اعتبر موقع “إنترسبت” أن الهجمات التي شنها أنصار الله مؤخرا على أبوظبي كشفت “فقاعة الأمن في الإمارات”، مشيرا إلى أن تلك الهجمات جاءت نتاجا لـ “تحويل ولي العهد الإماراتي، الشيخ محمد بن زايد بلاده إلى محارب نشط في اليمن”.
وذكر الموقع الأمريكي، في تحليل له، أن الإمارات أنشأت نظاما اقتصاديا وسياسيا اعتمد على موقعها كملاذ آمن في منطقة غير مستقرة، ودفع ازدهارها الناس حول العالم للعمل والعيش والاستثمار في البلد الخليجي الصغير.
وأضاف الموقع بأن نجاح الإمارات ينظر إليه على أنه “فقاعة من الثروة الباهظة التي نمت وتطورت في الصحراء على مدى عقود قصيرة، بفضل مساهمة العمال والمهنيين الوافدين”، إلا أن “هشاشة هذه الفقاعة برزت هذا الأسبوع عندما وصلت الحرب التي ساهمت فيها الإمارات باليمن الفقير إلى أبوابها”.
وأوضح أن التآكل التدريجي للفقاعة الأمنية في الإمارات مرتبط بشكل كبير بالقرار الذي اتخذه “بن زايد”، والذي رسم طريقا حازما للإمارات في السياسة الخارجية، إذ لعب دورا قياديا في دعم التحالف للحرب في اليمن، ما أدى لجعل بلده محاربا نشطا في النزاع الذي دمر أفقر بلد بالمنطقة.
وأشار التحليل إلى مشاركة الإمارات أيضا في الحرب الليبية المستمرة منذ عدة سنوات، ما ساعد على تعزيز صورة البلد التي لقبت بـ “إسبرطة الصغيرة”، وأنها قادرة على مواجهة قوى أكبر منها.
وأشار الموقع إلى أن الإمارات في ظل بن زايد طمحت لكي تتحول إلى قوة كبرى، ولعبت دورا في الحملات العسكرية الأجنبية وتحالفت مع قوى خارج المنطقة مثل الولايات المتحدة لاحتواء قوى إقليمية مثل تركيا وإيران، وظلت محصنة من تداعيات سياستها الخارجية حتى ضربت الصواريخ أراضيها.
ثروة تعتمد على الاستثمارات
ونوه “إنترسبت” إلى خطورة استمرار هكذا وضع بالنسبة للإمارات، فعلى خلاف دول المنطقة التي يعيش فيها مواطنون أصليون، فثروة البلد الخليجي الصغير تعتمد على بقاء ملايين العمالة الوافدة، ولو تأثر الأمن الذي يقوم عليه ازدهار البلد، فهؤلاء الأجانب سيخرجون بسرعة ويعودون إلى أوطانهم الأصلية، حاملين معهم أموالهم ومهاراتهم.
غير أن تحليل الموقع الأمريكي يرى أن قادة الإمارات لا يزال لديهم وقت لتصحيح المسار والعودة إلى الطريق التقليدي في التعامل مع المنطقة والتسويات التي ساعدت على حفظ الأمن المحلي، و “هو النهج الواضح في تعامل سلطنة عُمان مع جيرانها، حيث تلتزم بدور الوسيط بين المتنافسين في الشرق الأوسط”.
و”في غياب هذا التحول، فمن الصعب منع العنف الذي عذب بقية الشرق الأوسط من الوصول إلى أبواب أبو ظبي” بحسب التحليل.