردة فعلٍ طارئة بل تحركٌ ضمن استراتيجيةٍ ممنهجةٍ تستهدف اغراق لبنان في مزيدٍ من التعقيدات التي يفترض أعداء لبنان أنها ستوصله الى الانهيار الشامل والفوضى..

استعداء كل المناهضين وخلق أعداء جدد

 

تجاوز السعودية لكل المسارات المنطقية وغير المنطقية في ردة فعلها على رأيٍ يفترض بأنه يجب أن لا يتم تحميله أكثر مما يحتمل، لا سيما فيما يخص العلاقات بين الدول ومصالح الشعوب يؤكد بأن الرياض ماضيةٌ في مسار استعداء المزيد من الأصدقاء والحلفاء فالرأي العام العربي صار متابعاً بصورةٍ أكبر لمجريات الحرب على اليمن وستساهم قضية الوزير جورج قرداحي في إيجاد رأيٍ عام مناهض لهذه الحرب في كل الدول العربية..

وصول هذه المعادلة الى هذا المنحنى المنطقي يؤكد بأن الرأي العام في كل الدول العربية والإسلامية سينتقد بصورةٍ أكبر هذه الحرب وسيوجه سهامه تجاه قوى التحالف وجرائمها المتواصلة بحق المدنيين في اليمن..

“هل ستعادي السعودية كل دولةٍ تنتقد النخب السياسية والإعلامية فيها الحرب على اليمن وتسلط الضوء على جرائم التحالف..!

تساؤل منطقيٌ ستجيب عنه السياسات الإقليمية للسعودية في المنطقة والتي يبدو أنها فقدت اتزانها الدبلوماسي وتاهت بوصلتها السياسية بعد سبع سنواٍ عجافٍ من الحرب على اليمن.

قد يعجبك ايضا