ترجمة : أحمد عبدالرحمن قحطان // وكالة الصحافة اليمنية //
نشرت مجلة “BuzzFeed News” الأمريكية تقريراً أعده مراسل التحقيقات والمحرر في المجلة، الصحفي الأمريكي “آرام روستون”، تحت عنوان “:هذا الأمريكي يعمل كجنرال لجيش أجنبي متهم بجرائم الحرب في اليمن.
وقالت المجلة أن “ستيفن توماجان”، قضى معظم حياته المهنية كضابط في الجيش الأمريكي – لكن في هذه الأيام فإن البلد الذي يخدم فيه ليس الولايات المتحدة ولكنها دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث يخدم الأن هناك برتبة (لواء) في الجيش الإماراتي، وفقاً لتصريحاته الخاصة وموقع الحكومة الإماراتية.
وأكدت المجلة أن الضابط الأمريكي “ستيفن توماجان” ترأس فرع المروحيات العسكرية الإماراتية في الوقت الذي تقاتل فيه القوات الإماراتية في أحد أكثر الصراعات دموية في العالم: الحرب الوحشية في اليمن ، والتي تسببت بإصابة أكثر من مليون شخص بوباء بالكوليرا، وتركت 8 ملايين شخص عرضة لخطر المجاعة، وقتلت وجرحت ما يقارب 5000 طفل. كما واجهت الإمارات وشركاؤها في الحرب اتهامات بارتكاب أعمال وحشية، إلا أن “توماجان” يقول إنه لا يشارك في تلك الحرب.
وتقول المجلة، أن اللواء “توماجان”، يقول :” أن تكون جنرالاً في جيش الإمارات العربية المتحدة لهي خطوة إلى الأمام” ، الذي ترك الجيش الأمريكي كضابط برتبة ملازم أول ، وكان فيما مضى يدير وظيفة جانبية في شركة مكملات نسائية في ولاية (تينيسي) تُعرف باسم “Breast Wishes”.
واعتبرت المجلة، أن هذه الخطوة تمثل تصعيدًا ملحوظًا للدور الذي يلعبه المتعهدون العسكريون الأمريكيون المستقلون في النزاعات الأجنبية. ففي حين أن المتعاقدين العسكريين أصبحوا منخرطين بعمق في الكثير من الحروب في جميع أنحاء العالم ، فإنهم عادة ما يبقون ملتزمين بحدود صارمة مثل: تقديم المشورة، التدريب، وتقديم الإمدادات الى الجيوش الأجنبية – ولكنهم لا يخدمون فيها بالفعل. هذا هو ما يميز الفرد بين كونه مقاول أو مرتزق، ودور “توماجان” يطمس هذا التمييز.
موقع إلكتروني تابع لحكومة الإمارات العربية المتحدة أعلن أن “قائد الأركان العامة الطيار ستيفن أ. توماجان” هو “قائد” قيادة الطيران المشتركة لدولة الإمارات العربية المتحدة، والتي، وفقًا للخبراء في القوات المسلحة لدولة الإمارات، تدير معظم طائرات الهليكوبتر القتالية في البلاد. كما يقول الموقع إنه مسؤول عن التدريب والإعداد القتالي و “تنفيذ جميع مهام الطيران”.
واشارت المجلة إلى أن “توماجان” ظهر بمقطع فيديو نُشر في موقع وزارة الدفاع الأمريكية وهو يقول “أنا القائد العام لقيادة الطيران المشتركة في الإمارات العربية المتحدة”، مضيفاً بأن “دولة الإمارات هي دولة صغيرة جداً، ونحن – ويعني الإمارات – لا نمتلك الأرض التي تمتلكونها أنتم – أي الأمريكيين – لأداء مثل هذا النوع من الفعاليات التدريبية، لذلك نحن بالتأكيد نقدر الضيافة التي أظهرتموها تجاة الإمارات وتجاه جنودي”.
ولفتت المجلة إلى أن البطاقة التجارية – الفيزا كارد – الخاصة بـ “توماجان” تؤكد أنه فعلاً جنرال في دولة الإمارات، مشيرة إلى أنه وعندما تم التواصل معه بالهاتف الخلوي في أبو ظبي، أجاب بصوت رسمي: “الجنرال ستيف”.
وأضاف “توماجان”، في حديثه مع المجلة، :”أنا لواء في دولة الإمارات العربية المتحدة”، وذلك عندما شهد في جلسة استماع لحضانة الأطفال في فلوريدا، مضيفاً “لدي التزامات وواجبات، وأمتلك رتبة، ومسؤوليات لواء” لكن وبعد برهة قصيرة جداً قال: “أنا لست من ضمن قواتهم المسلحة حالياً”.
وفي رسائل متبادلة على ال WhatsApp مع مجلة BuzzFeed News ، قال توماجان، الذي تقاعد من الجيش الأمريكي في عام 2007 بعد 20 عامًا من الخدمة: “لم يؤد “ستيفن توماجان” الولاء للإمارات ولا هو في الجيش الإماراتي”. وأضاف، “ستيفن توماغان هو مقاول مدني يمتلك ثقة نائب القائد الأعلى الذي طلب منه تشكيل قيادة الطيران المشتركة لدولة الإمارات العربية المتحدة”. وقال إن القوات التي تقاتل في اليمن ليست تحت قيادته، وأن أنشطته مصرح بها من قبل حكومة الولايات المتحدة.
بدوره يقول الجيش الأمريكي إنه يقوم حاليًا بمراجعة وضع “توماجان”، كما قالت وزارة الخارجية الأمريكية إن القانون يمنعها من مناقشة قضايا محددة ، رغم أنها تقول إنها لم تسمح لأي مقاول بتقديم “وظائف قيادة مباشرة” لصالح جيش أجنبي.
ويشير “شون ماكفيت”، وهو عضو في المجلس الأطلسي، والذي كتب كتابًا عن المتعاقدين العسكريين المستقلين بالقول:” كنت ضابطًا في الجيش الأمريكي”، “وأول شيء تتعلمه كضابط مستجد هو أنك مسؤول عن كل ما تنجزه أو تفشل فيه وحدتك، وهذه هي العقيدة العسكرية في جميع أنحاء العالم. وإذا كان قد انتهى الأمر بوحدته الى أنهم يطلقون النار على الأبرياء، فمن وجهة نظر عسكرية، فهذا الدم يقع على عاتقه”.
ويقول السيد “بيتر سينغر”، وهو محلل استراتيجي يعمل لصالح مؤسسة “New America”، وهي مؤسسة فكرية غير ربحية: “إذا انتهى المطاف بإحدى الضربات الجوية التي تقوم بها الولايات المتحدة الى نهاية سيئة، فهناك مجموعة واضحة من الإجراءات التي تأتي بعد ذلك”، “وحتى لو كانت تلك الإجراءات ليس دائمًا مثالية، ولكنها على الأقل تفضي الى نتائج، وفي بعض الحالات هناك محاكم عسكرية”. أما بالنسبة إلى “توماجان” فقد قال: “ما هي الإجراءات التي من المفترض اتباعها هنا؟ لهذا الفرد تحديداً؟.
وعلى خلفية حربها في اليمن، تشارك دولة الإمارات في “فريق تقييم الحوادث المشترك” الذي ينشط من المملكة العربية السعودية والذي غالباً ما قام (بالتنظيف) وراء مخالفات التحالف الناجمة عن الغارات الجوية. وقد قالت هيومن رايتس ووتش إن التحالف “غير راغب في إجراء تحقيقات جادة في الانتهاكات المزعومة لقوانين الحرب”.
ويقول رجال الأعمال والضباط المتقاعدون المطلعون على موقف “توماجان” إن الحكومة الأمريكية بدت وكأنها غضت الطرف عن أفعاله. كما قال مسؤول تنفيذي كبير في شركة مكلفة بالتأكد من امتثال “توماجان” للوائح الولايات المتحدة إنه استقال من منصبه لأن “توماجان” لن يمنح حق الوصول لضمان أن يكون هو وقيادة الطيران المشتركة في حالة امتثال.
وفي خضم ما سبق، تم التقاط صورة ل “توماجان” البالغ من العمر 53 عاماً وهو يرتدي بدلة الطيران مع العلم الإماراتي على كتفه وما يبدو بأنه شارة لواء إماراتي على كتفيه، الا أنه أخبر مجلة BuzzFeed News أنه “لا يرتدي الزي العسكري لدولة الإمارات العربية المتحدة” ولكنه “يرتدي شارة الرتبة للحصول على النظام الجيد والانضباط داخل الوحدة.