قال موقع ” ناشنال انترست” الدولي إن نظام الدفاع الجوي السعودي يُعاني فشل ذريع على الرغم من إنفاق السعودية لمليارات الدولارات من المملكة.
وقال الموقع إن “هجمات أنصار الله المتكررة كشفت عن ضعف نظام الدفاع الجوي السعودي الذي كلّف الرياض مليارات الدولارات، ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي تفشل فيها صواريخ الباتريوت بصد الهجمات التي تتعرض لها المملكة”.
وأضاف أن “جميع أنواع الدفاعات الجوية التقليدية يمكن أن تكافح هجمات الطائرات بدون طيار الصغيرة، ومواجهة هذه المشكلة بالنسبة للسعودية لا تتمحور حول نشر معدات عسكرية غالية، بل تتمحور حول جمع المعلومات الاستخبارية لوقف أي هجوم قبل أن يبدأ”.
وقال التقرير إن الرياض أنفقت في السنوات الأخيرة مليارات الدولارات لبناء ست كتائب من صواريخ باتريوت أرض جو الأمريكية الصنع والرادارات المرتبطة بها.
ولفت التقرير إلى أن الهجوم على منشآة آرامكو فشل فيه العسكريون السعوديون عندما حاولوا اعتراض وابل من الصواريخ التي استهدفت الرياض في 25 مارس/آذار 2018.
حيث أطلقت قوات الحوثيين سبعة صواريخ على الأقل في تلك الليلة، ليطلق الجيش السعودي صواريخ باتريوت المتقدمة من طراز “القدرات-2” في محاولة لتدمير صواريخ الحوثيين في الجو.
ولفت التقرير إلى أن فشل الباتريوت استدعت الصواريخ الخاطئة ذكريات إخفاقات مماثلة تورط فيها صواريخ باتريوت التي تديرها الولايات المتحدة خلال حرب الخليج عام 1991 وغزو العراق عام 2003.
وقال ثيودور بوستول، عالم الفيزياء في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا والناقد البارز للدفاعات الصاروخية الأميركية: “إنها ليست سوى سلسلة من الكوارث التي لا تنقطع مع نظام الأسلحة هذا.
من جهة ثانية أشار التقرير، إلى الرياض بحاجات دفاعات صاروخية أفضل، فقد كتب مارك شامبيون لوكالة بلومبرج أن “المملكة العربية السعودية تجري محادثات للحصول على نفس نظام الدفاع الجوي المتقدم S-400 الذي اشترته تركيا مؤخرا من روسيا”.
وتواجه السعودية “وضعاً خطيراً” بعد أن أوشك مخزونها من صواريخ باتريوت على النفاد، فطلبت من الولايات المتحدة وقطر ودول أوروبية تزويدها بالمزيد.
وتعتمد السعودية، بشكل أساسي، في دفاعاتها الجوية على منظومة الدفاع الصاروخي باتريوت، أمريكية الصنع، وتستخدمها الرياض في التصدي لهجمات الحوثيين، الذين يستخدمون الطائرات المسيرة والصواريخ في مهاجمتها.
ونوه التقرير إلى أن تكثيف أنصار الله هجماتها في الأشهر الأخيرة، قد أدى إلى قرب نفاد المخزون السعودي من ذخيرة الدفاع الجوي.
أمريكا تواصل حربها على اليمن
وتطرق التقرير إلى موافقة وزارة الخارجية الأمريكية على بيع نظام الصواريخ جو-جو متوسطة المدى المتقدمة، بقيمة 650 مليون دولار، وتم إخطار الكونغرس بذلك، بعد أن طلبت الرياض شراء 280 صاروخاً و596 منصة إطلاق من هذا النوع؛ لصد هجمات الحوثيين.
وقال مسؤول كبير بالإدارة الأمريكية إن “الولايات المتحدة ملتزمة تماماً بدعم الدفاع الإقليمي للسعودية، وضمن ذلك ضد الصواريخ والطائرات.
تكاليف باتريوت
وتبلغ تكلفة الصاروخ الواحد في المنظومة الدفاعية الأمريكية باتريوت مليون دولار، بحسب وول ستريت جورنال، بينما لا تزيد تكلفة الصاروخ أو المسيَّرة التي يطلقها الحوثيون على 10 آلاف دولار فقط.
وتظل التكلفة العالية لتلك الصواريخ مشكلة في حد ذاتها، لكنها مشكلة على المدى الطويل، أما المشكلة الآنية فهي توفير الصواريخ قبل أن ينفد المخزون السعودي منها تماماً.
وليس معروفاً على وجه الدقة كم كان لدى السعودية من الصواريخ الاعتراضية التي يستخدمها نظام باتريوت، ولا المقصود بقرب نفاد المخزون.
لكن على أية حال، وجود أقل من عدة آلاف من الصواريخ الاعتراضية في المخزون بالنسبة لدولة تتعرض لهجمات مستمرة، كما هو الحال بالنسبة للسعودية، يمثل خطراً حقيقياً، بحسب الخبراء.
وقال مسؤول سعودي للصحيفة الأمريكية: “الهجمات بالطائرات المسيَّرة من جانب الميليشيات الإرهابية تعتبر خطراً أمنياً عالمياً جديداً نسبياً، ولاتزال وسائل التصدي لتلك الهجمات في طور التشكُّل”.
حديث المسؤول السعودي يقصد منه أمرين: الأول يتعلق بالتكلفة العالية للتصدي لتلك الهجمات، فطائرة مسيَّرة محملة بالمتفجرات ولا تزيد تكلفتها على 10 آلاف دولار، تحتاج لإطلاق صاروخ اعتراضي واحد على الأقل من بطارية باتريوت للدفاع الجوي، وتكلفة الصاروخ مليون دولار.