تقرير خاص: وكالة الصحافة اليمنية
بخطوات مدروسة سياسية وثقافياً وعسكرياً ودينياً، استطاعت اسرائيل اليوم الحصول على أول اعتراف رسمي واقعي وفعلي بأن القدس عاصمة لها.
ومنذ أعلن الرئيس الامريكي دونالد ترامب عن اعتزامه نقل سفارة بلاده من تل أبيب الى القدس أثناء حملته الانتخابية، وبعد فوزه بمنصب الرئاسة، دأبت إدارة البيت الابيض العمل على وضع مخطط زمني لتنفيذ وعد ترامب الذي لا بد من الاوفاء به مع شعب اسرائيل ولوبياتها التي من الممكن أن تضع حداً لوجوده كرئيس في حال لم يفي بوعده.
ذهبت السياسة الأمريكية لاختلاق أزمات في منطقة الشرق الأوسط وخلط العديد من الأوراق وإضعاف بعضها وإشغال بعض القوى الاقليمية والعربية التي كان من الممكن أن تؤثر على مشروع نقل السفارة الى القدس.
وبعد تحديد موعد لنقل السفارة اضطرت الادارة الامريكية للقيام بعدة استفزازت لبعض الدول والأنظمة العربية كجس للنبض وبناء احترازات واحتياطات بناء على ردود أفعال تلك الأنظمة والقوى.
اختلقت في بادئ الأمر أزمة بين الدول الخليجية مع شقيقتها قطر لتضمن بتلك الضربة تمييع وتضييع أي صوت خليجي سواء رسمي او شعبي بالرغم من ثقتها بتبعية تلك الأنظمة الملكية التابعة لها في الجزيرة العربية.
ومع اقتراب موعد نقل السفارة حشدت واشنطن ثلاث دول الى جانبها لشن عدوان على سوريا في إطار دراسة ردود الأفعال وإشغال الشعوب العربية بقضايا أخرى كثيرة ليس لا يكون من بينها نقل السفارة الى القدس، وانشغل النظام السوري فعلاً بالدفاع عن نفسه وعن أراضي شعبه الذي يقاتل منذ عدة سنوات عشرات الجماعات الارهابية التي دعمتها ومولتها أمريكا واسرائيل ودول الخليج.
وقبل نقل السفارة بأيام أقدم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على اتخاذ قرار مثير للجدل قضى بانسحاب أمريكا رسمياً من الاتفاق النووي الذي تم توقيعه بين إيران والدول الغربية إبان حكم الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، ليضع الادارة الايرانية في موقع الدفاع عن ذلك الاتفاق النووي والانشغال به بدلاً من الانشغال بإصدار بيانات تضامنية مع اللفلسطينيين وتسيير مظاهرات لرفض قرار نقل السفارة وهو ما حصل بالضبط.
اليوم الثلاثاء يواجه وفي هذه اللحظات يحتفل نتنياهو وإيفاكا ترامب بافتتاح سفارة واشنطن في القدس في الوقت الذي يواجه الفلسطينيين بالرصاص الحي إثر مشاركتهم في مسيرة العودة وسط صمت عربي ودولي وتواطئ عربي خليجي واضح مع أمريكا واسرائيل.
لم نسمع اليوم أي قرارات أو إدانات لقرار واشنطن الذي نقل السفارة الى القدس فعلياً وأعلنها عاصمة أبدية للشعب اليهودي، وعلى استحياء نقرأ بعض ردود الافعال العربية والاسلامية تندد بالمجازر التي ترتكب بحق المشاركين بمسيرة العودة، وخلت معظم البيانات الصادرة من بعض الخارجيات العربية من أي إشارة الى موضوع نقل السفارة الأمريكية.