نيويورك/وكالة الصحافة اليمنية//
قالت صحيفة “نيويورك تايمز” أن اتصالا هاتفيا جرى عام 2020 بين ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ورئيس وزراء الاحتلال السابق بنيامين نتنياهو بشأن برنامج “بيغاسوس” التجسسي الإسرائيلي.
جاء ذلك ضمن تقرير مطول كشفت فيه الصحيفة الأمريكية عن نتائج تحقيقها الذي استمر عاما واحدا في بيع الاحتلال برنامج “بيغاسوس” من إنتاج شركة NSO سيئة الصيت سرا إلى دول مختلفة استخدمها عدد منها لاحقا بطريقة غير قانونية مخالفة لحقوق الإنسان.
وضمن هذا التقرير، أكدت الصحيفة أن سلطات الاحتلال صادقت على بيع “بيغاسوس” إلى السعودية في عام 2017، عندما تم إبرام عقد للتركيب الأولي بقيمة 55 مليون دولار.
ومنذ ذلك الحين تولت مجموعة صغيرة من الأعضاء البارزين في القيادة العسكرية للاحتلال تحت الإمرة المباشرة من نتيناهو، دورا متقدما في التبادلات مع السعودية، مع اتخاذ “أقصى درجات السرية”، وفقا لما ذكر مصدر إسرائيلي منخرط في الموضوع للصحيفة.
وقال مسؤول إسرائيلي للصحيفة إن حكومة نتيناهو بهذا المشروع كانت تأمل في “كسب ولاء وامتنان” ولي العهد السعودي.
ولفتت الصحيفة إلى أن الاحتلال، حتى حين قام بالتوقيع على اتفاقيات التطبيع في سبتمبر 2020، منحت جميع الموقعين عليها تقريبا التراخيص باستخدام منتجات NSO.
ووفقا للصحيفة، بعد أن أخفقت اتصالات عديدة بين مساعدين لولي عهد السعودية ومسؤولين في NSO و”الموساد” ووزارة دفاع الاحتلال في تسوية الوضع بمنح ترخيص جديد، أجرى الأمير محمد بن سلمان شخصيا “اتصالا طارئا” مع نتنياهو، في مسعى لتجديد الترخيص.
وأقرت الصحيفة بأن الأمير محمد كان يحظى بنفوذ كبير، خاصة وأنه كان بإمكانه إعادة إغلاق المجال الجوي فوق السعودية أمام رحلات الطيران الإسرائيلية المتوجهة لأول مرة في التاريخ إلى الخليج، ما كان سيؤدي إلى انهيار مكون مهم ضمن “اتفاقات أبراهام”.
وأكدت الصحيفة أن مكتب نتنياهو عقب المكالمة أصدر أمرا إلى وزارة الدفاع بمعالجة المشكلة، وفي الليلة نفسها اتصل مسؤول في الوزارة بغرفة عمليات NSO بطلب استئناف عمل “بيغاسوس” في السعودية.
ولفتت الصحيفة إلى أن مسؤولا في NSO رفض تلبية هذا الطلب ما لم يحصل على ترخيص رسمي، غير أنه، عندم أبلغ بأن هذا الأمر يأتي من نتنياهو مباشرة، وافق على تسلم رسالة إلكترونية بهذا الشأن من وزارة الدفاع، وبعد وقت وجيز تم استئناف وصول الحكومة السعودية إلى “بيغاسوس”، وفي الصباح القادم نقلت إلى الشركة وثيقة رسمية بشأن تجديد الترخيص من وزارة الدفاع.