تقرير/عبدالكريم مطهر مفضل/وكالة الصحافة اليمنية//
عقارب الموت البطيء تتسارع في اليمن، وعواقب وخيمة تهدد حياة ملايين المدنيين، خاصة في ظل حديث الأمم المتحدة، عن حاجة أكثر من 22 مليون شخص في اليمن إلى المساعدة العاجلة، وما لا يقل عن 8 ملايين شخص يعيشون على حافة المجاعة ، مشيرة في تقاريرها إلى أن حياة اليمنيين تعتمد على بقاء مدينة الحديدة الساحلية وميناؤها مفتوح.
حصار ضد الحياة
حصار أي دولة من قبل دول أخرى يُعد من أبشع الجرائم المرتكبة في تاريخ البشرية وهو بمثابة إبادة جماعية لشعب بأكمله .. فمن يحاصر البشر ويمنع عنهم أبسط مقومات الحياة، يكون قد تخلى عن انتماءه للجنس البشري ولم يعد في قاموسه شيء من الإنسانية التي هي القاسم المشترك لكل سكان الأرض على اختلاف جنسياتهم وأنظمتهم ومبادئهم وإخلافهم.
أن تحاصر دولة يعني أنك تحاصر فيها الطفولة والعجزة والنساء والمرضى وذوي الاحتياجات الخاصة، وحكمت عليهم جميعاً بالموت بعد أن حرمتهم من أبسط مستلزمات البقاء أحياء.
ووفقًا لتقرير أممي نشرته صحيفة لإندبندنت البريطانية نهاية شهر مايو 2017، إن الحصار الذي فرضته قوات التحالف، كان سببًا رئيسيًا للمجاعة في اليمن.
شريان الحياة
الحديدة هي ثالث أكبر مدينة في اليمن ، وهي بوابة حيوية إلى البلاد، حيث يصل 80٪ من واردات اليمن من المواد الغذائية والأدوية و المساعدات الدولية تمر عبر هذه المدينة المطلة على البحر الأحمر.
وتمثل الحديدة أحد أهم الموانئ الحيوية لليمن وشريان حياة شعبها، التي أغلقها التحالف بالكامل منذ قرابة 7 أعوام ، تحت ذريعة منع تدفق الأسلحة من إيران إلى قوات حكومة الإنقاذ في العاصمة صنعاء – وهو ادعاء نفته طهران بشكل قاطع.
ودفع هذا الإغلاق في أيامه الأولى 3.2 مليون شخص آخرين إلى الجوع ، (وفقًا لبرنامج الأغذية العالمي)، فيما أكد تقرير منظمة العفو الدولية الذي نشر في شهر مايو 2017، أن هجوم قوات التحالف باتجاه مدينة الحديدة أدى إلى نزوح أكثر من 340 ألف مدني من الحديدة إلى العاصمة صنعاء ومحافظة عدن.
وحذر المتحدث باسم منظمة إنقاذ الطفولة بهانو بهاتناغار، في 30 مايو 2017، من أن الإغلاق الكامل لميناء الحديدة “سيؤدي إلى قطع مدمر لسلسلة الدعم الإنساني والتجاري كما هو مطلوب بشدة.”
ونقلت صحيفة “إندبندنت” عن بهاتناغار قوله: “لقد وصلت واردات الغذاء الناتج عن إغلاق ميناء الحديدة، إلى أدنى مستوياتها منذ بدء الحرب في اليمن وارتفع سعر السلع الأساسية بمقدار الثلث”.
أزمة وقود خانقة
أزمة الوقود الحالية التي تعيشها اليمن، ليست جديدة، فسواحل البلاد محاصرة بعشرات السفن الحربية الأمريكية والغربية والسعودية والإماراتية منذ زمن بعيد والتي تمنع السفن المحملة بالوقود والمواد الغذائية والدوائية من الوصول إلى مرساها الأخير ميناء الحديدة .. ما يميز أزمة الوقود هذه المرة أنها قد بلغت مستويات قياسية غير مسبوقة بحسب شركة النفط اليمنية، جراء إمعان التحالف في احتجاز سفن المشتقات النفطية، ومنعه بشكل كلي لأي سفينة وقود من دخول الميناء.
وأدت أزمة الوقود التي يكتوي بها الشعب اليمني، إلى آثار كارثية انعكست على كافة مجالات الحياة وفاقمت الأوضاع الإنسانية في اليمن سوءاً، في ظل عجز أممي لوضع حد للمعاناة التي تطال اليمنيين نتيجة منع دخول السفن النفطية لميناء الحديدة.
الأزمة خلفت شلل شبه تام لحركة السيارات ومركبات النقل وناقلات المواد الغذائية وغيرها لتصل إلى التهديد بتوقف العمل في المرافق الخدمية والصحية، وكل سبل الحياة المعتمدة على الطاقة وهى كثيرة وما تخلفه من عواقب وخيمة على السكان العزل وحرمانهم من حياة معيشية أمنة ومستقرة.
أزمة صحية