لا يزال الرعب يخيم على الإمارات، جراء استهداف القوة الجوية اليمنية لمنشآت عسكرية وصناعية، بعد إعلان حكومة أبو ظبي انطلاق معركة ما أسمتها ” باليمن السعيد” بتحريك بيادق (العمالقة) بدء من محافظة شبوة وانتهاء بأطراف مديرية حريب التابعة لمحافظة مأرب.
فمنذ الضربة الأولى التي تلقتها أبو ظبي، وولي العهد محمد بن زايد، يتحرك في اتجاهين يعول عليهما إيجاد حلول لصواريخ ومسيرات اليمن، الاتجاه الأول لم يكن سوى الخيار المتاح تلقائيًا أمام الإمارات، وهو الاستغاثة بالكيان الصهيوني في ظل علاقة التطبيع معه، وكذلك اللجوء إلى أمريكا، في دلالة واضحة على أن القدرات الدفاعية الإماراتية “هشة” وهو ما جسدته الإصابات الدقيقة للضربة اليمنية في العمق الإماراتي.
الخيار الثاني الذي لجأ إليه ولي عهد أبو ظبي هو تحريك الملف الدبلوماسي من خلال مطالبة الولايات المتحدة بتصنيف أنصار الله (منظمة إرهابية) بالضغط على حليفها الإسرائيلي بتبني ومتابعة هذا القرار حتى يعود إلى النور مجددًا.
بين خياري التزود بالأسلحة والأنظمة الدفاعية وطريق الدبلوماسية السوداء التي تنتهجها الإمارات، لا يزال القلق والخوف يسيطر عليها، لدرجة أن حكومة أبو ظبي، لجأت إلى تمديد قرارها المتعلق بإيقاف الطائرات دون طيار والرياضات الجوية الخفيفة بمختلف أشكالها.
القرار الذي جاء عبر إعلان وزارة الداخلية الإماراتية بالتنسيق مع الهيئة العامة للطيران المدني شمل إيقاف عمليات الطيران لهواة ألعاب طائرات “الدورون” و الطيران الشراعي، مشددة على محاسبة من يقوم بخرق هذا القرار بالحبس خمس سنوات، وغرامة مالية لا تقل عن 100 ألف درهم.
أنظمة غير مأهولة
نظمت أبو ظبي أمس الاحد، مؤتمرًا “للأنظمة الغير مأهولة”شاركت به الدول الحليفة للإمارات، بما فيها أمريكا وفرنسا وبريطانيا، هدف هذا المؤتمر لمناقشة كيفية التصدي للطائرات المسيرة وضرورة بناء “درع”مشترك كفيل بمواجهتها وتحييد خطرها.
يأتي عقد هذا المؤتمر عقب تعرض الإمارات لهجمات بصواريخ باليستية ومسيرات يمنية ألحقت بها أضرارًا كبيرة، حاولت أبو ظبي التقليل من نتائجها؛ إلا أن هذه التحركات التي تشهدها الإمارات قطعت الشك باليقين، وأثبتت أن الضربات كانت مؤثرة ومؤثرة جدًا.
منظومات إنذار مبكر
إصرار الإمارات على الاستعانة بالحلفاء الغربيين وعلى رأسهم الاحتلال الإسرائيلي وأمريكا، والسعي من أجل الحصول على أنظمة دفاعية منها “القبة الحديدية” الإسرائيلية، يؤكد نوايا أبو ظبي للاستمرار في تصعيد عملياتها العسكرية على اليمن ومواصلة دعم السعودية مهما كانت العواقب، مؤخرًا ذكرت قناة التلفزة الإسرائيلية “13”، أنّ الاحتلال وافق على تزويد الإمارات بمنظومات للإنذار المبكر لمساعدتها في الكشف عن الصواريخ التي يتم إطلاقها صوب أراضيها قبل إصابة أهدافها.
المعلّق العسكري للقناة، ألون بن ديفيد، قال إنّ منظومات الإنذار المبكر ستعمل على إطلاق إنذارات مسبقة حول أي هجمات صاروخية مستقبلية.
أفاعي وتجار حروب
من جهة ثانية تواصل الولايات المتحدة الأمريكية دعم الإمارات، حيث أرسلت في الـ12 من فبراير الجاري سرب من طائرات اف 22 المقاتلة، بهدف تأمين أجوائها ظاهريًا؛ لكن في الحقيقة تم إرسال الطائرات لحماية قاعدة الظفرة الأمريكية التي تضم 2000 من الجنود الأمريكيين تم استهدافهم من قبل القوة الجوية اليمنية، في رد مشروع على استمرار الحرب في اليمن.
الجنرال كينيث “فرانك” ماكنزي، رئيس القيادة المركزية الأمريكية أكد أنهم أحضروا مدمرة صاروخية موجهة، يو إس إس كول، لديها قدرات دفاع صاروخي باليستي. ستقوم بدوريات في مياه الإمارات، وتعمل عن كثب مع المدافعين الجويين الإماراتيين لحماية بلادهم”. وهي تصريحات تحمل طمأنة شكلية للإمارات، لكنها في حقيقة الأمر واحدة من ثغرات الاستنزاف المادي للإمارات، ودليل آخر على أن الإمارات تتخبط بين حليفين أحدهم ماكر (إسرائيل) والآخر مبتز (أمريكا) وأن يد المساعدات التي تُقدم لها لا تحظى بامتيازات مجانية أو تعاطف فعلي، فالغرب هم الغرب، أعداء للأمتين العربية والإسلامية، فمتى تستفيق الإمارات وتعود إلى الحاضنة العربية وتوفر على نفسها عناء التسكع في الأزقة المسكونة بالأفاعي وتجار الحروب.