قالت صحيفة “ذا هيل” الأمريكية، إن واشنطن تحتاج إلى الرياض أكثر من أي وقت مضى من أجل المساعدة في الضغط على روسيا بخصوص الحرب على أوكرانيا، وذلك رغم ما تمر به العلاقات بين أمريكا والسعودية من فتور منذ تولي الرئيس “جو بايدن” السلطة قبل أكثر من عام.
وأشارت الصحيفة إلى أن “العقوبات على النفط والغاز الطبيعي الروسي من جراء غزو أوكرانيا ستكون حاسمة، لكن الولايات المتحدة لم تفرضها حتى الآن لعدم امتلاكها كل الأدوات اللازمة لجعلها فعالة”.
وأضافت أن “التحدي الذي تواجهه واشنطن معقد، فهي تريد الضغط على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عبر حرمانه من موارد الطاقة، لكنها تدرك أن العالم لا يزال بحاجة إلى النفط والغاز الروسيين”.
ولذلك، فإن أحد الحلول، وفق الصحيفة، هو “إنتاج المزيد من النفط لتعويض حصة روسيا فيما لو فرضت عليها العقوبات، لكن ذلك لا يمكن أن يحصل من دون مساعدة السعودية، أكبر منتج للخام في العالم”.
وبينت الصحيفة أنه رغم أن “المملكة العربية السعودية كان يُنظر إليها تاريخيا على أنها الحليف الرئيسي لواشنطن في عالم النفط، لكن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لديه وجهة نظر مختلفة، إذ يشعر بالاستياء من عدم رغبة بايدن لقاءه، سواء شخصيا أو عبر الهاتف، لأسباب قد تتعلق بحادثة مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي”.
وتوقعت الصحيفة أنه “في ظل ارتفاع أسعار النفط في الأسواق العالمية وتجاوزها حاجز المئة دولار للبرميل مؤخرا، من المرجح أن تكون هناك “دبلوماسية هاتفية مكثفة في الأيام القليلة المقبلة لإقناع محمد بن سلمان بالتنازل”.
وتابعت: “قد تكون هناك أيضا زيارة للمملكة من قبل مسؤول أمريكي رفيع المستوى في الإطار ذاته، على الرغم من أنه في الوقت الحالي، لا توجد احتمالات مواتية لأي تنازل من الجانب السعودي”.
موقف بايدن من الرياض
ويتخذ “بايدن” موقفا أشد من سلفه دونالد ترامب تجاه الرياض فيما يتعلق بسجلها في مجال حقوق الإنسان وحرب اليمن.
وكانت إدارة “بايدن” أصدرت في بدايات العام الماضي، تقريرا للمخابرات الأمريكية وجه أصابع الاتهام للأمير “محمد بن سلمان” في مقتل الصحفي السعودي “جمال خاشقجي” عام 2018، لكن جنبه أي عقاب مباشر.
وأطلقت روسيا، فجر الخميس، عملية عسكرية في أوكرانيا، تبعها ردود فعل غاضبة من عدة دول في العالم ومطالبات بتشديد العقوبات على موسكو.
ووفقاً للرئيس الأوكراني “فولوديمير زيلينسكي”، قُتل أكثر من 130 شخصاً، بينهم مدنيون، في اليوم الأول للتدخل العسكري الروسي.
واقتربت القوات الروسية من العاصمة كييف، وسط توقعات أمريكية بسقوطها خلال أيام.
في المقابل، لفت الرئيس الأمريكي “جو بايدن”، إلى أنه وحلفاءه سيردون بشكل موحد وحازم، قبل أن يصدر عقوبات جديدة على النظام المالي الروسي. كما أصدر الاتحاد الأوروبي عقوبات على النظام الروسي والرئيس “بوتين”، متعهدا بـ”محاسبة” الكرملين على الهجوم “غير المبرر” على أوكرانيا.