صنعاء/وكالة الصحافة اليمنية//
بقلم: محمد علي الحوثي *
لماذا لا تعلن الأهداف قبل ضربها ويتم العمل بخلاف الحرب النفسية التي يحاول ان يمررها تحالف العدوان على الشعب اليمني، ويعمل من خلال وسائل إعلامه على إرهاب المواطنين.
إن الحديث عن هذه النقطة يتطلب منا معرفة الإستراتيجية لدى قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي في قواعد الاشتباك، فالموضوع ليس قلق من ذكر أهداف، لكن إعلانها يهدف إلى ضرب نفسية العدو أو ضرب نفسية الشعوب التابعة للأنظمة.
إن نظرية السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي أولاً مبنية منذ اليوم الأول للعدوان على أن الفعل يسبق القول لذلك سلك إستراتيجية في الحرب مغايرة لما يقوم بها الآخرون من التهديد وقائمة أهداف وحرب معنوية إلى حقيقة واقعية تجعل العدو في حالة من التخبط وعدم معرفة الهدف وهي حرب نفسية أعظم وأشد من تحديد الهدف.
إن مثل هذه الإستراتيجية الحربية التي سلكها قائد الثورة والتزم بها الجميع تعتبر بكل المقاييس العسكرية طريقة جديدة يجب أن تثرى بالدراسات ، وتستهدف أصحاب الإجرام من أهل القرار أنفسهم ، فهو – قائد الثورة – أمام الكيان الصهيوني قال إذا ارتكب العدو الصهيوني اي حماقة فإنه سيتم قصف الأهداف الحساسة جداً، وهذه تنطبق مع ما أعلنه أن الفعل ثم القول.
إن معرفة القائد حفظه الله من خلال ما يعلن من قواعد للاشتباك والتي تكون عادة في خطاب الفعالية الرئيسية لميلاد النبي محمد صلى الله عليه وعلى آله سيجد قائداً لايجارى في معرفة المعركة وأهمية المواجهة فيها وفي كيفية نظرته لأهداف العدوان وكيفية مواجهتها ، فالقائد الذي أعلن أنها معركة النفس الطويل هو نفسه الذي أعلن ان هدف العدوان ليس السلام وإنما إبقاء الشعب اليمني في حالة اللا سلام واللا حرب وهو المحال قبوله..
وبهذا أوضح ان كل تحركاتهم وشعاراتهم زائفة ، ولعل من أوضح الادلة على مصداقية ما قاله القائد أن دول العدوان التي تحاصر اليمن وتدّعي التزامها بالحل السياسي هي ذاتها التي ترفض فك الحصار والسماح بدخول الاحتياجات الأساسية للحياة ، مع أن ذلك الفعل العدواني مخالف لقرارات مجلس الامن، ومزعوم القرار ٢٢١٦ ، الغير ملزم ، والذي حدد أنه عند الاشتباه فقط في حالة مرور سفينة محملة بالسلاح يسمح بالتفتيش ، ومع ذلك يُخْضِعُون كل السفن للتفتيش ، مع أنها تأتي في الأغلب من موانئ جدة ودبي أو دول مشاركة في العدوان أو دول أخرى لا يمكن ان تسمح بتحميل أسلحة للجمهورية اليمنية.
لأن شبكة مصالحها مع دول العدوان أهم لديها من المغامرة بها للشعب اليمني المحاصر.
أما الدول التي تُتهم بتقديم الدعم للجمهورية اليمنية فلا يوجد خطوط ملاحة معها أصلاً، ومع ذلك يستمرون في الحصار لبلدٍ يُصَنَّف بمواجهته لأسوأ أزمة صنعها قادة تحالف دول العدوان واجرامهم.
ان استمرار خنق الشعب في احتياجاته الأساسية يؤكد ما قاله القائد عن شطوطهم عن السلام وعدم حرصهم على الشعب اليمني ، وأنهم يمارسون حرب الإبادة كما وصفهم القائد.
ان استراتيجة قواعد الاشتباك التي يتبعها القائد اليوم بتفعيل خيارات الدفاع تؤكد أن قائدنا الملهم لم تغب عنه معرفة حقيقة المعركة وتوصيفه لها بمعركة النفس الطويل.
لذلك تجد الشعب اليمني يلتفّ حول قائد أثبت من الميدان معرفته العميقة بكيفية المواجهة لدول جارة لاتملك قرارها المستقل ، ولا تستطيع ان تتخذ قراراً بمفردها ، وأنها تستقي توجيهاتها من قمم الرباعية تارة ً ومن التوجيهات المباشرة تارةً اخرى ومن دول مشاركة مستفيدة من المعركة بهدف تشغيل مصانع السلاح ومضاعفة إنتاجها، والاستمرار في حلب الدول الجارة تحت ضغط الخوف والازمات والفوبيات المتعددة ، وتعمل على إرهاب الدول الجارة للإستمرار في المعركة التي تستهدفها أولاً بما ستؤول إليه من نتائج كارثية ستنعكس على واقعها الداخلي اقتصاديا وأمنياً وسياسياً وتضعها في وضع حرج جداً أمام شعوبها المتطلعة الى السلام والاستقرار فترتطم فجأةً بواقع مأساوي تتابع فيه عليهم الازمات تلو الأزمات نتيجة سياسيات أنظمتها المرتهنة للخارج.
وبالمقابل تلك الدول التي تستثمر دول الجوار ، وتستغلها لتحقيق اهدافها غير النزيهة ، ترمي لأنظمة هذه الدول باستراتيجية الوهم الإقتصادي التي تسيطر عليه أساساً الدول الكبرى المستفيدة نفسها من الأزمات ، وكان الأجدى بالدول الجارة المعتدية لو كانت تريد بناء قوة اقتصادية ان تحافظ أولاً على ما لديها من موارد وما تعود به عليها هذه الموارد في صناديقها قبل التعلق بالمستقبل الذي يرتبط مصيره بشركات تبتزها حتى بقرار القبول بالاستثمار لديها.
ان ابسط مقارنة بين ما ينتهي إليه العدو من قواعد للاشتباك مع ما يتم المواجهة له يؤكد ثلاثية النصر المتمثلة في ” قائد يتوكل على الله” و يتمثل في شخصيته المرتبطة بالقرآن الكريم ويرتوي من ينبوعه و بين “رجال يعملون وفق توجيهات القائد بدون تواني أو كلل” و “شعب يتّحد صفّه و يؤمن بقناعة مظلوميته” وبوجوب مواجهة العدوان – الأمريكي البريطاني السعودي الإماراتي وحلفائه – المتغطرس والذي يمارس الارهاب والاجرام ضده هذا الشعب.
من خلال ماسبق ندرك بعمق أن القائد يحافظ على نفسيات المواطنين المقيمين في السعودية والإمارات وغيرها من مناطق الاشتباك، ويلتزم أيضاً التزاماً إيمانياً بعدم استهدافهم، ويجعل من الأهداف التي تمثل ردعاً لأنظمتها هي المستهدفة فقط ، بالإضافة إلى معركة الدفاع البرية وبما يناسب إستراتيجية معركة النفس الطويل.
لذلك على بايدن إن أراد السلام في اليمن أن يوجه توجيها مباشرا لحلفائه بوقف العدوان ورفع الحصار ، وستنتهي الحرب وقبل أن يطلب مشاركة الطرفين ولن يكون الأمر صعبا للغاية كما زعم ، وستنتهي الاستحالة التي زعمها عندما تعاملوا مع قرار الحرب عندما كان بايدن في منصب نائب الرئيس أوباما.
صنعاء- الخميس-20 يناير 2022
*عضو المجلس السياسي الأعلى